أعلنت السلطات الحكومية السورية بعد ظهر أمس الاثنين (15 مايو/ أيار 2017) إنجاز جميع بنود الاتفاق الذي توصلت إليه مع فصائل المعارضة المسلحة، للإخراج مقاتليها من منطقة القابون على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق.
وقال محافظ دمشق بشر الصبان، في بيان أصدره أمس إن «منطقة القابون أصبحت خالية تماماً من المجموعات المسلحة بعد إنجاز المرحلة الثانية والأخيرة من اتفاق التسوية».
وأضاف أن «خبراء الهندسة في الجيش السوري دخلوا منطقة القابون وبدأوا بعمليات تمشيط واسعة، لتفكيك المفخخات والألغام التي زرعتها المجموعات المسلحة قبل إجلائها من المدينة».
وأكد مصدر ميداني من الجيش السوري طلب عدم الكشف عن اسمه أنه «تم اليوم إخراج 545 مسلحاً باتجاه ريف إدلب وجرابلس شمال البلاد، إضافة إلى نقل حوالى 800 مسلح إلى حي جوبر المجاور لحي القابون».
وذكر المصدر أن «خروج المسلحين إلى حي جوبر حصل تنفيذاً لاتفاق جديد، تم التوصل إليه الليلة قبل الماضية مع الفصائل المعارضة، بعد رفض العديد من مقاتليها المغادرة وإصراراهم على البقاء في الغوطة الشرقية».
ولفت المصدر إلى أن القوات الحكومية قامت بتسوية أوضاع 600 من المسلحين، بموجب القوانين ومراسيم العفو الرئاسية النافذة في البلاد.
وبهذا الاتفاق تكون الحكومة السورية فرضت سيطرتها على منطقة القابون وحي تشرين وبرزة في أطرف دمشق الشرقية ليبلغ عدد المسحلين الذين غادروا حي القابون بموجب الاتفاق نحو 2400 غالبيتهم من «جيش الإسلام».
إلى ذلك تجددت الاشتباكات بين فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية صباح أمس (الاثنين)، وبدأت الاشتباكات انطلاقاً من حيي الاشعري والافتريس داخل الغوطة.
وتحدثت مواقع تابعة للفصائل أمس أن «هيئة تحرير الشام» بدأت الهجوم من ثلاث محاور ضد جيش الإسلام، بينما «فيلق الرحمن» لم يُشارك في الهجوم حسب تلك المواقع. ووافق مسلحو الفصائل خلال الليل على اتفاق إجلاء سري بعد أن تمت محاصرتهم في جيب صغير في حي القابون، إثر هجوم شنه الجيش السوري حسم فيه معركة القابون.
وتم إجلاء مئات من مقاتلي الفصائل وأسرهم الأحد من منطقة برزة المجاورة بعد أن قبلوا إلقاء أسلحتهم والرحيل إلى محافظة إدلب.
من جانب آخر، قتل 23 مدنياً على الأقل أمس جراء غارات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية على مدينة البوكمال التي يسيطر عليها المتطرفون في شرق سورية على الحدود مع العراق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي تطور آخر، قالت مصادر وقادة من مقاتلي المعارضة أمس (الاثنين) إن الجيش السوري نقل قوات إلى منطقة صحراوية قرب حدوده مع العراق والأردن وذلك في الوقت الذي تعزز فيه قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على منطقة انسحب منها مقاتلو تنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة.
وأضافوا أن معلومات المخابرات المتوافرة لديهم أظهرت تحرك مئات من الجنود السوريين وفصائل موالية مدعومة بدبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في منطقة صحراوية قليلة السكان.
العدد 5365 - الإثنين 15 مايو 2017م الموافق 19 شعبان 1438هـ