يمهلني عامًا بكل فصوله وأيامه كي أحبه
يمهلني الشمس والرياح والمطر
يمهلني ولا يترك فرصة للهواء أن يملأ رئتي
أي معادلة يبحث عنها ذلك المجنون
أي تمهيد يبحث عنه في ابتسامته المائلة وعينيه الصغيرتين
أما زلتَ تشعر بالبرد مثلي
أما زلت تنام في كرسي الباص وعيناك تقبل خيالي
ما الذي فعلناه يومًا دون أن نلقي له بالًا
هذه الطرق البعيدة
وهذا الاحتراق وخيوط الدمع
هذا العناق الطويل بلا قبل
هذه الغابات الموحشة
عمود الإضاءة المرتعش في شارع غير مبلط
وكرسيّ خشبي أسند عليه ظهري
لكنك لا تهبط كالطيور
ولا تشرب من كوب الماء الذي أعطش بسببه
أحرقني أرجوك
واعبث بكل هذه العواصف
فأنا لا أحب انتظار موسم البرتقال كي يزهر
ولا أحتمل عناق القوس بنخلة غريبة
أحرقني ولا ترتقب لحبي جوابًا
الطيور التي طارت من على سور البحر تحط في قلبي
والمطر الذي بلل نافذتي جرف قلبي إلى العشاَّر
***
وحدي من اكتشف آثار أصابعك التي سرَّبت
الكلمات
دخان السجائر
رائحة الشاي
العطر
ووجبة المساء في مقهى الأدباء
تمهلني عامًا لكي أحبك؟
ماذا فعلت الريح؟
غير أنها حركَت الأغصان
فسقطنا
الريح تضحك وتقول:
اصعدا ظهري
أسندُ ظلّكما العاري على شجر النخيل
*العشار إحدى مناطق البصرة الشهيرة