قالت مصادر وقادة من مقاتلي المعارضة اليوم الإثنين (15 مايو/ أيار 2017) إن الجيش السوري مدعوماً بفصائل تدعمها إيران نقل قوات إلى منطقة صحراوية قرب حدوده مع العراق والأردن وذلك في الوقت الذي تعزز فيه قوات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة السيطرة على منطقة انسحب منها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الآونة الأخيرة.
وأضافوا أن معلومات المخابرات المتوافرة لديهم أظهرت تحرك مئات من الجنود السوريين وفصائل شيعية مدعومة من إيران بدبابات ومعدات ثقيلة إلى بلدة السبع بيار في منطقة صحراوية قليلة السكان.
ويقول مقاتلو المعارضة إن الجيش وحلفاءه سيطروا على تلك البلدة النائية الواقعة قرب الطريق الاستراتيجي الرئيسي بين دمشق وبغداد الأسبوع الماضي مع سعيهم للحيلولة دون سقوط المناطق التي انسحب منها تنظيم "داعش" في يد الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب. وقال الرائد عصام الريس المتحدث باسم ما يسمى بالجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر إنهم أرسلوا تعزيزات ضخمة من المدفعية والدبابات والمركبات المدرعة .
ولم يتسن الحصول على تعليق حتى الآن من الجيش السوري.
وشعر الجيش السوري بقلق نتيجة انتصارات حققها الجيش السوري الحر على تنظيم "داعش" على مدى شهرين مما سمح لمقاتليه بالسيطرة على مساحة شاسعة من الأراضي القليلة السكان الممتدة من بلدة بير القصاب الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا جنوب شرقي دمشق على الطريق إلى الحدود مع العراق والأردن.
وقال الريس إن خطة النظام السوري هي الوصول إلى الحدود العراقية السورية وقطع الطريق على تقدم الجيش السوري الحر بشكل أكبر صوب الشمال الشرقي ضد معاقل تنظيم "داعش" هناك بعد فقدهم الأراضي في البادية.
وقصفت الطائرات الحكومية السورية مواقع مقاتلي المعارضة قرب الحدود مع الأردن والعراق يوم الثلثاء الماضي. وفي الأيام القليلة الماضية صعدت أيضا عمليات المراقبة في البادية وقامت بقصف مواقع مقاتلي المعارضة في بلدة بير القصاب.
ولكن مقاتلي المعارضة قالوا إن تقدم الجيش السوري وحلفائه المدعومين من إيران قد يخاطر بجعلهم يقتربون من قاعة التنف بالقرب من الحدود العراقية حيث تعمل قوات أمريكية خاصة وتقوم بتدريب مقاتلي الجيش السوري الحر.
وتقول مصادر مخابرات إقليمية إنه يجري توسيع هذه القاعدة لتصبح نقطة انطلاق للعمليات الرامية إلى طرد المتشددين من محافظة دير الزور بشرق سورية من جنوب شرق سورية.
ولكن وجود فصائل من العراق مدعومة من إيران وحزب الله اللبناني في تلك المنطقة أثار قلق الأردن حليف الولايات المتحدة والذي يدعم جماعات معارضة معتدلة.
ويحاول الأردن منذ فترة طويلة منع سقوط جنوب سورية الذي تسيطر عليه المعارضة في يد تنظيم "داعش".
ويقول مقاتلو المعارضة إن الهدف النهائي لتقدم الجيش السوري في البادية هو ربط قواته بفصائل شيعية عراقية على الجانب الآخر من الحدود.
وتقول مصادر مخابرات إقليمية إن طريق دمشق-بغداد كان أحد الطرق الرئيسية لإدخال الأسلحة الإيرانية إلى سورية إلى أن سيطر تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من الأراضي بمحاذاة الحدود السورية العراقية.
ويقول مقاتلو المعارضة إنهم بدأوا هذا الأسبوع في استهداف مواقع يعتقدون أن فصائل تدعمها إيران تسيطر عليها.