لم تكن الليلة قبل الماضية في قرية المالكية كسابقاتها، إذ لم تشهد القرية طيلة تاريخها احتفالات وأفراحاً مثيلة، وجاء ذلك بعد تتويج الفريق الملكاوي بلقب دوري فيفا لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، فبعد التتويج التاريخي في ملعب مدينة خليفة الرياضية، خرجت الجماهير الخضراء في مسيرات فرح كبيرة وصولاً للقرية في المنطقة الغربية، فيما عاد اللاعبون في حافلة تم إعدادها خصيصاً لهذه المناسبة، وتم استقبالهم استقبال الأبطال لدى وصولهم من قبل الجماهير والأهالي وعشاق فارس الغربية، ليتوجهوا بعدها إلى ملعب النادي الذي اكتظ كثيراً بالجماهير من القرية وكذلك بعض القرى الأخرى والذين حرصوا على مشاركة الملكاويين أفراحهم، مثلما حصل في الملعب حينما تواجدت روابط بعض الأندية الأخرى لتدعم الفارس في مباراته الأخيرة أمام الرفاع.

الدخيل: أكملت عمل كل مدربي المالكية السابقين... وشكراً للجميع

وفي كلمته أثناء الحفل أكد المدرب أحمد صالح الدخيل، «قائد» الفارس لهذا الانجاز التاريخي، أنه سعيد للغاية بتحقيق هذا اللقب والصعود لمنصة التتويج مع فريق المالكية للمرة الأولى في تاريخ النادي، مشيراً إلى أن ذلك جاء بجهود الجميع والتزامهم وانضباطهم وحبهم لهذا النادي، وهذا مالمسه منذ اليوم الأول لتواجده في القرية.

وأضاف الدخيل «الحمد لله الذي وفقني لتحقيق البطولة مع الفريق، ولكن يجب ألا أنسى أنني أكملت عمل الكثير من المدربين السابقين في نادي المالكية، وكذلك بعض المدربين الذين يواصلون عطاءهم، ولولا جهودهم لماحصل النادي على هذه البطولة في النهاية، وأنا سعيد جداً برؤية الكل في القرية مسرورا وسعيدا بهذا اللقب، ونحن وعدنا بأن نكون في وضعية أفضل من الموسم الماضي، ولله الحمد هذا ماحصل، فبعد أن كنا في المركز الثالث أصبحنا أبطالاً للدوري الآن، وبجدارة واستحقاق، ولابد نعيش هذه الأفراح لأننا نستحق ذلك، ويجب أن نفكر بعدها في المباراة النهائية لكأس الاتحاد يوم الأربعاء أمام الحد، حتى تكون الفرحة فرحتين».

وشكر الدخيل في ختام كلمته كل اللاعبين على جهودهم الكبيرة طيلة الموسم، وكذلك أعضاء الجهازين الفني والإداري، ومجلس الإدارة على التعاون وجماهير النادي على دعمها وتشجيعها اللاعبين في كل المباريات.

علاوي: فرحتكم هي «بطولتنا»... ولولاكم لما وصلنا للمنصة

أكد قائد الفريق الملكاوي علي السيدعيسى «علاوي» أن الانجاز الكبير الذي تحقق بإحراز اللقب؛ جاء بسبب الدعم الجماهيري الكبير الذي يتلقاه كل اللاعبين أثناء التدريبات والمباريات، ومن خلال المتابعة المستمرة اليومية، مشيراً إلى أن كل ذلك يُعد أمراً محفزاً لتحقيق أفضل النتائج لقرية المالكية، ولولا هذا الدعم الجماهيري لما وصل الفريق إلى لقب البطولة.

وأضاف علاوي «بطولتنا الكبرى هي رؤية وجوه كل أفراد القرية ومحبي النادي وهي مبتسمة وسعيدة، وإسعادهم هو أقل هدية من المُمكن تقديمها لهم؛ نظراً لوقوفهم الدائم معنا، وكذلك لابد من تقديم كل كلمات الشكر والتقدير للمدرب الوطني الرائع أحمد صالح الدخيل على جهوده مع الفريق، وأيضاً نشكر بقية أفراد الجهاز الفني وكذلك الجهاز الإداري وجميع من كانت له يد في هذا الانجاز، ونعاهد الكل بأننا سنواصل بذل أقصى جهودنا من أجل رفع اسم النادي عالياً في كل البطولات التي نُشارك فيها».

عبدالعال: نعاهدكم جميعاً بالعمل بكل ما نملك خدمة لقرية المالكية

في خضم الاحتفال الكبير الذي تم إعداده بعد التتويج باللقب، تحدث رئيس نادي المالكية جاسم عبدالعال بشكل ارتجالي لجميع الحاضرين، إذ شكر في البداية كل من كانت له يد في هذا الانتصار الكبير والفوز التاريخي باللقب، سواءً اللاعبين أو أعضاء الجهازين الفني والإداري وكل القريبين والمحيطين بالفريق ومجلس الإدارة وجماهير النادي والجماهير الأخرى التي ساندت الفريق، مشيراً إلى أن هذا الفوز جاء بجدارة واستحقاق واللقب ذهب لمن يستحقه وهذا يتفق عليه الجميع.

وأضاف عبدالعال «نحن في مجلس الإدارة عملنا ومن باب واجبنا بجد واجتهاد كي يصل الفريق لهذه المرحلة، والحمد لله أن جهودنا تكللت بالظفر بلقب الدوري والذي جاء بصعوبة بالغة كون الدوري يختلف عن مسابقات الكؤوس؛ لأنه يحتاج إلى نفس طويل وتعامل خاص، وهذا ماقام به الجهازان الفني والإداري فلهم كل الشكر والتقدير، والتجاوب من اللاعبين سهل من مهمة الجميع، والحمد لله مرة أخرى على وصولنا في النهاية لتحقيق هذا الانجاز، ونحن من موقعنا نُعاهد كل أهالي المالكية وكل عشاق فارس الغربية بأننا سنعمل بكل مانملك وبقدر المستطاع من أجل إسعادهم ومن أجل المحافظة على كل المكتسبات التي تحققت».

وخص عبدالعال بالشكر مدرب الفريق أحمد صالح الدخيل والذي وصفه بأنه مثل الأب والأخ والصديق لجميع الملكاويين، مضيفاً «المدرب الدخيل كان له الدور الأبرز في تحقيق هذا الانجاز، ولا أحد يختلف بشأن ذلك، ونحن كسبناه أخاً وصديقاً لكل القرية قبل أن نكسبه مدرباً، فله كل الشكر والتقدير على جهوده الكبيرة».

كبار السن يحتضنون الأبطال في الاحتفال التاريخي

احتضن العديد من كبار السن في القرية الأبطال بعد عودتهم بدرع البطولة، إذ كانت واضحة المشاركة الفعالة والمعبرة من بعض المسنين في الحفل الختامي، فعلى رغم ظروفهم الصحية إلا أنهم أصروا على مشاركة الجميع في هذه الاحتفالات الرائعة، كون هذا الأمر لم يحصل منذ تأسيس النادي، وهؤلاء الكبار كانت لهم البصمة الأولى في تأسيس النادي ولهم فضل كبير بعد الله سبحانه وتعالى في وصول فارس الغربية لما هو عليه الآن.

مشاركة «نسائية» في الحفل الملكاوي

شهد حفل نادي المالكية مشاركة «الجنس اللطيف»، إذ تم إلقاء كلمة باللغة الإنجليزية لإحدى عاشقات «فارس الغربية»، في خطوة لافتة، وجاءت كتعبير عن التفاف كافة أفراد وأهالي القرية حول فريقهم، وأيضاً كان هنالك تواجد نسائي كبير خارج الملعب أثناء الاحتفال، إذ تواجدن مع بعض الأطفال لمشاركة الجميع هذه الفرحة الكبيرة.

التتان يشدو شعراً ويُلهب مشاعر الملكاويين

شارك الشاعر مجتبى التتان في حفل نادي المالكية من خلال قصيدة شعرية ألقاها على الحاضرين ولاقت استحسان الجميع، إذ شهدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور الملكاوي، إذ ألهبت كلمات القصيدة مشاعرهم وشاركوا بشكل فعال في ترديد كلماتها، وكانت هذه المشاركة في إطار التنويع بفقرات الحفل.

جعفر عبدالقادر يبارك للأبطال على منصة الحفل

شارك في حفل نادي المالكية العديد من اللاعبين والمسئولين في الأندية الأخرى من مختلف الألعاب، وهذا دليل واضح على التلاحم والتآخي بين أنديتنا الوطنية، وكانت هنالك كلمة على منصة الحفل للاعب المعروف في كرة اليد ونجم نادي باربار ومنتخبنا الوطني جعفر عبدالقادر كونه عاش مثل هذه التجربة حينما حقق ناديه «القروي» العديد من الألقاب المحلية، وهنأ الملكاويين بهذا الإنجاز التاريخي.

الملكاويون «يتفننون» في التعبير عن فرحتهم

أغلب الجماهير الملكاوية كانت لها تعبيرات عن الفرح بطريقة خاصة، إذ لجأ البعض لارتداء ملابس معينة باللونين الأصفر والأخضر، وكلٍ بطريقته، إذ تنوعت ملابس الجمهور وتعبيرهم عن الفرح، وهذا الأمر جعل الأجواء إيجابية للغاية في أوساط الجماهير، وزاد من حلاوة الحفل، إذ تفننت هذه الجماهير في التعبير عن فرحتها من خلال العديد من «التقليعات» الرائعة.

«جي جي» حبيب قلوب عشاق الفارس

أثناء المناداة لدخول اللاعبين لمنصة الحفل، حصل النجم المحترف «جي جي» على الكثير من التحية والتصفيق الحار من قبل الجماهير الحاضرة نظراً لما يمتلكه من شعبية جارفة بين الجماهير الملكاوية بعد أن أصبح وكأنه أحد أفراد القرية من خلال علاقته القوية مع الجميع.