في شهر رمضان المبارك تكثر المبادرات الإنسانية التي تصب في إطار التكافل الاجتماعي. مبادرات بعضها تتبناه جهات رسمية وأهلية، وبعضها يتبناه أفراد أطلقوا فكرةً ما هدفها الأول خدمة المجتمع، فلقيت رواجاً لدى أفراد آخرين ساهموا في نشرها.

من هذه المبادرات، تلك التي أطلقها مغردون كويتيون على برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر» ووصلت إلى «الانستغرام» تحت عنوان «خفف عليهم في رمضان». وهي مبادرة إنسانية تهتم بالتخفيف عن الأسر المتعففة، كما أوضح الشاعر أحمد الخليفي الذي سعى إلى نشرها فقال إنها تسعى إلى التنازل عن إيجارات البيوت والشقق التي تمثل عبئاً يزداد مع الشهر الفضيل، لما له من مصاريف خاصة، خصوصاً مع وجود بعض المناسبات الدينية والاجتماعية خلاله وبعده، ومع اعتباره شهر التواصل والرحمة تكثر خلاله الزيارات التي تتطلب تقديم ضيافة للزائرين.

كان التجاوب مع هذه الحملة رائعاً، خصوصاً أن المبادرين أوضحوا أنها لا تقصد فئةً معينة، بل تهدف إلى التخفيف عن جميع المواطنين المتعففين والمقيمين والبدون ممن يعرف عنهم ضعف حالتهم المادية.

وقد أكد الخليفي في أكثر من لقاء أن المبادرة كان لها أثرها الكبير من خلال سعي كثير من المؤجّرين في الكويت إلى التنازل عن إيجارات الشهر عمّن يعرفونهم من تلك الأسر المقصودة، وما دعا إلى إعرابه عن سعادته الكبيرة هو أن بعض المؤجرين من المملكة العربية السعودية قد تبنوا الفكرة أيضاً وسعوا إلى التخفيف عن الأسر المتعففة من خلال تنازلهم عن إيجارات هذا الشهر أيضاً، فأطلق نداءً إلى بقية الدول لتبنّي المبادرة.

نتمنّى أن تجد هذه الفكرة رواجاً في بلادنا أيضاً، خصوصاً ونحن نعلم أن كثيراً من الأسر تسكن في شقق ومنازل بالإيجار، وأن الإيجارات ارتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة حتى باتت أضعاف الـ100 دينار التي تدفعها وزارة الإسكان لمن زادت سنوات طلباتهم عن خمس سنوات.

ماذا لو سعى بعض المؤجّرين إلى التخفيف عن الأسر المتعففة من المستأجرين، وسعت الوزارة إلى مضاعفة علاوة الإيجار في هذا الشهر من كل عام، كبادرة إنسانية تسعى إلى التخفيف عن المواطن؟ حتماً حينها لن يكون شهر رمضان شهراً ثقيلاً بمصاريفه على بعض الأسر.