خرج اكثر من 1500 شخص بين مقاتلين معارضين ومدنيين اليوم الأحد (14 مايو/أيار 2017) من حي القابون الواقع في شمال شرق دمشق، وفق ما افاد الاعلام الرسمي، في خطوة تمهد لسيطرة القوات الحكومية بشكل شبه كامل على العاصمة السورية.
وتاتي عملية اخلاء حي القابون بعد أيام من اتفاق مشابه تخلله اجلاء مدنيين ومقاتلين من حيي برزة وتشرين المجاورين اللذين كانا تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ العام 2012.
وافاد التلفزيون السوري الرسمي عن "خروج 1500 شخص من المسلحين وعائلاتهم متوجهين الى إدلب" مشيرا الى "تسوية اوضاع 500 مسلح ضمن اطار التسوية المتعلقة بالحي".
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس داخل حي القابون صباح اليوم الاحد حافلات بيضاء اللون تقل على متنها المسلحين وعائلاتهم قبل انطلاقها تباعاً الى وجهتها في شمال غرب البلاد.
وعلى مدخل الحي، تعانق سعاد (22 عاماً) وهي تستعد للصعود إلى الحافلة صديقتها منى (22 عاماً) التي اختارت البقاء. تنهمر دموع كل منهما قبل ان تفترقا.
وتقول سعاد لفرانس برس بتأثر "لم أشأ الرحيل، لكنّي مضطرة لملازمة والديّ، وهما يفضلان التوجه إلى إدلب" المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا وتشكل وجهة سكان المناطق التي يتم اخلاؤها في دمشق ومحيطها.
وتتابع الشابة التي ترتدي حجابا أبيض وكنزة زرقاء بغصة "لم أتوقع يوما أن أكون في موقف مماثل (...) حالتي لا توصف".
وحمل الخارجون معهم أمتعة بسيطة وحقائب صغيرة، فيما فضل آخرون البقاء وتسجيل اسمائهم لدى نقطة أمنية من أجل "تسوية أوضاعهم".
وتم الاعلان عن التوصل الى اتفاق إجلاء المقاتلين والمدنيين من القابون مساء السبت اثر عمليات قصف مكثفة للقوات الحكومية على الحي وتقدمها ميدانيا.
وافاد مصدر في قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام فرانس برس ان "الجيش السوري تمكن السبت من إكمال طوق دائري حول العشرات من العناصر المسلحة داخل حي القابون، ما أجبرهم على الاستسلام وتسليم سلاحهم".
وبدت اثار الاشتباكات الاخيرة واضحة للعيان في الحي الى جانب الدمار الذي خلفته سنوات الحرب والمعارك الشرسة في كل مكان. وتجمع ركام المباني المهدمة كليا أو جزئيا على قارعة الطرق.
والجمعة غادر أكثر من 1200 شخص، أكثر من نصفهم من المقاتلين من حيي برزة وتشرين باتجاه إدلب ايضاً.
وتأتي عمليات اخلاء الاحياء الثلاثة في اطار سلسلة من اتفاقات مماثلة بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، تم بموجبها وقف القتال مقابل توفير ممر آمن للمقاتلين وعائلاتهم ومن يرغب من المدنيين الى إدلب عموماً.
ولا يزال وجود الفصائل المقاتلة يقتصر على ثلاثة أحياء في العاصمة هي جوبر والتضامن واليرموك.
وتعتبر الحكومة السورية هذه الاتفاقات أفضل طريقة لانهاء الحرب المستمرة منذ ست سنوات، لكن المعارضة تعتبرها بمثابة "تهجير قسري". وانتقدت الامم المتحدة في وقت سابق هذه الاتفاقات.