أكد وزير شئون الإعلام علي بن محمد الرميحي أن تمكين الكفاءات الشبابية الموهوبة والمبدعة وتعزيز الحريات الصحافية والإعلامية المسؤولة في مقدمة أولويات الوزارة على طريق استدامة النهضة الإعلامية الوطنية على قواعد راسخة من الجودة والموضوعية والمصداقية والتنافسية، ومواكبة مسيرة الإنجازات التنموية والحضارية، وأحدث المستجدات في الإعلام الجديد.
وأعرب الرميحي، في لقاء مفتوح مع طلبة وطالبات الإعلام عقد في جامعة البحرين بمركز تسهيلات البحرين للإعلام بشأن موضوع "الإعلام... فرص وتحديات"، وبحضور رئيس الجامعة رياض يوسف حمزة وعدد من أعضاء هيئة التدريس، عن تقديره لإمكانات الشباب البحرينـي المبدع، واعتـزازه بقدراتهم على المشاركة بكفاءة في تطوير الرسالة الإعلامية، شكلاً ومضمونًا.
وأبدى وزير شئون الإعلام ترحيبه بالأفكار والمبادرات والمشاريع الشبابية المبتكرة في مجالات الإذاعة والتليفزيون والإعلام الرقمي، مؤكدًا جاهزية الوزارة لعرض الإسهامات المتميـزة في برامجها التليفزيونية والإذاعية، وحث الطلبة والخريجين على المساهمة في إنتاج الفواصل الوطنية والأفلام القصيرة التي تعني بترسيخ الوحدة الوطنية ودعم المواطنة الصالحة في المجتمع البحريني، ونبذ الأفكار المتطرفة والمنحرفة، كما أكد استعداده لعرض برنامج تليفزيوني عن قضايا الشباب وطموحاتهم من إعداد وتقديم وإخراج الطلبة والطالبات داخل الجامعة الوطنية.
وأوضح أن الإعلام بات صناعة عالمية هائلة تتجاوز قيمتها 1.7 تريليون دولار أميركي، ويتوقع ارتفاعها إلى أكثـر من تريليوني دولار عام 2019 يمثل الإعلام الرقمي نسبة تتجاوز نصف هذه القيمة العالمية، في ظل تطور دور الإعلام وتحوله من مجرد رسالة ووسيلة لنشر وتداول الأخبار والمعلومات إلى قناة للتواصل والاتصال لها تأثيرها على الرأي العام وصنع واتخاذ القرار المحلي والعالمي.
وقال إن هذه الطفرات الإعلامية الكمية والنوعية على المستويين الإقليمي والعالمي، في وجود 1300 قناة فضائية عربية وتأسيس أقسام للإعلام والعلاقات العامة والتسويق وترابطها في جميع المؤسسات العامة والخاصة تطرح العديد من الفرص أمام شباب الخريجين، كما تفرض تحديات تتعلق بالقدرة على المنافسة ورفع الكفاءة المهنية، وتستدعي من كليات الإعلام في الجامعات الوطنية تغييـر وتحديث مناهجها كل ستة أشهر بحسب الدراسات العالمية، لمواكبة التغييـرات السريعة والتطورات المتلاحقة في قطاع الإعلام والاتصال.
وحذر من خطورة استخدام وتداول مصطلحات غربية عن مجتمعاتنا العربية المسلمة وقيمنا الأصيلة، وما تشهده الساحة الإعلامية بشقيها التقليدي والحديث من انفلات إعلامي وأخلاقي ومشاهد بعيدة عن آداب وأخلاقيات المهنة الإعلامية، بالإضافة إلى تزايد أعداد مستخدمي شبكات الإعلام الاجتماعي في المنطقة العربية إلى أكثـر من 156 مليون مستخدم يمثل الشباب نسبة 64 % منهم، ووصول عدد التغريدات العربية عبـر موقع "تويتر" على سبيل المثال إلى معدل 27.4 مليون تغريدة يوميًا، بحسب الدراسات المتخصصة، من بينها حسابات وهمية أو بأسماء مستعارة.
وأكد وزير شؤون الإعلام إن حرية الرأي والتعبيـر مصونة في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، بما فيها الإعلام الرسمي، وفقاً للدستور والقانون، مشيراً إلى كفالة الحرية المسئولة في جميع البـرامج الإذاعية والتليفزيونية بلا حدود سوى الالتـزام بالموضوعية والمصداقية، وعدم المساس بالوحدة الوطنية أو إثارة الفرقة أو الكراهية الدينية أو الطائفية أو العنصرية.
وردًا على استفسارات واقتراحات طلبة وطالبات الإعلام، أكد وزير الإعلام أن الأبواب مفتوحة أمام الشباب البحريني للعمل في مختلف إدارات وزارة شئون الإعلام والمؤسسات الصحافية والإعلامية في القطاع الخاص، ومن بينها 26 صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية وشهرية، و1833 شركة ومؤسسة متخصصة في مجال الإنتاج الفني وتقديم الخدمات الإعلامية، شريطة تميـزهم بالكفاءة والموهبة، وتحليهم بالثقافة والذكاء الاجتماعي، وتأكيد جدارتهم بالمنافسة والإبداع في الحياة العملية.
وأكد أن العديد من الكفاءات الإعلامية الوطنية أثبت جدارتها في مختلف المواقع داخل المملكة وخارجها في مجالات الإعداد والتقديم الإذاعي والتليفزيوني والتصوير والمونتاج والإنتاج الفني والإخراج، داعيًا الطلبة وشباب الخريجين إلى صقل مواهبهم والاندماج في البـرامج والدورات التدريبية لتعزيز قدراتهم المهنية والإبداعية.
وأكد التـزام وزارة شئون الإعلام في إطار خطتها الاستراتيجية بإقامة العديد من الدورات والبرامج التدريبية وورش العمل المتخصصة بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية والأكاديمية والتدريبية الوطنية والعربية والدولية، لإعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية والفنية الوطنية، وتزويدهم بالمهارات العملية، مشيرًا في هذا الصدد إلى توقيع الوزارة مؤخرًا لاتفاقية للتعاون مع "تمكين" في تنفيذ برنامج تدريب احترافي يستفيد منه 100 شاب وفتاة بحرينيين من خريجي الجامعات الوطنية، وتأهيل نسبة منهم للتوظيف في الوزارة وشركات الإعلام والإنتاج الفني الخاصة.
ونوه إلى قيام الوزارة في وقت سابق بتنظيم مسابقتين للإبداع في الإنتاج التليفزيوني واستكشاف المواهب الرياضية الإعلامية، وتقديم جوائز مالية للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، وتعاقد التليفزيون مع 15 شركة بحرينية متخصصة في الإنتاج الفني يقودها شباب وطني ومبدع، إلى جانب العمل على دراسة إمكانية خصخصة بعض الخدمات الإعلامية أو العمليات الفنية التي تقدمها الوزارة ضمن التوجه نحو "استرداد التكلفة" وتقديم منتجات وخدمات إعلامية ذات جودة وتنافسية عالية، وزيادة الجاذبية الاستثمارية في القطاع الإعلامي، بالتوافق مع الرؤية الاقتصادية 2030 وبرنامج عمل الحكومة.
وجدد الرميحي في ختام هذا اللقاء الشبابي الجامعي تأكيد ثقته وإعجابه بالكفاءات الشبابية المبدعة والطموحة في المجال الإعلامي، مؤكداً اعتماده عليهم في انطلاقة الهوية الجديدة للإعلام الوطني منذ العام الماضي بنسبة تتجاوز 90 %، وحرصه على إفساح المجال أمامهم للمشاركة بشكل أكبـر في مسيرة التطوير الإعلامي فنيًا وتقنيًا ومهنيًا، وتحفيزهم على العطاء والإبداع في تقديم رسالة إعلامية هادفة ومؤثرة.
ومن جانبه، تقدم رئيس جامعة البحرين رياض يوسف حمزة ، نيابة عن أعضاء هيئة التدريس وطلبة وطالبات الجامعة، بالشكر والتقدير إلى سعادة وزير شؤون الإعلام على زيارته إلى الجامعة الوطنية، حيث أهدى درعًا تذكاريًا بهذه المناسبة، مشيدًا بحرص الوزير على التواصل مع الشباب البحريني والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم، واهتمامه بتوطيد الشراكة مع الجامعة في تطوير البرامج التعليمية والتدريبية في المجال الإعلامي.