في معمل ينتصب وسط مراع خضراء في كاليفورنيا تتكاثر ألوف خلايا الجرذ الصيني (همست) المهندسة وراثيا لتصل اعدادها إلى المليارات وهي منطلقة داخل 20 ميلا من الانابيب والخراطيم وبراميل تخمير عملاقة تدعى «Bioreac tors»أي مفاعلات بيولوجية.

وعن طريق سلسة المصافي والتفاعلات الكيماوية يجري استخراج البروتينات البشرية في خلايا مبيضات الهمستر هذه وتنقيتها وتحويلها إلى عقار لمعالجة السرطان ناجح يدعىHerceptiَ ودواءين آخرين ذات منشأ بروتيني.

هذا المعمل الجديد، مع معمل آخر في جنوب سان فرنسيسكو، يوفر لشركة Genentech القدرة علي إنتاج ما يوازي 2000 ألف ليتر شهريا من خلايا الهمستر المشبك بجينات بشرية.

هذه الخلايا شديدة القدرة على الاحتمال وهي المادة الاساسية لتصنيع عقاقير بروتينية الاساس بالنظر إلى قدرتها على التكاثر السريع.

وليست هناك شركة «تطبخ» خلايا أكثر من شركة جيننتك التي تمتكك نصف الطاقة العالمية للمفاعلات البيولوجية ومكانتها طاغية إلى حد أن شركة Amgen، أكبر شركة للتكنولوجيا الاحيائية في العالم، تعتمد عليها لمساعدتها في عمليات الانتاج.

إن الطلب على 30 عقارا بروتيني الاساس في السوق الآن يفوق كثيرا مجموع الطاقة الانتاجية. والمتوقع أن تزداد حال النقص هذه سوءا قبل أن تتحسن الأمور بالنظر إلى ان ثمة 99 عقارا ذات منشأ بروتيني هي الآن في المراحل الاخيرة للتجارب على الانسان ويتوقع ان تنزل إلى السوق قريبا.

وتبحث بعض الشركات عن حلول خلاقة بتجربة إنماء البروتينات البشرية بنبتة التبغ ونباتات أخرى وحليب الماعز والابقار. إلا أنه لا يتوقع تحقيق انجاز اختراقي بهذه الاختبارات «عبر الاجناس» هذه قبل مضي عشر سنوات على الأقل.

وتستخدم الشركات البيوتكنولوجية خلايا حية الانتاج موليكولات مصممة لتتصرف مثل البروتينات المكافحة للأمراض والموجودة في جسم الانسان. وتربية هذه الخلايا بالمليارات هي أشد تعقيدا وأكثر كلفة من عملية تصنيع الاقراص الدوائية التقليدية والتي تعتبر عملية كيماوية بسيطة نسبيا.

شركة Immunex في سياتل تدرك ذلك افضل من اي شركة أخرى، فهي تخسر ما يزيد عن 200 مليون دولار سنويا لأنها لا تستطيع ان تلبي الطلب الطاغي على ?erbnEAGhO?l الذي تصنعه لمعالجة التهاب المفاصل الروماتيزمي والذي حصل على موافقة دائرة الأغذبة والادوية في العام 1998.

ولم تكن ايمونكس تدرك في سياق تطويرها للدواء انبريل إلى اي حجم سيصل الاقبال عليه وبالتالي لم تكن راغبة في بناء معملها الخاص بل فضلت التعاقد مع شركة بوهرينغر انغلهايم الالمانية التي تبلغ طاقتها الانتاجية 75 ألف ليتر.

وتوفر شركة بوهرينغر خدماتها لشركات أخرى ايضا ولذلك لا تحصل ايمونكس دائما على الطاقة التي تريدها مما يزيد مشكلاتها التموينية تعقيدا.

وتتسابق ايمونكس مع الزمن لإنجاز بناء معمل جديد بقيمة 500 مليون دولار في رود ايلند تأمل في أن يباشر عمله في السنة المقبلة. ولكن حتى ذلك المعمل الجديد لن يكون كافيا لايمونكس.

خدمة (أ - ب