قال عالم الدين السيدعبدالله الغريفي، في كلمة ألقاها بعد صلاة العشاءين بجامع الإمام الصادق (ع) في القفول مساء الخميس (11 مايو/ أيار2017)، «ما أحوج الأوطان إلى المصارحات الصَّادقة التي تحمل كلَّ الوفاء والحبِّ، ولا تضمر إلَّا الخير والصَّلاح»، منوهاً إلى أن «ما يُفسدُ الأوطانَ والشُّعوبَ والأنظمةَ مداهناتٌ كاذبةٌ لا تحمل إلَّا الشَّرَّ، والسُّوء».
وتحت عنوان «ممارسة النَّقد الواعي»، قال الغريفي: «كم نحن في هذا الزَّمان المأزوم والمملوء بكلِّ التَّحدِّيات والإرهاقاتِ في حاجةٍ إلى أنْ نمارس نقدًا ذاتيًّا على كلِّ المستويات الدِّينيَّة، والثَّقافيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، والسِّياسيَّة، والأمنيَّة، والحقوقيَّة. وبقدر ما يكون هذا النَّقد جادًّا، وصادقًا، وجريئًا، ورشيدًا، فإنَّه قادرٌ على أنْ يمارس دور التَّصحيح، والتَّغيير، والبناء، والإصلاح. وكلَّما جاملنا الأوضاع الخاطئة تراكمت، وتكرَّست الأخطاء، وتكلَّستْ الإراداتُ، وتعثَّرت محاولات التَّصحيح والتَّغيير، وزادت التَّناقضات والخلافات، وحاصرتنا الأزماتُ، وازدحمت في واقعنا التَّوتُّراتُ والإرهاقات».
وفي موضوع آخر بعنوان «حال الأمَّة في عصرنا»، تساءل الغريفي «ما حال هذه الأمَّةِ في زماننا هذا؟»، وأوضح أن «الأمَّة اليومَ تعيش: فِتنًا، حُرُوبًا، اقتتالًا، خلافًا، صراعًا، عداواتٍ، عصبيَّاتٍ، رُعْبًا، عنفًا، تطرُّفًا، إرهابًا، دماءً تُسفك، أرواحًا تُزهق، أعراضًا تُهتك، أموالًا تُدمَّر، أوطانًا مأزومة، شعوبًا مهمومة... هذا هو حالُ أمَّتِكَ يا رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، وكما قلتَ في بعض كلماتك واصفًا حال المسلمين: «يوشك أنْ تداعى عليكم الأمم من كلِّ أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها. قلنا: يا رسول الله، أمن قلَّة بنا يومئذٍ، قال (صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم): أنتم يومئذٍ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السَّيل...»، (مسند أحمد5/278، الإمام أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت – لبنان)».
وتساءل الغريفي «عدد المسلمين هل يُشكِّل رقمًا في المعادلات الدُّوليَّة؟ عدد المسلمين في هذا الزَّمان مليار ونصف المليار، فهل يشكلِّون رقمًا في المعادلات الدُّوليَّة؟ وهل يلعبون دوراً في مساراتِ السِّياسة، والاقتصاد، وفي خَيَارات الحرب والسَّلام؟ وهل يملكون حضورًا فاعلًا حينما تتصارع الإرادات؟ وهل ينعمون بكلِّ ثرواتِهم، وإمكاناتِهم، وقدراتهم، ومواقِعهم الاستراتيجيَّة؟ وهل هم الأقوياءُ في مواجهة التَّحدِّيات؟ وهل هم الثَّابتون حينما تشتدُّ الأزمات؟ وهل هم الأمناءُ حينما تتصارعهم المصالح، والأهواء؟ وهل هم الصَّادقون حينما تباع الذِّمم، والضَّمائر؟ هذه تساؤلاتٌ في حاجة إلى وقفاتٍ وَوَقَفَات، وفي حاجة إلى إجابات ومصارحات».
العدد 5362 - الجمعة 12 مايو 2017م الموافق 16 شعبان 1438هـ
لقد أسمعت لو ناديت حيـا***ولكن لا حياة لمـن تنـادي