نجح رئيس "الفيفا" جياني إنفانتينو اليوم الجمعة (12 مايو/ أيار 2017) في تحقيق تأجيل آخر لاستصدار قرار حول ما إذا سيُسمح لـ "الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم" بالاستمرار في تنظيم مباريات في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية بالضفة الغربية، ما يعني استمرار الفيفا في انتهاك قوانينها والتزامها باحترام حقوق الإنسان.
ونجح إنفانتينو في تأجيل القرار لعام آخر بأغلبية 72 بالمئة من مجموع أصوات الجمعية العامة للفيفا، وهو خامس تأجيل، وسقفه مارس/آذار 2018.
قالت مديرة برنامج المناصرة الخاص بإسرائيل وفلسطين في "هيومن رايتس ووتش" ساري بشي: "قرار التأجيل الذي صدر اليوم يعني استمرار الفيفا في رعاية مباريات على أراض مسروقة، وهو مناقض للوائح الفيفا والتزاماتها تجاه حقوق الإنسان. بعد 4 أعوام، ليس من الواضح لماذا تحتاج الفيفا عاما آخر للفصل في شأن اتباع لوائحها أو مخالفتها".
في الجمعية العامة التي انعقدت اليوم في البحرين، اقترح "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" قراراً يطالب الاتحاد الإسرائيلي بوقف تنظيم المباريات بالمستوطنات في الضفة الغربية، التي تعتبرها الفيفا جزءاً من الأراضي التابعة للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. تحظر لوائح الفيفا على الاتحادات الأعضاء تنظيم مباريات على أراضي اتحادات عضوة أخرى دون موافقتها.
استبق إنفانتينو تصويت الجمعية العامة بمقترحه الذي وافقت عليه الجمعية، بأن يُحال قرار أندية المستوطنات إلى مجلس الفيفا، وهو هيئة تسييرية للاتحاد مكونة من 31 عضوا، ويرأسها إنفانتينو. المقترح الذي وافقت عليه الجمعية العامة منح مهلة غايتها مارس/آذار 2018، لكن إنفانتينو قال إنه سيضع مسألة أندية المستوطنات على أجندة اجتماع لمجلس الفيفا بتاريخ 27 أكتوبر/تشرين الأول 2017.
قرار اليوم يأتي بعد إعلان مجلس الفيفا يوم الثلاثاء أن إصدار قرار إزاء أندية المستوطنات "مازال مبكرا". قال إنفانتينو للجمعية العامة اليوم إن توصية المجلس صدرت بالإجماع.
تواجه الفيفا هذه المشكلة منذ 2013. في 2015 عيّن الاتحاد الدولي لجنة مراقبة خاصة، يرأسها طوكيو سيكسوال، لتسوية المسألة في ظرف عام. طلب سيكسوال وإنفانتينو تمديدا لولاية اللجنة مع الوعد بإصدار قرار بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2016، ثم في يناير/كانون الثاني 2017، ثم في مارس/آذار 2017. قال سيكسوال في أكتوبر/تشرين الأول 2016 إن الموضوع "دخل الوقت الإضافي تقريبا". في مسودة قرار عرضه على اتحادي الكرة الإسرائيلي والفلسطيني في مارس/آذار 2017، قال سيكسوال إن مزيدا من المفاوضات في هذه القضية ستكون بلا جدوى، نظرا للوقت الذي انقضى والفجوة القائمة بين الطرفين، وكتب: "ما لا يمكن للفيفا تفاديه هو اتخاذ قرار في هذه المسألة".
لكن قال إنفانتينو للجمعية العامة إنه تلقى تقرير سيكسوال "النهائي" بالأمس فقط. بعد التصويت، قال في مؤتمر صحفي إن أعضاء المجلس لم يصلهم نصّ التقرير من سيكسوال في اجتماعهم المنعقد الثلاثاء، ولم تُتح لهم فرصة دراسته.
طالبت كل من هيومن رايتس ووتش و"آفاز" و"EuMEP" الفيفا بمنع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، التابع لها، من تنظيم أنشطة تتصل بكرة القدم ي مستوطنات الضفة الغربية، لأن هذه المستوطنات غير قانونية بموجب "اتفاقية جنيف الرابعة"، وتسهم في حدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. تتخذ 6 أندية في الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم من المستوطنات مقرا لها وتستضيف مبارياتها الرسمية هناك، على أراض أُخذت بصفة غير قانونية ولا يُتاح لفلسطينيي الضفة الغربية دخولها.
في أبريل/نيسان 2016 ألّف جون روغي تقريرا لصالح الفيفا حول كيف يحتاج الاتحاد إلى تعميق حقوق الإنسان في شتى أنشطته. توصيات روغي للفيفا تستند إلى "المبادئ التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان"، وهي معايير عالمية للأعمال التجارية وحقوق الإنسان.
عندما احتلت روسيا القرم في 2014 منع "اتحاد كرة القدم الأوروبي" ("اليوفا") – التابع للفيفا – روسيا من ضمّ فرق من القرم إلى دوري كرة القدم الروسي، بناء على القاعدة نفسها.
قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل رجوب للجمعية العامة للفيفا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول الضغط على الفيفا لتأجيل التصويت.
تعرض إنفانتينو – الذي انتُخب رئيسا للاتحاد العام الماضي بعد أن تقدم ببرنامج إصلاحي – لانتقادات في الآونة الأخيرة بعد إجراء تغييرات هيكلية جعلت آليات الرقابة الداخلية خاضعة لسيطرته، وجراء دفعه رئيس لجنة حوكمة الفيفا للرحيل عن منصبه.
قالت بشي: "تصميم إنفانتينو على التصويت على تأجيل الفصل في مسألة أندية المستوطنات يُظهر أنه غير متعجّل لتنفيذ وعوده بإلزام الفيفا بالمبادئ الأساسية للحكم الرشيد وحقوق الإنسان".
خلال هذا الأسبوع أيضا، سعى باحث من هيومن رايتس ووتش لدخول البحرين لمقابلة مسؤولين من الفيفا بشأن مسألة أندية المستوطنات، فرفض المسؤولون في البحرين طلبه بدخول البلاد.