التصقت بقايا الأفعى في آنية فخارية ربما لمدة سحيقة من الزمن يعود تاريخها إلى 2200 قبل الميلاد وحتى القرن السادس عشر الميلادي، في بقعة ما أسفل طبقات من التراب والصخور في قلعة البحرين، فيما بدت بضعة مواقد صخرية في موقع ما، كانت تستخدم للطهي أو لاستخدامات أخرى، والأكثر إدهاشًا: تلك التصاميم لدورات المياه في القصور الدلمونية.
بقي لغزاً حتى اليوم
وتحت عنوان «ألغاز من قلعة البحرين»، تحدث رئيس البعثة الأثرية الفرنسية ومستشار الشئون الأثرية في هيئة البحرين للثقافة والآثار بيير لومبارد، عن فك الطلاسم والشفرات عن بعض المكتشفات، محاولًا فك معانيها، وذلك في محاضرة ألقاها بمتحف قلعة البحرين مساء يوم الثلثاء (9 مايو/ أيار2017) ضمن برنامج هيئة البحرين للثقافة والآثار بشعار «آثارنا إن حكت»، ولأنه تولى مسئولية الحفريات في موقع قلعة البحرين منذ العام 1989، وله العديد من الكتب والدراسة الأثرية، تطرق لومبارد إلى بعض النماذج كأواني الأفاعي والمراحيض ودورات المياه والحلي والمجوهرات في فترة دلمون المتأخرة، ولم يخف الحديث عن صعوبة الشرح أو الوصول للحقيقة بالقول «تفسير معاني بعض المكتشفات صعب للغاية بالنسبة للمتخصصين في علم الآثار»، وبعضها بقي لغزًا حتى اليوم.
لنفهم الحياة آنذاك بشكل أفضل
ويشير إلى أن موقع قلعة البحرين خضع للبحث والدراسة والحفريات على مدى 60 عامًا من قبل العديد من الفرق الأثرية، وهذا العمل المنظم جعل من الممكن إعادة فهم العديد من المراحل التاريخية في العاصمة القديمة لفهم أفضل لنوعية وكيفية حياة السكان آنذاك، لكن العديد من المكتشفات بدت صعبة أمام الآثاريين ليفسروا معناها وفشلوا في تقديم شرح مقنع في الغالب، أما الجمهور العام، فهو ليس على بينة من هذه الألغاز الأثرية، وتناول صور وخرائط من موقع القلعة الذي يعد أكبر المواقع الأثرية في البحرين ومسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو منذ العام 2005، وهو عبارة عن قلعة ومحيط من المعابد والاسطبلات، بالإضافة إلى قناة بحرية تمتد من أمام الشاطي لمسافة 5 كيلومترات ويقدر عرضها بحوالي 1 كيلومتر وهذه القناة كانت ممر السفن بكل أحجامها.
يحتفظون بالأفاعي لهذا السبب
من بين المكتشفات، مجموعة من المجوهرات وجرار الفضة وهي تعود إلى فترة دلمون المتأخرة، وفي أول الأمر، كان الرأي يشير إلى أن تلك تعود إلى تاجر أو صاحب معمل، لكن فيما بعد، فإن الرأي المرجح هو أنها كانت تستخدم كنقود وفي المعاملات التجارية، ثم على سبيل المثال، هناك الأواني التي يتم الاحتفاظ بالأفاعي داخلها، وفي هذا يشير لوبان إلى عدة احتمالات منها أن هناك جانبًا عقائديًا دينيا يجعل الناس آنذاك يحتفظون بالأفاعي في تلك الأوعية، وربما لجذب الخصوبة إلى الأرض والاستقرار في المنزل، وكانت الأفعى تمثل مكانة قدسية.
ومن المعروف أن الحفريات في البحرين، كما هو في العديد من المصادر، تؤكد أن الإنسان عاش على أرض البحرين وأنشأ تجمعات سكانية على شكل قرى غير مسورة واستخدم الأختام والأوزان وأقام علاقات تجارية مع الهند والسند وبلاد ما بين النهرين، بالإضافة إلى براعته في صناعة الأدوات لاستخدامها في الحياة اليومية.
العدد 5361 - الخميس 11 مايو 2017م الموافق 15 شعبان 1438هـ