حققت قوات الجيش السوري تقدماً في حي القابون في شمال شرق دمشق، في محاولة للضغط على الفصائل المعارضة الموجودة فيه ودفعها للموافقة على إجلاء مقاتليها منه، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس (11 مايو/ أيار 2017).
وتمكنت قوات الجيش السوري منذ ليل الأربعاء وفق المرصد، «من التقدم في حي القابون والسيطرة على كتلة سكنية ومحطة الكهرباء الواقعة عند أطرافه الشمالية الشرقية».
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: إن ما يحصل «هو محاولة جديدة لتضييق الخناق على الفصائل لدفعها إلى القبول باتفاق لإجلاء مقاتليها» من الحي كما حصل قبل أيام في حي برزة المجاور.
وأضاف عبدالرحمن «تريد قوات النظام إما دفعهم للخروج من الحي وإما السيطرة عليه بالكامل».
وعلى الصعيد السياسي، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس (الخميس) مفاوضات جنيف «مجرد لقاء إعلامي» قبل أربعة أيام على جولة جديدة منها برعاية الأمم المتحدة.
بيروت - أ ف ب
حققت قوات الجيش السوري تقدماً في حي القابون في شمال شرق دمشق، في محاولة للضغط على الفصائل المعارضة الموجودة فيه ودفعها للموافقة على إجلاء مقاتليها منه، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس (11 مايو/ أيار 2017).
وتمكنت قوات الجيش السوري منذ ليل الأربعاء وفق المرصد، «من التقدم في حي القابون والسيطرة على كتلة سكنية ومحطة الكهرباء الواقعة عند أطرافه الشمالية الشرقية».
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن ما يحصل «هو محاولة جديدة لتضييق الخناق على الفصائل لدفعها إلى القبول باتفاق لإجلاء مقاتليها» من الحي كما حصل قبل أيام في حي برزة المجاور.
وأضاف عبد الرحمن «تريد قوات النظام إما دفعهم للخروج من الحي وإما السيطرة عليه بالكامل».
وأوضح مصدر في قوات الدفاع الوطني التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري لـ «فرانس برس» أن مقاتلي الفصائل يرفضون الذهاب إلى محافظة إدلب (شمال غرب) كما يحصل في غالبية اتفاقات إجلاء المقاتلين والمدنيين التي شهدتها سورية.
ويطالب هؤلاء بالتوجه إلى الغوطة الشرقية التي تعد معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق. وخرج نحو ألف مقاتل ومدني الاثنين من حي برزة المجاور في أول عملية إجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام.
وكان من المفترض أن تستكمل العملية خلال الأيام التي تلت، الأمر الذي لم يحصل نتيجة عقبات واجهت استكمال تنفيذ الاتفاق. وتسيطر القوات الحكومية على كامل دمشق باستثناء ست مناطق، تتواجد فصائل معارضة ومتطرفة مع «جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً)» في خمس منها هي أحياء القابون وبرزة وتشرين والتضامن وجوبر. كما تسيطر الجبهة وكذلك تنظيم «داعش» على أجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة.
من جانب آخر، تطارد فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن آخر الإرهابيين المتبقين في مدينة الطبقة في شمال سورية حيث تعمل على إزالة الألغام التي خلفها تنظيم «داعش» في المدينة والسد المحاذي لها.
ويسرّع هذا التقدم الاستراتيجي للفصائل المنضوية في إطار قوات سورية الديمقراطية طريقها إلى الرقة، معقل الإرهابيين في سورية، خصوصاً بعد إعلان خطة أميركية هي الأولى من نوعها لتسليح المقاتلين الأكراد، أثارت غضب تركيا التي تعتبرهم «إرهابيين». وقرب سد الطبقة، سمع مراسل «فرانس برس» أمس (الخميس) دوياً، قال قياديون من قوات سورية الديمقراطية إنه ناجم عن انفجار لغم زرعه الإرهابيون أثناء عمل فرق هندسية على تفكيك الألغام من جانبي السد.
وتمكنت قوات سورية الديمقراطية ليل الأربعاء من السيطرة على مدينة الطبقة الواقعة على نهر الفرات وعلى السد القريب منها، بعدما كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش» منذ العام 2014.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» عن «عمليات تمشيط مستمرة تقوم بها قوات سورية الديمقراطية داخل مدينة الطبقة بعدما تمكنت من الانتشار في السد المحاذي لها ليلاً». وعند أحد مداخل السد الذي رفعت عليه أعلام قوات سورية الديمقراطية والوحدات الكردية، تجمع مقاتلون عرب وأكراد وهم يهنئون بعضهم البعض ويوزعون الحلوى والسكاكر احتفالاً، وفق مراسل «فرانس برس».
«تبديد قلق تركيا»
وحاول وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس التقليل من أهمية القرار الأميركي، بتسليح المقاتلين الأكراد وقال إنه يثق بقدرة واشنطن على «تبديد كل مظاهر القلق» التركية، مضيفاً «سنعمل معاً بشكل وثيق جداً لدعم الأمن على حدود تركيا» مع سورية.
والتقى ماتيس الخميس رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم في لندن وفق «البنتاغون»، من دون أن يتضح ما إذا تطرق البحث إلى القرار الأميركي.
ولطالما أثار الدعم الأميركي المستمر للوحدات الكردية والفصائل العربية المتحالفة معها في سورية توتراً مع أنقرة خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما. لكن المحللين الأتراك كانوا يعلقون آمالاً على إمكان الحد من هذا التوتر في عهد ترامب.
وتعتبر واشنطن قوات سورية الديمقراطية بمثابة شريك رئيسي في مواجهة تنظيم «داعش» في سورية، لكن أنقرة تصنف الوحدات الكردية التي تشكل الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي في سورية منظمة إرهابية. وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.
«مجرد لقاء إعلامي»
وعلى الصعيد السياسي، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس (الخميس) مفاوضات جنيف «مجرد لقاء إعلامي» قبل أربعة أيام على جولة جديدة منها برعاية الأمم المتحدة.
وقال الأسد في مقابلة مع قناة «أو إن تي» البيلاروسية نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء الخميس «لا يوجد أي شيء حقيقي في كل لقاءات جنيف السابقة».
وتعقد جولة سادسة من مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة السوريتين في الـ16 من الشهر الجاري برعاية الأمم المتحدة.
وبدا الأسد أكثر إيجابية في ما يتعلق بمحادثات أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة والتي ركزت في جولاتها الثلاثة بين الحكومة والفصائل المعارضة على وقف إطلاق النار في سورية.
واعتبر أن محادثات أستانا «بدأت تعطي نتائج من خلال أكثر من محاولة لوقف إطلاق النار، آخرها ما سمي مناطق تخفيف التصعيد أو تخفيف الأعمال القتالية».
العدد 5361 - الخميس 11 مايو 2017م الموافق 15 شعبان 1438هـ