حققت قوات النظام السوري تقدما في حي القابون في شمال شرق دمشق، في محاولة للضغط على الفصائل المعارضة الموجودة فيه ودفعها للموافقة على اجلاء مقاتليها منه، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ا اليوم الخميس (11 مايو/ أيار 2017).
وتمكنت قوات النظام السوري منذ ليل الاربعاء وفق المرصد، "من التقدم في حي القابون والسيطرة على كتلة سكنية ومحطة الكهرباء الواقعة عند اطرافه الشمالية الشرقية".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ما يحصل "هو محاولة جديدة لتضييق الخناق على الفصائل لدفعها الى القبول باتفاق لاجلاء مقاتليها" من الحي كما حصل قبل ايام في حي برزة المجاور.
واضاف عبد الرحمن "تريد قوات النظام اما دفعهم للخروج من الحي واما السيطرة عليه بالكامل".
واوضح مصدر في قوات الدفاع الوطني التي تقاتل الى جانب الجيش السوري لفرانس برس ان مقاتلي الفصائل يرفضون الذهاب الى محافظة ادلب (شمال غرب) كما يحصل في غالبية اتفاقات اجلاء المقاتلين والمدنيين التي شهدتها سورية.
ويطالب هؤلاء بالتوجه الى الغوطة الشرقية التي تعد معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.
وخرج نحو الف مقاتل ومدني الاثنين من حي برزة المجاور في أول عملية اجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام.
وكان من المفترض ان تستكمل العملية خلال الايام التي تلت، الامر الذي لم يحصل نتيجة عقبات واجهت استكمال تنفيذ الاتفاق.
واوضح المرصد ان الاتفاق نص على الافراج عن 15 معتقلا في سجون النظام السوري، وحين لم يتحقق الامر رفض المقاتلون المعارضون استكمال عملية الاجلاء.
وتسيطر القوات الحكومية على كامل دمشق باستثناء ست مناطق، تتواجد فصائل معارضة واسلامية مع جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) في خمس منها هي احياء القابون وبرزة وتشرين والتضامن وجوبر. كما تسيطر الجبهة وكذلك تنظيم الدولة الاسلامية على اجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة.
وتشيد الحكومة السورية دائما باتفاقات المصالحة التي عادة ما تأتي بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين المعارضين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل ان يدخلها الجيش السوري، خصوصا قرب دمشق.
وانتقدت الامم المتحدة عمليات الاجلاء التي تعتبرها المعارضة السورية "تهجيراً قسرياً"، متهمة الحكومة السورية بالسعي الى احداث "تغيير ديموغرافي" في البلاد.