في نشاطه الأسبوعي مساء كل أربعاء نظم منتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالشارقة محاضرة للناقد السوداني أحمد عوض حول (الخطاب السردي المتنوع ثقافياً – السودان وجنوب السودان نموذجاً) أدارها القاص ناجي نوراني، وذلك مساء أمس في مقر الاتحاد.
وأشار الضيف في بداية حديثه إلى أن الهدف من ورقته هو تفكيك بنية الخطاب السردي السوداني، وتحليل العلاقة الجمالية بين الموضوعات التي اشتغل عليها هذا الخطاب، مع رصد لأهم التحولات التي عرفتها بنيات الرواية والقصة السودانية، بناء على مفهوم التنوع الثقافي.
وانطلاقاً من هذه النظرة أشار المحاضر إلى أن الرواية تحديداً نتاج مديني، وإن كان لها جذرها المتصل بأجناس سردية سابقة على نشأة المدن كالحكاية الشعبية. وقال إن هذه النشأة المدينية منحت الرواية مساحة من الحرية، وقادتها إلى تقنيات في الكتابة مستلهمة أساساً من فنون أخرى لا سيما السينما. هذه النشأة تنطبق على الرواية السودانية بحسب المحاضر، فهذه الرواية ظهرت منذ فجر العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وجاء ظهورها مترافقاً ومتزامناً مع تغيرات عميقة عاشها المجتمع السوداني ومن جملتها اتجاهه نحو الاستقرار في المدن، وظهور أنماط اقتصادية وعلاقات اجتماعية مختلفة عما كان سائداً في القرى أو الأرياف.
واستعرض المحاضر مجموعة من التجارب التي تمثل محطات في التجربة الروائية السودانية، متوقفاً بشكل خاص عند تمثل الروائي السوداني لحالة التنوع أو التعدد في الثقافات سواء ما كان منها متأصلاً في التربة السودانية، أو وافداً بفعل الانفتاح على العالم وثقافاته.
وخلص المحاضر إلى أن السرد السوداني عموماً والرواية خصوصاً عكس في درجات متفاوتة مجمل الشواغل الحياتية التي عاشها المجتمع السوداني، كما عبر عن تحولات هذا المجتمع، وذلك ضمن اتجاهات ومدارس فنية مختلفة.