تشارك الفنانة الأميركية آن ووتشر في معرض «نوتات مقدسة» المقام في «مساحة مشق للفنون»، بخمسة أعمال تنتمي إلى المدرسة الواقعية تحتفي عبرها ببيئة الجنوب الأميركي. وتعرض ووتشر أعمالها الخمسة إلى جانب خمسة فنانين بحرينيين هم: الفنان عباس الموسوي، إضافة إلى الفنانين: حسن الساري، محمد المهدي، فيصل حسن، وزينب درويش، إلى جانب الفنانة الجنوب إفريقية المقيمة في البحرين ميريل كوبر.
ووتشر حضرت إلى البحرين، بدعوة من الملحقية الثقافية بالسفارة الأميركية لتشارك في المعرض المذكور، ومن أجل تقديم ورش فنية لعدد من طلبة الجامعات والمدارس الفنية. وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج «الفن في السفارات» (Art in Embassies) الذي يتولاه مكتب الفنون في السفارات التابع إلى وزارة الخارجية الأميركية. ويرعى المكتب معارض مؤقتة ودائمة تشغل المساحات الملائمة للعرض في مباني السفارات والقنصليات الأميركية ومقرات إقامة السفراء الأميركيين في جميع انحاء العالم.
«الوسط» التقت الفنانة آن ووتشر على هامش ورشة فنية قدمتها في «المدرسة للفنون» وهي مدرسة لتعليم الفنون أسستها الفنانة بثينة فخرو.
عن اختيارها في برنامج «الفن في السفارات» قالت: «تشرفت كثيراً باختياري ضمن هذا البرنامج. سعدت كثيراً حين تلقيت رسالة إلكترونية من زوجة السفير الأميركي في البحرين آن روبوك، تخبرني فيها أنها شاهدت أعمالي وأعجبت بها، ودعتني للمشاركة في البرنامج كما طلبت أن تزين منزل السفير بمجموعة من هذه اللوحات».
بالإضافة إلى ذلك قالت: «مشاركتي في البرنامج وحضوري إلى البحرين يمنحني فرصة الالتقاء مع فنانين آخرين لنتشارك في خبراتنا وتجاربنا الفنية».
عن أهمية الورش التي قدمتها في البحرين، تقول: «يجب على الفنان أن يرعى مهارته الفنية ويحاول أن يخرجها بأقصى ما يمكن. لكي تكون فناناً رائعاً عليك أن تواصل التعلم وتستمر في شحذ مهاراتك».
آن التي تصنف نفسها بأنها ترسم اللون والتعبير، تقول إن ما يميز لوحاتها هو استخدامها للألوان «هذا أول ما يلاحظه كثيرون في لوحاتي وما يعجبهم فيها أيضاً. تفرحني الألوان وأستخدمها بشكل غير متوقع، وهذا أمر أفعله في بعض المرات بضربات فرشاتي كما فعلت في هذه الورشة».
الألوان هي وسيلة آن للحصول على المتعة على الكانفاس، وعن الجانب التعبيري في لوحاتها تقول: «يمكن للفنان أن يجد طرقاً أخرى يعزز بها ما هو مرسوم على الكانفاس بدلاً من الخطوط التفصيلية العامة. وأنا لا أريد أن أنسخ الصور بل أن أبدعها. وهذا هو القصد من التعبيرية التي تحدثت عنها. أريد أن أحصل على رد فعل عاطفي، في العادة السعادة، من وراء لوحاتي».
وعلى رغم الأسلوب الواقعي الطاغي على لوحاتها، تشير آن إلى أن هناك حساً حديثاً لا يخطئ في أعمالها، وتوضح «يبدو ذلك واضحاً في أسلوبي وفي اختياري للألوان، فأنا استخدم الألوان بشكل غير متوقع، أريد أن أكون خارج الصندوق في تعاملي معها».
وتضيف «أنا لست فنانة كلاسيكية بحيث أقوم بعمل الكثير من الطبقات الرقيقة في اللوحة، بل إنني افضل المفاهيم الفنية الحديثة مثل أسلوب ألا بريماalla prima الذي يكون للألوان ولضربات الفرشاة فيه أهمية خاصة، وهو أمر لا تجده واضحاً مع الفنانين الكلاسيكيين حيث لا ترى ضربات الفرشاة في أغلب الأوقات. كذلك أنا أستخدم بعض العناصر التي تنتمي إلى الأسلوب الحديث، عدا أن أسلوبي الفني في استخدامي للألوان وفي طريقة رسمي للأشياء يمكن أن يصنف بأنه حديث».
وعما يجعل الأسلوب الفني «حديثاً»، تقول آن: «الجِدة، التطبيقات اللونية، كسر القواعد الفنية. كذلك فإن ما يجعل الفن حديثاً هو اكتشاف تقنيات فنية جديدة لم تطرأ على بالك مسبقاً، واختلاف الطريقة التي توزع بها الألوان، لكن على رغم كل ذلك فأنا لا أزال أركز في أعمالي على ضرورة أن يفهم المتلقي ما أريد قوله أو أن يعرف أن هناك موضوعاً وقصة وراء اللوحة».
تعتبر آن التجريد المطلق أسلوباً بارداً، وتؤكد ضرورة مزجه مع أساليب أخرى مشيرة إلى أنها تمزج بين الواقعية بالتجريد في أعمالها، وتوضح «إذا نظرتي إلى بعض أجزاء لوحاتي بشكل منفصل فستبدو وكأنها لوحات تجريدية وهذا ما قاله السفير الأميركي حين قدم لوحاتي في منزله حيث أشار إلى أنه «إذا نظرت إلى اللوحات بشكل منفصل ستجد إنها تركيبات لونية جميلة».
وتكمل «لست مهتمة برسم الأشياء كما هي في الطبيعة، لكنني أسعى دائماً إلى أن أحصل على المتعة عبر بناء تركيبات جديدة، ليصبح للوحاتي صدى لدى المتلقين ويكونوا قادرين على قراءتها».
ثم تواصل «الأمر الآخر المتعلق باستخدامي للألوان هو أنني أحب أن يعجب المتلقي بألوان أعمالي، لكني أريد أن أؤكد على أن استخدامي للألوان ليس عشوائياً بل إني أسعى إلى توظيفها فنياً لتساعد المتلقي على فهم أعمالي والوقوف على موضوعاتها».