العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ

السعودية والحرب على العراق

كما تراها الصحف الأردنية...

حسين دعسه comments [at] alwasatnews.com

في تطور ملموس بدأت الصحف الاردنية معالجة قضية الحرب على العراق من وجهة نظر بعض الدول العربية وقالت صحيفة «الرأي» باسم محررها للشئون العربية:.

«صحيح ان المملكة العربية السعودية استقبلت بحذر ما قاله القائد العام للقيادة المركزية الاميركية الجنرال تومي فرانكس في غير اجتماع مع قادتها، إلا أنها تعرف جيدا ان ما قاله الرجل الذي اعلن احتمال قيامه بأعمال الحاكم العسكري للعراق في حال غزوها، لابد من اخذه في الاعتبار، مثلما على فرانكس ان يسمع من المسئولين السعوديين كلاما ليس بالضرورة ما يحب المسئول الاميركي ان يسمعه، وان يتفق مع العناوين الرئيسية لخطط ادارته».

وذكرت «ان الجنرال فرانكس اجرى مباحثات مع مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز». وأبرزت انه ونقلا عن دبلوماسيين غربيين في الرياض «ان محادثات قائد القيادة المركزية للجيش الاميركي الجنرال فرانكس مع القيادات العسكرية والسياسية في المملكة العربية السعودية يوم الاثنين اثمرت اتفاق البلدين على أهمية زيادة التنسيق العسكري بين الجانبين فيما يختص بالوضع الامني في منطقة الخليج وبالذات ما يتعلق باحتمال توجيه ضربة عسكرية اميركية إلى العراق».

وبحسب المصادر ذاتها فإن «الادارة الاميركية ابلغت الرياض عزمها على ضرب العراق في حال تلكؤ الاخير عن تنفيذ القرارات الدولية وخصوصا ما يتصل بتسهيل مهمات اداء مفتشي اسلحة الدمار الشامل. وتقديم البيانات المفصلة عن قدرات العراق التسليحية التي من المفترض ان يقدمها المسئولون العراقيون في الثامن من الشهر المقبل».

كما ان «الرياض جددت للولايات المتحدة استعدادها للمساهمة في ذلك من خلال السماح للقوات الاميركية باستخدام القواعد العسكرية السعودية مثل قاعدة الامير سلطان في الخبر او قاعدة الملك عبدالعزيز في الجبيل على ساحل الخليج العربي او قاعدة الملك خالد في حفر الباطن شمال شرق البلاد، ومثل هذا الموقف كانت السعودية حددته عبر وزير خارجيتها سعود الفيصل الذي اعلن ان مثل هذا التعاون مشروط بوجود قرار دولي يخول استخدام القوة ضد العراق».

وحين تزيد المصادر ان «الحكومة السعودية أبلغت واشنطن رغبتها في أن يتم التعاون بين البلدين، على أضيق نطاق وبعيدا عن وسائل الاعلام قدر الامكان فإن المؤشرات المعلنة تقول إن الموقف السعودي ليس بحاجة إلى هذا (الكتمان) طالما ان العلاقات مع الولايات المتحدة ليست في حال جيدة في اشارة إلى ما باتت اصوات اميركية - بعض منها في الادارة - تعلنه عن (مسئولية السعودية في دعم الارهاب) لا بل ان الامر ذهب إلى ابعد من ذلك في وقت سابق الاسبوع الماضي حين اعلن في الولايات المتحدة دعم مالي من العائلة السعودية الحاكمة لاثنين من الذين نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول 2001».

وبحسب موقع «ايلاف» الاخباري الذي يديره الاعلامي السعودي عثمان العمير فإن «الجنرال فرانكس قام الاثنين الماضي بزيارة تفقدية للقوات الاميركية في قاعدة سلطان الجوية في الخرج (70 كلم جنوب غرب الرياض) والتقى القيادات العسكرية الاميركية هناك وأبلغهم عن تطورات الموقف في المنطقة وأهمية الاستعداد لأية حال طوارئ في المستقبل القريب».

ويبلغ تعداد القوات الاميركية في القاعدة نحو 4300 معظمها من القوات الجوية الاميركية. وكانت وزارة الخارجية الاميركية أفادت الاسبوع الماضي ان واشنطن بدأت مشاورات مع نحو خمسين دولة عن احتمال مشاركتها في حرب على العراق في حال قررت واشنطن تشكيل التحالف الدولي. وأكد وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل حديثا انه اذا رفض العراق تطبيق قرارات الامم المتحدة بإزالة اسلحته فإن المملكة العربية السعودية ستكون ملزمة بالتعاون مع الامم المتحدة.

وارتكزت الصحف الاردنية وخصوصا «الرأي» على معلومات مصدرها موقع «ايلاف» عن مصادر غربية «ان الجنرال فرانكس ابلغ الادارة السعودية ان اجتماعا سيعقد في غضون الايام القليلة المقبلة لعدد من جنرالات الجيش الاميركي في قاعدة (العديد) القطرية لوضع اللمسات النهائية لخطة ضرب العراق في ضوء موقف الدول المعنية قبل ان يتم التفاهم بشأن ملامح هذه الخطة مع قيادات المنطقة».

هذا الموقف الضاغط على السعودية ترد عليه الحكومة العراقية بابداء أقصى انفتاح على الرياض، ليس في تدعيم العلاقات الاقتصادية وحسب، بل بما يحمله رجال اعمال سعوديون قريبون من العائلة الحاكمة من انطباعات التحالف مع الرياض وفق رؤية تقول «إن الهدف الاميركي لن يتوقف عند ضرب العراق بل هو يستهدف السعودية وتوجهها الاسلامي عقابا على هجمات نيويورك وواشنطن».

والتحالف الذي تطرحه بغداد مع السعوديين يقوم على أساس ان موقفا مضادا للولايات المتحدة يتولاه العراق وبالتعاون مع السعودية وايران سيضمن ردعا لنوايا اميركية في معاقبة الدول الثلاث. وعلى رغم ان المشروع يبدو غير عملي فإن بغداد «ارسلت هذا الاسبوع اشارة إلى امكان تحوُّل المشروع إلى موقف عملي، فهي اعلنت انها تدرس مشروعا لربط ايران والعراق والسعودية بخط للسكك الحديد».

وما اعلنته بغداد اعادته صحيفة «الوطن» السعودية حين افادت «ان المشروع يتناول مد خط حديد يربط جنوب ايران بالبصرة (جنوبي العراق) فالاراضي السعودية ضمن اتفاقات سكك الحديد بين البلدان الثلاثة».

توقيت الاعلان واضح الاهداف، لكن مَنْ الذي ينفذ مشروعا ضخما كهذا ان كان اصدقاء العراق في موسكو وبكين مترددين في تنفيذ مشروعات اقلّ طموحا ولا تحمل ابعادا استراتيجية في منطقة المصالح الاميركية؟

العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً