العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ

مناورات أميركية في قاعدة السايليه القطرية والاقتصاديون يحذرون من أضرار الحرب على الاقتصاد الأميركي

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

يقوم الجيش الأميركي بتركيب مركز قيادة ومراقبة متطور جدا في قاعدة السايلية في قطر.

وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن الغرض الرسمي من العمل في هذه القاعدة هو التحضير لمناورات عسكرية أميركية مشتركة مع قوات خليجية وبريطانية في وقت لاحق من الشهر الجاري تحت اسم «نظرة داخلية» هي الأولى من نوعها التي تجري خارج الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن يصل قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال تومي فرانكس إلى قطر في غضون أسبوع للمشاركة في قيادة المناورات، في وقت بدأت طلائع فريق العمل الأميركي في القاعدة، المكون من 750 شخصا بالوصول إلى قطر إلى جانب قيادات رئيسية في أسلحة الجيش والمارينز والجو والبحرية والعمليات الخاصة الأميركية.

وذكر أن تركيا تخطط لإجراء مناورات عسكرية يشارك فيها مختلف صنوف القوات التركية في وقت لاحق من الشهر الجاري، الغرض منها تحديد أفضل الطرق للتعامل مع أزمة وطنية قد تنشأ بسبب الحرب التي تهدد الولايات المتحدة بشنها على العراق، وقد تتسبب في حال حدوثها في تدفق اللاجئين. وبحسب «وكالة اسوشيتدبرس» بدأت تركيا بناء مخيمات كبيرة تتسع لنحو 200 ألف شخص على بعد 15 ميلا شمالي الحدود لمنع تدفق العراقيين الى أراضيها. وتقضي الخطة طبقا لما قاله نائب رئيس منظمة الهلال الأحمر التركية أوكتاي أورغوناي، ببناء ما بين 6 -10 مخيمات ضخمة داخل الأراضي العراقية ستوكل حراستها إلى قوات تركية أو أميركية وبريطانية فيما سيتم بناء ستة مخيمات داخل الأراضي التركية لاستخدامها في حالات الطوارئ.

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط الكابتن البحري نك باليس «يوجد حوالي 28 مخبأ وكل تجهيزات المراقبة والقيادة من أجل إقامة مقر عام متقدم» في قطر. وأوضح أن التجهيزات التي اختبرت مسبقا في تامبا في ولاية فلوريدا (مقر القيادة المركزية) أرسلت إلى القاعدة الأميركية في قطر لإجراء مناورات تستغرق عشرة أيام الشهر الجاري، مشيرا إلى أن الإعداد لهذه المناورات بدأ منذ قرابة عام ونصف العام. ويلاحظ مراقبون أن المناورات ستنتهي في منتصف الشهر الجاري بعد أسبوع واحد من الموعد المقرر أن يقدم فيه العراق تقريره عن أسلحة الدمار الشامل وهو الثامن من ديسمبر/ كانون الاول الجاري. وقال نائب الأدميرال قائد الأسطول الخامس تيموثي كيتينغ «إننا سنقوم بالتمرين بالطريقة التي يمكن أن نقاتل بها»

وتبلغ مساحة قاعدة السايلية 262 هكتارا بلغت كلفة تجهيزها أكثر من مئة مليون دولار في أغسطس/آب 2000، وتستخدم مخابئها لتخزين مئات الدبابات الأميركية (طراز إم1) وعربات مدرعة (طراز برادلي) وغيرها. وجرى نقل بعض الدبابات والمدرعات والمعدات العسكرية الأخرى من تلك القاعدة إلى الكويت لاستخدامها في مناورات ثنائية.

وأكد باليس أن وصول التجهيزات المتطورة إلى الخليج ليس محض مصادفة.

ونقل عن السفير الأميركي السابق لدى قطر باتريك ثيروس أن «القطريين قرروا أن مستقبلهم هو في امتلاكهم أوثق العلاقات الممكنة مع الولايات المتحدة».

من جهة أخرى نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن خبراء اقتصاديين قولهم إن الكلفة غير المباشرة للحرب المحتملة قد تصل إلى نحو تريليون دولار مشيرين إلى أن الكلفة غير المباشرة لحرب 1991 وصلت إلى نحو 500 مليار دولار وهي أضعاف ما قدره المسئولون العسكريون الأميركيون.

وكان المدير المشارك لبرنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أنتوني كوردسمان قال في مؤتمر نظمه المركز في واشنطن في 12نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إن الولايات المتحدة قد تهزم العراق خلال ستة أسابيع. وذكر كوردسمان أن الاحتمال الأكثر رجاحة هو عدم قدرة صدام على المقاومة المكثفة أو استخدام أسلحة الدمار الشامل.

غير أن السيناريو الأسوأ الذي يقول كوردسمان إن احتماله لا يتجاوز 10 في المئة فهو أن يستمر القتال ما بين 3 - 6 أشهر قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية واسعة في المنطقة وهجمات ضد المصالح الأميركية ودمار كبير في مرافق ومنشآت النفط العراقية. أما السيناريو المتوسط الذي يصل احتماله إلى نحو 40 في المئة يتضمن دمارا محدودا لمرافق النفط فيما قد يستمر إلى ثلاثة أشهر. ويرى محافظ البنك المركزي الأميركي السابق والخبير الاقتصادي حاليا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لورانس ماير، أن السيناريوين الأسوأ والمتوسط سيكون لهما تأثير خطير على اقتصاد الولايات المتحدة

العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً