باللغتين العربية والإنجليزية صدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وبالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة كتاب (50 قصيدة عربية من القرن العشرين) للشاعر والمترجم الإماراتي د. شهاب غانم، حيث اختار المترجم خمسين قصيدة لشعراء عرب معروفين ممن رحلوا في القرن العشرين، بغض النظر عما إذا كانت ولادتهم في القرن نفسه أو في القرن التاسع عشر، ثم جمع الشاعر هذه القصائد في القسم الأول من الكتاب، في حين كان القسم الثاني للقصائد نفسها مترجمة إلى الإنجليزية.
وفيما يشبه البيان الشعري بدأ غانم كتابه بقصيدة من نظمه عنوانها (الشعر) طرح فيها مفهومه الخاص لوظيفة الشعر ودوره، وكان ميالاً إلى أن يحمل الشعر رسالة أخلاقية أو تربوية أو فكرية، فضلاً عن الحس والوجدان. يقول:
والشعر أغراضه شتى وأشرفها ما كان لله في حب وتأليه
أو كان للمثل العليا يمجدها ليخرج الناس من جهلٍ ومن تيه
أو كان دعوة سلمٍ للأنام فلا شعر بغير سلامٍ ساكن فيه
والشعر عاطفة بالفكر قد مزجت وبالخيال.. وشيء لست أدريه
ويبدو أن هذا الفهم الخاص للشعر كان أحد المعايير التي احتكم إليها المترجم في انتقاء القصائد للترجمة، إلى جانب معايير أخرى ذكرها في مقدمة الكتاب منها أن تكون لشعراء معروفين، وأن يكون أصحابها ممن رحل في القرن العشرين، وأن تمثل أحد أغراض الشعر العربي كالحب والشكوى والرثاء والإنسانية والوطنية والروحية وسواها، كما أنها تشمل الشكلين الكبيرين في الشعر العربي "الشعر البيتي" أو ما يسمى بالعمودي، و"شعر التفعيلة".
إلى جانب ذلك فقد راعى المترجم التنوع الجغرافي، وإن كان قد أشار في المقدمة إلى أن "معظم الشعراء من مصر والعراق ولبنان وسوريا"، معللاً ذلك بأن "الحداثة الشعرية سبقت في التطور في تلك البلدان".
وعبر المترجم في المقدمة عن أمله في أن يتبع هذه المجموعة بمجموعة أخرى تحوي قصائد لشعراء عاشوا أو يعيشون في القرن الحادي والعشرين من مختلف البلدان العربية.
واتبع غانم نظاماً في ترتيب القصائد المختارة يراعي تاريخ ميلاد الشاعر، فكانت البداية مع محمود سامي البارودي من مصر (1839 – 1904)، والنهاية مع أمل دنقل من مصر أيضاً (1940 – 1983)، وضمت المجموعة قصيدتين لشاعرين من الإمارات هما سلطان العويس (1925 – 2000)، وأحمد أمين المدني (1931 – 1995).
وقد صدّر المترجم كتابه بإهداء خاص إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تقديراً لجهوده الكبيرة في نشر العلم والأدب والثقافة.
يقع الكتاب في 288 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف من تصميم الفنان علي الجاك.