تجمع مئات الأشخاص أمام مجلس مدينة جاكرتا اليوم الأربعاء (10 مايو/ أيار 2017) للتعبير عن الدعم لحاكم العاصمة المسيحي، باسوكي تجاهاجا بورناما، الذي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة عامين بتهمة التجديف.
وصدر الحكم بحق بورناما بسبب تصريحات أدلى بها عن القرآن واعتبرها بعض المسلمين مسيئة وأُدخل السجن على الفور.
وتوافد الآلاف من أنصار بورناما إلى السجن في شرق جاكرتا ليل الثلاثاء للمطالبة بإطلاق سراحه.
ونقلت السلطات بورناما إلى مركز احتجاز تابع للشرطة بضواحي العاصمة في منتصف الليل بسبب "مخاوف أمنية".
وقال بورناما، وهو مسيحي من أصل صيني، إنه سوف يستأنف ضد الحكم. وكان الادعاء قد طلب في الأصل حكما بالسجن لمدة سنة واحدة مع إيقاف تنفيذ الحكم لمدة عامين.
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية إن سجن بورناما سوف يلطخ سمعة إندونيسيا كأمة متسامحة.
وقالت تشامبا باتيل، مديرة شؤون جنوب شرق آسيا والباسيفيك في منظمة العفو الدولية: "هذا الحكم يظهر الظلم المتأصل في قانون التجديف الإندونيسي الذي يتعين إلغاؤه على الفور".
وخسر بورناما محاولة إعادة انتخابه في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي أمام المرشح المسلم أنيس باسويدان.
وخلال خطاب رسمي له في أيلول/سبتمبر الماضي، قال بورناما للسكان المحليين إن خصومه قد "كذبوا" عليهم عندما قالوا إن القرآن ينهى عن التصويت لحاكم غير مسلم.
وتم نشر فيديو لكلمته على الإنترنت، وهو ما دفع مئات الآلاف من المسلمين إلى التظاهر في الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الماضي مطالبين بمقاضاته.
ودعم المسلمون المحافظون، الراغبون في سجن بورناما بتهمة الإساءة إلى الإسلام، منافسه المسلم باسويدان.
وتقدم بورناما في الجولة الأولى من الانتخابات في 15 شباط/فبراير التي شارك فيها ثلاثة منافسين، حيث حصل على 43% من الأصوات بينما جاء باسويدان في المركز الثاني بنسبة 40% من الأصوات.
وبعد اتهامات التجديف ، تراجعت نسب تأييد بورناما في استطلاعات الرأي بعد أن أوشك أن يصبح الفائز الأرجح في الانتخابات.
وعلى النقيض، ارتفع معدل تأييد باسويدان المتعلم في الولايات المتحدة بعد لقائه بأحد قادة الاحتجاجات المناهضة لبورناما، وهو الإمام محمد رزق شهاب.
وينظر إلى بورناما، وهو أول مسيحي يتولى منصب عمدة جاكرتا خلال 50 عاما، كإداري مؤثر في نظام بيروقراطي طالما عانى من الفساد وعدم الكفاءة.