يستقبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء (10 مايو/ أيار 2017) وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يريد الحصول على دعم واشنطن لخطة موسكو خفض العنف في سوريا في اجواء من التوتر في العلاقات بين البلدين وفي العاصمة الاميركية.
وسيكون اللقاء في البيت الابيض عند الساعة 10,30 (14,30 ت غ) بحسب البرنامج الرسمي الذي نشره البيت الابيض ليل الثلاثاء الاربعاء، الاول بين لافروف وترامب بينما تشهد العلاقات بين القوتين الكبريين توترا.
وسيستقبل وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون اولا لافروف، وذلك غداة اقالة جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) الذي يحقق في احتمال وجود تواطؤ بين محيط ترامب وروسيا خلال الحملة الرئاسية الاميركية التي جرت في 2016.
وكان وزير الخارجية الروسي التقى مرتين خلال ثلاثة اشهر تيلرسون في بون (المانيا) وموسكو، لكنه لم يزر واشنطن منذ آب/اغسطس 2013. وفي آخر زيارة حينذاك بحث مع وزير الخارجية جون كيري في امكانية ايجاد وسيلة لوقف الحرب في سوريا.
واسفر النزاع في سوريا منذ آذار/مارس 2011 عن سقوط اكثر من 320 الف قتيل ونزوح حوالى نصف السكان وهرب ملايين اللاجئين، بدون ان تتمكن واشنطن التي تدعم المعارضة، وموسكو التي تساند النظام السوري، من التفاههم على وقف العنف.
الولايات المتحدة تنسحب
في نهاية عهد الرئيس السابق باراك اوباما، بدأت الولايات المتحدة تنسحب تدريجيا من العملية الدبلوماسية وتركت روسيا تتولى الامر.
والخميس الماضي في استانا وقعت روسيا وايران وتركيا مذكرة تهدف الى خفض مستوى العنف في سوريا دخلت السبت حيز التنفيذ. وتنص هذه المذكرة على اقامة "مناطق تخفيف التصعيد" و"مناطق امنية" مع مراكز مراقبة تسيطر عليها قوات الدول الضامنة وربما "اطراف اخرى".
وحضرت الولايات المتحدة اجتماع استانا بصفة مراقب وتلقت هذا المشروع بحذر كبير. وقال وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الاثنين ان الاميركيين "سينظرون في الاقتراح وسيرون ما اذا كان مجديا".
وقد انهارت كل اتفاقات وقف اطلاق النار في سوريا وخصوصا تلك التي تفاوض حولها كيري ولافروف وكرست في قرارات للامم المتحدة.
ومنذ ست سنوات تجري خلافات كبيرة بين موسكو وواشنطن حول النزاع في سوريا بينما يبقى مصير الرئيس بشار الاسد العقبة الرئيسية.
ولم يسمح وصول ترامب الى الرئاسة بتقريب المواقف وقامت الولايات المتحدة مطلع نيسان/ابريل بقصف قاعدة جوية للجيش السوري ردا على هجوم كيميائي مفترض اتهم النظام السوري بارتكابه.
واعترف الخصمان السابقان في الحرب الباردة اللذان توترت العلاقات بينهما الى حد كبير في رئاسة اوباما، مؤخرا بان العلاقات لم تكن سيئة بالدرجة التي هي عليها الآن في عهد ترامب.
"خفض التصعيد" في سوريا
اكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي وصل الى نيويورك الاثنين للقاء الرجل الثاني في وزارة الخارجية الاميركية توماس شانون ان موسكو تنتظر "قبل كل شئ التوصل الى تفاهم مشترك حول اهمية نظام لخفض التصعيد في سوريا".
واضاف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية انترفاكس "اذا تمكنا من التوصل (...) الى موقف مشترك مع الولايات المتحدة حول هذه القضية، فسيكون ذلك اهم نتيجة للمحادثات المقبلة".
من جهتها، اكتفت وزارة الخارجية الاميركية بالقول ان تيلرسون ولافروف سيبحثان في "جهود خفض التصعيد وايصال مساعدة انسانية الى الشعب السوري واعداد الارض لتسوية سياسية للنزاع".
كما سيبحث وزيرا الخارجية في النزاع في اوكرانيا الذي يسمم العلاقات بين البلدين منذ 2014، وخصوصا "ضرورة وقف العنف (...) عبر تطبيق اتفاقات مينسك بالكامل".
ويفترض ان يلتقي تيلرسون ولافروف الخميس في فيربانكس في الاسكا (شمال غرب) في مجلس القطب الشمالي المنتدى الحكومي للتعاون في مجال استغلال النفط والمناجم والنقل البحري وصيد السمك والسياحة.
ويضم هذا المنتدى الدول الثماني التي تحيط بالقطب الشمالي وهي كندا وروسيا والنروج والدنمارك والولايات المتحدة وايسلندا والسويد وفنلندا. وتتولى واشنطن رئاسة المنتدى للفترة 2015-2017.
ويعقد المجلس اجتماعه في الاسكا الولاية الاميركية الواقعة في شمال غرب القارة واشترتها واشنطن من موسكو قبل 150 عاما تماما.