دشنت اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص «نظام الإحالة الوطني لضحايا الاتجار بالأشخاص» الذي يُعد الأول على مستوى دول المنطقة، حيث يهدف النظام إلى تعزيز إجراءات مكافحة الاتجار بالأشخاص، وتوضيح وتنظيم دور مختلف الجهات وآليات تعاملها مع أية حالة اتجار أو يشتبه في إمكانية تحولها إلى حالة اتجار.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص أسامة العبسي، أنَّ جريمة الاتجار بالأشخاص مخالفة لمبادئ جميع الأديان السماوية لانتهاكها الكرامة الإنسانية التي حرصت على صونها، وتّعد مخالفة صريحة للمبادئ الإنسانية التي كفلتها التشريعات الوطنية بما تضمنته من أحكام مؤيدة لتلك النصوص ومنسجمة مع الاتفاقيات والمعايير الدولية بهذا الشأن.
جاء ذلك خلال حفل التدشين الذي أقيم في مقر الهيئة أمس الثلثاء (9 مايو/ أيار 2017)، بحضور مدير مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الجريمة والمخدرات في دول مجلس التعاون الخليجي حاتم علي، ومدير إدارة المشاريع الإقليمية بالمنظمة الدولية للهجرة محمد الزرقاني، كما شارك في الحفل أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص وعدد من كبار المسؤولين في المملكة.
وأضاف العبسي «إيماناً بأنّ قضية الاتجار بالأشخاص تشكل تحدياً يتطلب تكاتف الجهود الوطنية للإبقاء على المملكة خالية من هذه الجريمة العالمية بأنواعها وصورها كافة، والتصدي لها واستحداث الآليات الكفيلة بالقضاء عليها في حال ظهور مؤشرات تدل على وجودها، اتخذت المملكة مجموعة من التدابير لضمان التنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية والأهلية لمكافحة هذه الجريمة ضمن الرؤى والآليات التي تضمنتها الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص».
وأشار إلى أن المملكة سباقة في إصدار قانون مكافحة الاتجار بالأشخاص في العام 2008 والذي يُعرّف حالات الاتجار بالأشخاص ويفرض العقوبات ضد كل من يقوم بحجز حرية العامل واستغلاله والاتجار به، تبعها تأسيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص والتي تضم في عضويتها الوزارات والهيئات الحكومية إضافة إلى أعضاء ومؤسسات أهلية.
وأضاف «كما قامت هيئة تنظيم سوق العمل باستحداث وحدة خاصة لدعم وحماية العمالة الوافدة وتأسيس أول مركز شامل في المنطقة لدعم وحماية العمالة وفقاً للمواصفات الدولية يضم مركزاً للإيواء».
وتابع العبسي أن تدشين نظام الإحالة الوطني لضحايا الاتجار بالأشخاص، الذي يعد الأول على مستوى دول المنطقة، يأتي ضمن هذه السلسلة من الخطوات التي اتخذتها المملكة في بناء منظومة متكاملة لمكافحة الاتجار بالأشخاص من خلال إصدار القوانين والتشريعات اللازمة وتفعيلها، وتسمية الجهات الرسمية ذات العلاقة وبناء القدرات الوطنية ونشر الوعي، كما أنّه يتوّج جهود المملكة في ترسيخ الثقافة المجتمعية المرتكزة على احترام حقوق الأفراد والمساواة بينهم من دون النظر إلى اللون والجنس والدين.
وأكد أنَّ نظام الإحالة الوطني، يتضمن جانبين تنظيمياً ويشمل المهمات والمسئوليات والاختصاصات وعمل اللجان والجهات المعنية ذات الصلة، وجانباً إجرائياً الذي يشتمل على الخرائط التوضيحية للعمليات والمسئول عن كل إجراء والنماذج المستخدمة متسلسلة تبعاً لورودها في العمليات، وهو ما سيسهل عملية فرز الشكاوى المتعلقة بالعمّال بحسب الاختصاص سواء كانت قضية عمالية، أو اتجار بالأشخاص، أو شكوى عادية، خلال نصف ساعة فقط، وإحالتها للجهات المختصة، ممثلة في وزارة الداخلية أو هيئة تنظيم سوق العمل أو النيابة العامة أو المحاكم العمالية، ومن ثم متابعة سير الملف في هذه الجهات وتقديم العون والدعم للضحية ومتابعة حالتها، حيث لا يقفل الملف إلا بانتهاء جميع الإجراءات القانونية والإدارية.
وتم إعداد طباعة النظام على شكل يسهل توزيعه على الجهات كافة التي يمكن أن تتعامل الضحايا المحتملين معها مثل المراكز الأمنية والمستشفيات، والجهات الأخرى والتي من خلالها اتباع الخطوات الواردة في النظام ستتمكن من التعامل مع أية حالة واتخاذ الإجراء السليم تجاهها.
وأعرب العبسي عن شكره وتقديره إلى مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الجريمة والمخدرات في دول مجلس التعاون الخليجي والمنظمة الدولية للهجرة، لجهودهم ومشاركتهم في إعداد وصياغة نظام الإحالة الوطني لضحايا الاتجار بالأشخاص.
من جانبه، أعرب مدير مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة الجريمة والمخدرات في دول مجلس التعاون الخليجي حاتم علي، عن شكره وتقدير الأمم المتحدة للجهود التي تبذلها مملكة البحرين ممثلة في هيئة تنظيم سوق العمل واللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص إلى جانب الجهات الحكومة ذات العلاقة في إطار تعزيز بيئة العمل وحماية العمالة الوافدة وتوفير الظروف المناسبة لتجنب وقوعها كضحية اتجار بالأشخاص، مؤكداً أن مملكة البحرين سباقة في الالتزام بالمعايير والمتطلبات الدولية، قائلاً إن هذا النظام الذي تصدره اللجنة الوطنية البحرينية لمكافحة الاتجار بالأشخاص يأتي نتاج لعمل مشترك ودؤوب استمر لبضع سنوات وبالتناغم مع المؤسسات الاهلية والرسمية ذات العلاقة محلياً وإقليمياً ودولياً.
كما أكد حاتم علي، دعم الأمم المتحدة للجهود التي تبذلها مملكة البحرين في تعزيز البيئة العمالة وحماية حقوق العمال من دون الانتقاص من حقوق أصحاب العمل، معرباً عن استعداد المنظمة الدولية لتقديم كل الدعم والتدريب والاستشارات في هذا المجال، مضيفاً أن النموذج الذي قدمته المملكة في مشروع مركز الإيواء نبحث الآن تأسيساً مماثلاً له مع كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان مما يثبت ريادية البحرين على الصعيد الاقليمي في هذا المجال حيث سيستفاد من تجربتها الفريدة.
من جانبه، قال مدير إدارة المشاريع الإقليمية بالمنظمة الدولية للهجرة محمد الزرقاني: «نحن ننسق مع 160 بلداً ومن خلال 460 مكتباً تمثيلياً لتوحيد الجهود والرؤى والقوانين والآليات الخاصة بمكافحة الاتجار بالبشر وضمان حقوق العمالة، ويأتي هذا النظام الذي تصدره اللجنة الوطنية البحرينية لمكافحة الاتجار بالأشخاص الأول من نوعه على الصعيد العربي والإقليمي، وهو النموذج الذي ستبنى عليه مستقبلاً وعبر التطوير أنظمة احترازية محددة ومحترفة تتبناها الدول لضمان مكافحة الاتجار بالأشخاص»، مثمناً الزرقاني هذا الجهد المتميز الذي قدمته اللجنة الوطنية لإصدار أول نظام نموذجي من نوعه على المستوى الإقليمي.
العدد 5359 - الثلثاء 09 مايو 2017م الموافق 13 شعبان 1438هـ