بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلي وما يسمى الادارة المدنية العسكرية في مدينة الخليل المحتلة، بتنفيذ مخطط استيطاني جديد، يقضي بتوسيع الاحياء الاستيطانية اليهودية في المدينة، واقامة منطقة فاصلة، تتيح لليهود الوصول من كريات اربع الى الحرم الابراهيمي دون دخول الاحياء العربية.
لذلك أصدر جيش الاحتلال الاسرائيلي 15 امرا بهدم منازل فلسطينية واقعة في هذه المنطقة الفاصلة. وتزعم الادارة المدنية ان المنازل المنوي هدمها هي منازل خالية (!)، بينما يؤكد الفلسطينيون انها منازل تتبع لعائلات فلسطينية اضطرت الى مغادرتها تخوفا من الاعتداءات التي تعرضوا لها من قبل المستوطنين.
واشارت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، اليوم، الى عدم اكتفاء المستوطنين بالمخطط العسكري. وقالت ان المجلس المحلي في كريات اربع اعد، بالتعاون مع اللجنة اليهودية في الخليل، خطة لبناء الف وحدة اسكانية في المنطقة الممتدة من كريات اربع وحتى الحرم.
وقالت مصادر المستوطنين ان وزير الاسكان نتان شيرانسكي اعلن موافقته على هذه الخطة، واوعز الى الموظفين في مكتبه لفحص سبل تطبيقها بالتعاون مع الجيش الاسرائيلي. من جهتهم قال المستوطنون انهم وضعوا حجر الأساس لاقامة الحي اليهودي الجديد، في اشارة الى البؤرة التي اقاموها في المكان الذي وقعت فيه العملية الفدائية التي اسفرت عن مقتل 12 عسكريا اسرائيليا، في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتدلل الحملة العنصرية اليهودية هذه على بدء الحملة التهويدية بحق ثاني المدن المقدسة في فلسطين عند المسلمين، وتضم الكثير من رفات الصحابة وفي مقدمتهم شهداء معركة أجنادين.
واعترفت قوات الاحتلال ببدء عملها، وقالت إن قوات من الجيش الإسرائيلي، بدأت بتطبيق الخطة الرامية إلى زيادة أمن المستوطنين أثناء تحركهم على «طريق المصلين» المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، والخطة حظيت بتصديق رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، والخطة الأصلية التي اقترحت ربط مستوطنة «كريات أربع» بالحي اليهودي في مدينة الخليل.
وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنه ضمن المخطط قيام الجيش أولا بإصدار أوامر بهدم خمسة عشر بيتا فلسطينيا تطل على الطريق الذي يسلكه المصلون اليهود لدى توجههم إلى الحرم الإبراهيمي، وفي محيط هذا الطريق. وادعت مصادر عسكرية أن البيوت المخطط هدمها رحل عنها سكانها قبل أكثر من 10 سنوات. وسيتم بعد ذلك شق طريق واسع بدل الطريق الضيق القائم حاليا. وستتم إنارة الشارع الجديد ما سيصعب على الفلسطينيين الاقتراب من المكان من دون أن ترصدهم قوات الأمن. كذلك سيتم وضع كاميرات ستتيح مراقبة ما يحدث في الطريق طيلة ساعات اليوم.
واليوم بدأت عملية الإنذارات الممهدة للهدم، وتندرج خطة هدم المنازل وترحيل أهلها ضمن تطبيق الخطة الصهيونية الرامية إلى زيادة أمن المستوطنين في الخليل أثناء تحركهم على «طريق المصلين» المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل
العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ