قتل الجيش الاسرائيلي امس اربعة فلسطينيين واصاب 23 آخرين بجروح واعتقل العشرات من الناشطين في قطاع غزة والضفة الغربية، وأمر بهدم 15 منزلا فلسطينيا قريبا.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية ان الفتى معتز عودة (16 عاما) قتل وجرح 22 آخرون بينهم اثنان في حال الخطر عندما اطلق الجنود الاسرائيليون النار من رشاشات الدبابات في مدينة جنين في شمال الضفة الغربية.
وأوضحت المصادر ان الفتى عودة وزملاءه كانوا في طريقهم الى المدرسة عندما دخلت الدبابات فأخذوا يرشقونها بالحجارة ففتح الجنود النار من اسلحة رشاشة.
بينما قال مصدر عسكري ان الفتيان الفلسطينيين تعرضوا لرصاص الاسرائيليين عندما كانوا يحاولون الصعود الى الدبابات وبأيديهم زجاجات حارقة.
وفي المدينة نفسها طوق الجيش منزلا حيث جرى تبادل كثيف لاطلاق النار اعتقل اثره ناشطان في حركة الجهاد الاسلامي وأصيبت فلسطينية (50 سنة) في ساقيها خلال العملية.
واندلعت اعمال عنف كذلك في قطاع غزة، إذ قال الجيش الاسرائيلي انه قتل مسلحا فلسطينيا كان يرتدي ملابس جندي اسرائيلي وهاجم موقعا عسكريا خاليا بالقرب من مستوطنة نتساريم. وقال قائد عسكري إسرائيلي بارز ان المسلح اطلق النار اولا وان الجنود ردوا باطلاق النار عليه وقتلوه. وقال الجيش ان احد الجنود اصيب بجروح طفيفة.
وتابع الجيش: ان القوات اعتقلت كذلك تسعة مطلوبين فلسطينيين في الضفة الغربية ليل الأحد.
وفي جنين قال شهود ان الجنود مدعومين بدبابتين وعربتين مدرعتين فتحوا النار على المتسوقين الذين كانوا يشترون احتياجاتهم قبل عطلة عيد الفطر.
وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان القوات ارسلت لتعزيز حظر التجول وردت باطلاق النار بعد ان فتح مسلحون النار عليها.
وقال الشهود ان المسلحين لم يطلقوا النار الا بعد ان فتح الاسرائيليون نيرانهم فقتلوا الصبي البالغ من العمر 15 عاما وأصابوا الكثيرين في الجولة الاولى من اطلاق النار التي أثارت الفزع بين المتسوقين الذين فروا بحثا عن مأوى.
وفرض الجيش حظر تجول على جنين ومدن أخرى في الضفة الغربية اعادت اسرائيل احتلالها بعد سلسلة من الهجمات الانتحارية لكنها كانت ترفع الحظر بين حين وآخر لتمكن السكان من شراء طلباتهم الاساسية.
وأعلنت حركة الجهاد الاسلامي وهي واحدة من جماعات المقاومة الرئيسية وراء عمليات التفجير الانتحارية خلال الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي المستمرة منذ عامين مسئوليتها عن هجوم غزة.
وقالت انه جاء ردا على محاولة إسرائيل الفاشلة «لاغتيال» احد قادتها الميدانيين في هجوم بطائرة مروحية في قطاع غزة امس الاحد.
ولم يعلق المسئولون الاسرائيليون على الهجوم بالطائرة المروحية وهو الاسلوب الذي اتبعه الجيش في الماضي لقتل نشطاء يتهمهم بتدبير الهجمات الانتحارية.
في طولكرم، قتل ماهر سقا الله (20 عاما) خلال مواجهات مسلحة بين وحدة خاصة من الجيش الاسرائيلي وناشطين فلسطينيين اصيب خلالها سبعة فلسطينيين آخرين بجروح بينهم ثلاثة اطفال بحسب المصادر نفسها.
وفي جنين كذلك، وفي قطاع غزة، قتل عامل فلسطيني وأصيب تسعة آخرون بجروح في شمال قطاع غزة اثر تبادل لاطلاق النار بين جنود اسرائيليين وناشطين فلسطينيين مسلحين.
وقال شهود ان ناشطين فلسطينيين اطلقوا صاروخ «قسام» في اتجاه المنطقة الصناعية في ايريز بالقرب من المعبر بين شمال قطاع غزة واسرائيل لدى مرور مجموعة من العمال الفلسطينيين اثر مغادرتهم عملهم.
وفي غضون ثوان، رد الجيش الاسرائيلي باطلاق نيران الدبابات والاسلحة الرشاشة في اتجاه مكان اطلاق الصاروخ.
وأفاد شهود ان الصاروخ سقط في احد الحقول من دون ان يتسبب باضرار.
وعلى صعيد آخر دعا امين سر منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الى وقف «جميع أشكال العمليات العسكرية» الفلسطينية «بصورة متكاملة وليس جزئية».
ورحب ابو مازن بالمحادثات الجارية في القاهرة بين حركة المقاومة الاسلامية «حماس» وحركة «فتح» التي يرأسها ياسر عرفات، داعيا حركة «الجهاد الاسلامي» الى الانضمام الى هذا الحوار.
وتهدف المحادثات الى التوصل الى اتفاق لوقف العمليات الانتحارية ضد اسرائيل طوال ثلاثة اشهر كما اعلن رئيس الاركان الاسرائيلي موشي يعالون الذي نقلت تصريحاته صحيفة «هآرتس»
العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ