أكد رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، لـ «الوسط»، أن إيقاف الجامعة للقبول في تخصصات العلوم الاجتماعية منذ العام الماضي وبعده «تم إيقاف هذه التخصصات حتى نرى وضع السوق، ومدى توافر فرص عمل لخريجيها».

وفي مقترح يستهدف مواءمة الدراسة الأكاديمية باحتياجات سوق العمل، ومواجهة تحديات من بينها تأنيث البطالة، دعت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري، الجامعات الوطنية، لإنشاء تخصصات مزدوجة أو ثلاثية الأبعاد تجمع بين التخصص العلمي والمهارات التكنولوجية ومهارات إدارة الأعمال لتوسيع خيارات الخريجات ودمجهن السريع ورفع قدرتهن على التأقلم في سوق العمل.

وفي تصريح لـ «الوسط»، قالت الأنصاري خلال افتتاح منتدى المرأة العلمي الأول، أمس (الاثنين): «إن المقترح مطروح للنقاش ونأمل من المتحدثين في المنتدى، أن يلقوا المزيد من الضوء على هذا الموضوع».

لمواجهة «البطالة المؤنثة»... الأنصاري تدعو لفتح تخصصات جامعية مزدوجة... وحمزة لـ «الوسط»: أوقفنا القبول للعلوم الاجتماعية

الصخير - محمد العلوي

في مقترح يستهدف موائمة الدراسة الأكاديمية باحتياجات سوق العمل، ومواجهة تحديات من بينها تأنيث البطالة، دعت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري، الجامعات الوطنية، لإنشاء تخصصات مزدوجة أو ثلاثية الأبعاد تجمع بين التخصص العلمي والمهارات التكنولوجية ومهارات إدارة الأعمال لتوسيع خيارات الخريجات ودمجهن السريع ورفع قدرتهن على التأقلم في سوق العمل.

وفي تصريح لـ «الوسط»، قالت الأنصاري خلال افتتاح منتدى المرأة العلمي الأول، أمس الاثنين (8 مايو/ أيار 2017)، وهي توضح ما إذا كان هنالك تنسيق مع جامعة البحرين بشأن ذلك، «المقترح مطروح للنقاش ونأمل من المتحدثين في المنتدى، أن يلقو المزيد من الضوء على هذه الموضوع وفحص مدى عملية المقترح، وإمكانية تطبيقه وخصوصاً على المستوى الأكاديمي».

أما رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، فأكد لـ «الوسط»، أن إيقاف الجامعة للقبول في تخصصات العلوم الاجتماعية منذ العام الماضي، وعقب «أوقفنا هذه التخصصات حتى نرى وضع السوق، ومدى توفر فرص عمل لخريجيها».

وجاء المنتدى المنعقد بجامعة البحرين، تحت عنوان: دفع عجلة المساواة وتمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، مستهدفاً عبر 4 حلقات نقاشية، تعزيز الوعي بأهمية الـ (STEM) ودوره في تمكين المرأة في مملكة البحرين، وإشراك القطاع الخاص والصناعة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات النسائية لتبني بحوث ريادة المرأة في الـ (STEM)، إلى جانب وضع المقترحات والمشاريع البحثية المتعلقة بالمرأة والـ (STEM)، وبناء شبكات التواصل الاجتماعي لتمكين المرأة في نفس المجال.

وفي السؤال عن جهود المجلس الأعلى للمرأة لتمكين المرأة اقتصادياً، قالت الأنصاري وهي تؤشر لاستمرار تعطل جامعيات في تخصصات العلوم والرياضيات والهندسة وتكنلوجيا المعلومات: «لنأحذ الأمور في سياق مختلف، فالمسألة ليست في زيادة عدد الباحثات في المطلق، وإنما نحن نقارنها بنسبة الخريجات انطلاقاً من أن نسبة الخريجات في هذه التخصصات في ازدياد، ونحن نتكلم عن فجوة في هذا الإطار بين نسبة الخريجات ونسبة المتوظفات».

وأضافت «أما موضوع البطالة، فإننا نتحدث عن نسبة لا تتجاوز 4 في المئة في أسوأ الأحوال، ونحن ننظر للمراة في نطاق هذه النسبة وندخل في التفاصيل لنحاول أن نرى مكمن الفجوات، وعلى سبيل المثال اليوم فإن المنتدى المنعقد اليوم يظهر لنا أن نسبة الخريجات عالية في مجالات تخصصية بشكل يجعل لدينا عدد من الباحثات عن عمل في المجال نفسه»، وتابعت «نتحدث عن مجالات نوعاً ما مليئة بالتحديات فنحن نتحدث عن علماء ومخترعين ومكتشفين وباحثين ومهندسين، ومهما كان فإن بيئة العمل على المستوى العالمي تواجه صعوبة في استيعاب المرأة للعديد من الاعتبارات».

وفي الحديث عن عنوان التمكين الاقتصادي وصلته بالتمكين الاجتماعي والسياسي للمرأة، قالت «نتمنى أن يكون هنالك ترابط بين هذه المجالات الأساسية، فاليوم نتحدث عن أسرة وعن مدرسة مهمتهما تثبيت الأسس فينا للعمل والتعليم والوصل في النهاية للمساهمة في مواقع صنع القرار، وفي النهاية فإن العملية مترابطة ومتداخلة مع بعضها البعض».

وفي كلمتها خلال افتتاح المنتدى، قالت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة: «إن الإحصائيات الوطنية للأمانة العامة لمجلس التعليم العالي في البحرين، تشير إلى تخرج نحو 533 طالبة من كليات العلوم وتقنية المعلومات والهندسة، ليشكل هذا العدد ما نسبته 57 في المئة من إجمالي الخريجين من تلك الكليات للعام الدراسي 2013 - 2014»، واعتبرت أن ذلك «مؤشر إيجابي على إقبال المرأة على دراسة هذه التخصصات».

إلى جانب ذلك، أوضحت الأنصاري أن المرأة المهندسة تشكل نسبة 31 في المئة من إجمالي المهندسين في المناصب القيادية في القطاع العام بحسب الإحصائيات الواردة من ديوان الخدمة المدنية، أما في القطاع الخاص فإن إحصائيات هيئة الضمان الاجتماعي تشير إلى أن نسبة المهندسات القياديات تبلغ 16 في المئة من إجمالي المهندسين القياديين البحرينيين.

عطفاً على ذلك، شددت الأنصاري على ضرورة العمل باتجاه تجديد الخطط والبرامج الكفيلة بحفظ الطاقات البشرية التي تعتبر عماد التنمية المستدامة، وتكثيف الدراسات العلمية التي تحدد أسباب وجود فجوات غير مقبولة بين مخرجات التعليم وفرص العمل المتغيرة، وتضع الحلول الكفيلة بالمواءمة بينهما، وذلك بالنظر إلى التطور المتسارع في عالم الأعمال وما يتطلبه من مهارات متجددة في مجال العلوم والهندسة والتكنولوجيا.

أما رئيس جامعة البحرين رياض حمزة، فعلق على مقترح الأنصاري باستحداث برامج مزدوجة، وقال «قضية التخصصات وتطوير المناهج، وإضافة تخصصات رئيسية أو فرعية، هي عملية مستمرة في الجامعة، والجامعة باستمرار حين تخطط للبرامج فإنها تنظر لاحتياجات سوق العمل، والعملية بشأن ذلك مستمرة، أما ما تفضلت به الأنصاري فهو بعين الاعتبار دائماً، ونحن معهم على تواصل دائم ومع الجهات المعنية بسوق العمل وكل الجهات في الدولة للوقوف على احتياجاتها، وهي كما ذكرت عملية مستمرة».

وعن ما استقرت عليه هذه العملية في الوقت الحالي، تحديداً فيما يتعلق بإغلاق تخصصات واستحداث أخرى، قال «استحداث التخصصات مرتبط بمتطلبات سوق العمل، وهنالك برامج جديدة سيتم الإعلان عنها قريباً»، مضيفاً «نعتمد مبدأ التدرج، بحيث أن التخصصات أو البرامج التي لا نجد عليها إقبالاً أو أن سوق العمل لا يحتوي على فرص للتوظيف فيها أو يحتوي على فرص محدودة، فإن العمل يتم عبر التدرج في خفض سقف القبول من ناحية إعداد المقبولين».

ومثالاً لذلك، تحدث حمزة عن تخصصات العلوم الاجتماعية، وقال «التخصصات الاجتماعية التي لا تحظى بفرص توظيف، فهذه أيضاً يتم التدرج في خفض سقف المقبولين فيها، وبالمقابل هنالك تخصصات نعمل على استحداثها والتوسع فيها وفتح دراسات عليا، كتخصص (IT)، والبيئة».

وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى، قال رياض «نجتمع اليوم لطرح ومناقشة واحدة من المسائل التي طالما دار الحديث عنها على مستويات متعددة، وذلك استلهاماً من شعار احتفال المجلس الأعلى للمرأة بيوم المرأة البحرينية لهذا العام، والذي سيكون تحت شعار «المرأة في المجال الهندسي»، مضيفاً «شكل حضور المرأة في جامعة البحرين أساساً متيناً من تاريخ هذه المؤسسة الوطنية، سواء كطالبة، أم أكاديمية، أم إدارية».

وتابع «تشير الأرقام إلى حضور مميز للمرأة/ الطالبة في السنوات العشر الأخيرة، في عدد من المجالات العلمية المتعلقة بموضوع منتدانا هذا اليوم، فوجدنا أنها تفوق زميلها الرجل في حضورها في تخصص نظم المعلومات، وتتقارب معه كثيراً في الكيمياء، وعلوم الأحياء، والهندسة المدنية والعمارة، ويتفاوت إقبالها على عدد من التخصصات العلمية الأخرى. وتجد المرأة في جامعة البحرين، سواء كانت طالبة أم أكاديمية أم إدارية، فرصتها في العطاء والتميز والتدرج الوظيفي، بدليل تولي المرأة المناصب الإدارية والأكاديمية في العديد من التخصصات، ولا نزال نتطلع أكثر وأكثر إلى التمكين الذي يجعل حضور المرأة في هذه المجالات، أكثر قوة وتأثيراً، فمن هنا... من الجامعات، يبدأ التغيير، وتتولد الأفكار الجديدة».

لقد آلينا على أنفسنا في جامعة البحرين، أن نواصل نهج التعاون والشراكة الفاعلة مع مكونات مجتمعنا المحلي، وما هو أبعد من ذلك، وهذا ما حرصنا عليه في خطتنا التطويرية الممتدة إلى العام 2021، واليوم أعلن عن وضع هذا المنتدى على خريطة عمل الجامعة وأنشطتها، ليتواصل عاماً بعد عام، مسلطاً الضوء على المستجدات والمتغيرات والتحديات التي تواجه المرأة البحرينية في جميع المجالات والحقول التي تسهم في تنميتها».