العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ

الرعب في باحة الفندق

أظهر تنظيم القاعدة مقدرته على شن هجمات على اهدافه، وذلك كما يبدو من خلال تفجيرين انتحاريين وهجوم بالصواريخ على فندق تملكه اسرائيل وطائرة في كينيا.

وقد وجه الاتهام في هذه الهجمات الى الشبكة العالمية لاسامة بن لادن والتي اودت بحياة 12 شخصا على الاقل، وكان يمكن ان تودي بحياة المئات لو لم تخطئ صواريخ ارض جو هدفها. وجاءت الهجمات عشية عطلة يهودية، وربما تمثل الاعتداء المباشر الاول على اسرائيل من جانب تنظيم بن لادن. وكان هناك توقع بهجوم آخر يضاهي هجمات 11 سبتمبر/ كانون الاول وبالي.

وقد عجل الهجوم الارهابي بإدانة دولية وتعهدا من قبل اسرائيل بملاحقة اؤلئك المسئولين عنه، اذ أوكلت المهمة الى الاستخبارات الاسرائيلية «الموساد»،بينما شدد الامن في السفارات الاسرائيلية والمصالح الاخرى في العالم.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، انه على رغم توجيه الاتهام الى القاعدة، الا ان السلطات ستدرس احتمالات اخرى، لان الحركات الفلسطينية حاولت شراء صواريخ محمولة على الاكتاف من ايران وحزب الله. وقد أعلنت ايضا حركات فلسطينية غير معروفة مقرها في بيروت مسئوليتها عن الهجوم.

وقد وصف نتنياهو الهجوم «انه تصعيد خطير للارهاب» واضاف «وهذا يعني ان المنظمات الارهابية والانظمة الحاكمة من ورائها قادرة على تسليح نفسها بأسلحة يمكن ان تسبب خسائر فادحة في اي مكان. فاليوم قامت باطلاق الصواريخ على طائرة اسرائيلية وغدا ستطلق الصواريخ على طائرات أميركية وبريطانية».

وعرفت كينيا بانها قاعدة لتنظيم القاعدة. ففي العام 1998 قام بتفجير السفارة الاميركية في نيروبي وراح ضحيته 200 شخص، كما هوجمت السفارة الاميركية في تنزانيا وقتل في الهجوم 12 شخصا.

وقالت الحكومة الكينية إنها تلقت تقارير في الاشهر الستة الماضية تشير الى ان البلاد ستستهدف. وفي سبتمبر/ أيلول الماضي تم اعتقال يمني مشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة، عندما حاول دخول البلاد بهوية مزورة.

وقال الرئيس الكيني دانيال ارب موي «شهدنا هجمات مماثلة في العام 1998، لم يساعدنا العالم بما فيه اصدقاؤنا . وسنقوم بقدر استطاعتنا بالرد على المعتدين». وقد وعد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بالمساعدة.

وقد بدأ الهجوم في كينيا الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي عندما اطلق صاروخان من صنع سوفياتي من سيارة باتجاه طائرة اسرائيلية مقلعة من مطار موي الدولي في ممباسا الى تل ابيب. ووفقا لبعض المسافرين الذين يقدرون بنحو 260 شخصا على متن الطائرة من السياح العائدين الى اسرائيل، فإن الصواريخ اخطأت الطائرة بأقل من متر.

وقال شهود عيان إن الرجال الذين اطلقوا الصواريخ كانت تبدو عليهم الملامح العربية.

وبعد لحظات قليلة، اقتحمت سيارة اخرى تحمل ثلاثة رجال تبدو عليهم الملامح العربية، السياج الامني لباحة الفندق على الشاطئ الذي يبعد 15 كلم شمال ممباسا. وقد أقام كثير من السياح في الطائرة في هذا الفندق، والذي استقبل لتوه مجموعة جديدة من السياح التي وصلت المطار في الصباح الباكر.

وقد دخلت السيارة الفندق بينما انطلق احد المهاجمين الى منطقة الاستقبال وقام بتفجير القنبلة المحزومة في صدره، وفي الوقت نفسه قام الرجلان الآخران بتفجير القنابل التي بحوزتها. وذكرت بعض التقارير تحليق طائرة خفيفة فوق الفندق وقد اسقطت قنابل صغيرة ايضا.

واخترقت المتفجرات الفندق واشعلت النيران، والتي طوقت حالا اسقف المباني المجاورة المعروشة بالقش.

قتل على الاقل ثلاثة اسرائيليين وستة كينيين - يعتقد انهم مجموعة من الراقصات المحليات اللاتي يرحبن بالسياح - وجرح اكثر من ثمانين شخصا.

وكان هناك ضيوف جدد ما زالوا في الاستقبال عندما حدث الهجوم، ويعتبر نزلاء آخرون اكثر حظا بوجودهم خلف الفندق لتناول وجبة الافطار.

وقد وصف شهود عيان المشهد المريع للجرحى الذين ينزفون دما وهم يزحفون على الشاطئ طلبا للماء. وقد اتجهت طائرة اسرائيلية على جناح السرعة الى كينيا لاحضار الناجين والجرحى الى اسرائيل.

خدمة الاندبندنت خاص بـ «الوسط

العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً