العدد 5358 - الإثنين 08 مايو 2017م الموافق 12 شعبان 1438هـ

دمشق تشهد أول عملية إجلاء لـ «الفصائل المعارضة»

حافلات تحمل المقاتلين المعارضين وأقاربهم من منطقة برزة في دمشق - reuters
حافلات تحمل المقاتلين المعارضين وأقاربهم من منطقة برزة في دمشق - reuters

خرج مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين، أمس الاثنين (8 مايو/ أيار 2017)، من حي برزة الواقع في شمال دمشق، في أول عملية إجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام.

وتزامنت عملية بدء إجلاء السكان مع إعلان واشنطن أمس أنها تدرس بعناية اقتراح إقامة مناطق «تخفيف التصعيد» الذي نصت عليه مذكرة أستانا، وذلك قبل يومين من لقاء مرتقب بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف في واشنطن.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حافلات أقلت المقاتلين وعائلاتهم ومدنيين راغبين في الخروج في طريقها إلى محافظة إدلب (شمال غرب)، التي يسيطر عليها تحالف فصائل إسلامية وإرهابية.


أول عملية إجلاء لمقاتلين معارضين من دمشق... ولافروف يجتمع مع تيلرسون في واشنطن غداً

دمشق - أ ف ب

خرج مئات المقاتلين المعارضين والمدنيين أمس الاثنين (8 مايو/ أيار 2017) من حي برزة الواقع في شمال دمشق، في أول عملية إجلاء للفصائل المعارضة من العاصمة السورية منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ستة أعوام.

وتزامنت عملية بدء إجلاء السكان مع إعلان واشنطن أمس أنها تدرس بعناية اقتراح إقامة مناطق «تخفيف التصعيد» الذي نصت عليه مذكرة أستانا، وذلك قبل يومين من لقاء مرتقب بين وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف في واشنطن. في دمشق، خرج أمس (الاثنين) 1022 شخصاً، بينهم 568 مقاتلاً معارضاً بالإضافة إلى أفراد من عائلاتهم في إطار الدفعة الأولى من عملية إجلاء السكان من حي برزة، وفق ما نقل التلفزيون السوري الرسمي عن محافظ دمشق. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حافلات أقلت المقاتلين وعائلاتهم ومدنيين راغبين في الخروج في طريقها إلى محافظة إدلب (شمال غرب)، التي يسيطر عليها تحالف فصائل إسلامية وإرهابية.

ومن المقرر استكمال عملية الإجلاء «على مدى خمسة أيام» على أن «تبدأ تسوية أوضاع الراغبين في البقاء في الحي»، بحسب الإعلام الرسمي.

وتأتي عملية الإجلاء في إطار اتفاق تم التوصل إليه بين الحكومة السورية وأعيان في حي برزة، يقضي بخروج الراغبين من مقاتلي الفصائل المعارضة والمدنيين من الحي، وفق ما ذكر مصدر عسكري لـ «فرانس برس» الأحد.

وشاهد مصور لـ «فرانس برس» في حي برزة مقاتلين يحملون سلاحهم الخفيف ونساء وأطفال يقفون بالقرب من حقائبهم وأكياسهم بانتظار الصعود على متن الحافلات.

«البديل في المصالحات»

وخلال مؤتمر صحافي في دمشق، اعتبر وزير الخارجية، وليد المعلم أن المصالحات هي البديل عن العملية السياسية التي لم تفض إلى أي تقدم خلال ست سنوات من النزاع.

وقال المعلم «البديل الذي نسير به هو المصالحات الوطنية وسورية تمد يديها لكل من يرغب في تسوية وضعهم بمن فيهم حملة السلاح».

وأضاف «قد جرت مصالحات في مناطق عدة (...) واليوم بدأت مصالحة برزة ونأمل القابون تليها وهناك مخيم اليرموك الذي تجرى حوارات بشأن تحقيق إخلائه من المسلحين».

وتسيطر القوات الحكومية على كامل دمشق باستثناء ست مناطق، تسيطر فصائل معارضة وإسلامية مع جبهة «فتح الشام (النصرة سابقاً)» على خمس منها، فيما تسيطر الأخيرة وكذلك تنظيم «داعش» على أجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق.

وشهد حي برزة معارك عنيفة بين الفصائل المعارضة والجيش السوري في العامين 2012 و2013 مع اتساع رقعة النزاع المسلح في سورية، إلى أن تم التوصل إلى هدنة في العام 2014 حولته إلى منطقة مصالحة.

وتجرى مفاوضات أيضاً لإجلاء الفصائل المعارضة من حي القابون المجاور الذي يشهد تصعيداً عسكرياً أيضاً.

وشهدت دمشق خلال الأشهر الماضية تصعيداً عسكرياً في محيط الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، وتمكن الجيش السوري في بداية أبريل/ نيسان، بحسب المرصد، من محاصرة حي برزة وعزله عن باقي الأحياء الشرقية.

وتشيد الحكومة السورية دائماً باتفاقات المصالحة التي عادة ما تأتي بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج الراغبين من المقاتلين المعارضين من مناطق كانوا يسيطرون عليها قبل أن يدخلها الجيش السوري، خاصة قرب دمشق. ويقول محللون إن الفصائل المعارضة خسرت فعلياً دمشق، ولم يعد أمامها سوى خيار التسوية أو الذهاب إلى إدلب، التي تحولت إلى وجهة لعشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين الذين تم إجلاؤهم من بلدات كانت تسيطر عليها الفصائل المعارضة.

وانتقدت الأمم المتحدة عمليات الإجلاء التي تعتبرها المعارضة السورية «تهجيراً قسرياً»، وتتهم الحكومة السورية بالسعي إلى إحداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.

مشروع قرار روسي

وتأتي عملية إجلاء البرزة بعد يومين من بدء آلية تنفيذ اتفاق أستانا بشأن إنشاء «مناطق تخفيف التصعيد» في ثماني محافظات سورية تتواجد فيها الفصائل المعارضة.

وقدمت روسيا مشروع قرار بشأن إنشاء «مناطق لتخفيف التصعيد» إلى مجلس الأمن لدولي لتعزيز الاتفاق الذي وقعته في أستانا مع طهران وأنقرة، بحسب ما نقلت الوكالات الروسية عن المتحدث باسم البعثة الروسية في الأمم المتحدة فيودور سترجيجوفسكي.

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نظيره الروسي سيرغي لافروف غداً (الأربعاء) في واشنطن. ويعتزم تيلرسون وفق وزارة الدفاع الأميركية «بحث جهود تخفيف التصعيد، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وتحديد مسار للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع».

وقال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس الاثنين للصحافيين لدى وصوله إلى كوبنهاغن «سننظر إذن في الاقتراح (مناطق تخفيف التصعيد) لنرى ما إذا كان قابلاً للتنفيذ» مضيفاً «هل يعطي هذا الاقتراح أملاً بوضع حد للحرب؟ علينا أن ندرس هذا الأمر».

وبحسب المذكرة، سيصار في مناطق تخفيف التصعيد إلى «وقف أعمال العنف بين الأطراف المتنازعة بما في ذلك استخدام أي نوع من السلاح ويتضمن ذلك الدعم الجوي».

وأكدت دمشق على لسان المعلم أمس رفض أي «دور للأمم المتحدة ولا لقوات دولية في مراقبة حسن تنفيذ المذكرة». وبحسب الاتفاق، تؤمن قوات من الدول الضامنة الحواجز ومراكز المراقبة وإدارة «المناطق الأمنية». كما من الممكن أن يتم «نشر أطراف أخرى في حال الضرورة»، وفق المذكرة.

ويبدو هذا الاتفاق وفق محللين، بمثابة المحاولات الأكثر طموحاً لتسوية النزاع الذي تشهده سورية منذ منتصف مارس/ آذار 2011، وأودى بأكثر من 320 ألف شخص.

العدد 5358 - الإثنين 08 مايو 2017م الموافق 12 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً