كان عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقدمة مستقبلي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الرئيس عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق لدى وصوله إلى البلاد، اليوم الاثنين (8 مايو/ أيار 2017) في زيارة رسمية لمملكة البحرين.
كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة والوزراء.
وبعد استراحة قصيرة بقاعة التشريفات الكبرى بقاعدة الصخير الجوية، توجه موكب جلالة الملك وضيف البلاد الكريم، إلى قصر الصخير، فيما اصطف على جانبي الطريق طلبة وطالبات مدارس وزارة التربية والتعليم ملوحين بأعلام البلدين الشقيقين ومرحبين بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وفي قصر الصخير، جرت للرئيس المصري مراسم استقبال رسمية، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لمقدم ضيف البلاد الكريم.
كما عزف السلامان الجمهوري المصري والملكي البحريني.
بعد ذلك، تفقد جلالة الملك والرئيس المصري حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.
بعدها، عقد جلالة الملك جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وأعضاء الوفدين.
واستعرض الجانبان العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين في كل المجالات الحيوية في ظل الحرص المشترك على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها، بما يخدم مصالحهما ويلبي تطلعات شعبيهما.
ورحب جلالة الملك بالرئيس المصري، معرباً عن اعتزاز مملكة البحرين وشعبها بهذه الزيارة، تقديراً للرئيس ومواقف مصر المعهودة والراسخة تجاهها.
وأكد جلالة الملك أن مملكة البحرين لا تنسى مساهمات مصر ومشاركتها منذ القدم وإلى الوقت الحاضر في البناء والنهضة والاستقرار في مملكتنا وما وجدنا من أشقائنا المصريين الذين يعملون بصمت وبكفاءة وبنفس كريمة إلا كل الخير، وهذه هي الأخلاق المطلوبة، وإن أهل البحرين بما لهم من روابط وثيقة مع إخوانهم المصريين قد عززوا وأحبوا هذا الترابط كثيراً عبر تواصلهم الدائم معهم وأن هذا الشيء مبعث للسعادة.
وقال جلالته إن الظروف غير الطبيعية والأحداث التي جرت في العالم أخيراً والتي تعرضنا لبعض منها كانت أموراً مفتعلة كما حدث في مصر والتي اكتشف أنها تدار وتحاك من قبل قوى خارجية، وشكلت صدمة للشعبين المصري والبحريني والحمد لله فإنه وفي وقت قصير تمكن الإخوة المصريون من إعادة تنظيم أنفسهم وإعادة الأمور إلى طبيعتها وهذا في الحقيقة مفخرة تحسب لهم بعد انتهاء المخطط حيث كانت جرأة وشجاعة الأشقاء وإيمانهم بحب الوطن هو ما دفعهم للحفاظ على مصر من أن تسقط في أيدي جهلة ومجرمين الأمر الذي لا يرتضيه رب العزة والجلال، وأن تعود المسئولية إلى أهلها الطيبين وإلى أهل الحق وأهل العدل، ووجدنا أن من أركان هذا المخطط هو الحملة الإعلامية المضللة للشعوب في العالم بأن هذه الدول دول لا تطبق القانون.
وشدد جلالته على أهمية نشر ثقافة القانون، منوهاً إلى أن أكثر أعداد خريجي الجامعات هم من دارسي الحقوق والقانون في البلدين وأن مجتمعنا في المملكة ومجتمع مصر على مستوى عالٍ من الثقافة التي لا تسمح بأية وسيلة من وسائل التضليل الإعلامية أن تبسط وصايتها عليه، مقدراً العاهل دور الإعلام النزيه في تعرية الحقائق أمام الشعوب، مشيراً إلى أن ما تتمتع به مصر من مكانة مرموقة بين الدول وما تمثله من حصن منيع وسند للدول والشعوب العربية والإسلامية جعلتها موضع الاستهداف الأول لأنها أكبر دولنا وأعزها وهي السند للجميع في الخليج العربي.
وأكد جلالة الملك أن التنسيق والتشاور مستمر مع جمهورية مصر العربية بفضل قيادة الرئيس السيسي، وأشاد بدور مصر في حرصها الشديد على جوارها وخاصة الخليج العربي، وجمهورية مصر لها تاريخها ومؤسساتها وأن التشاور مستمر فيما بيننا واليوم يشرفنا الرئيس بهذه الزيارة، معبرين عن اعتزازنا بهذه الزيارة ولمواقف مصر المعهودة والراسخة تجاهها وأننا نعمل معاً في جميع القضايا التي تهم البلدين، شاكرين ومقدرين هذه الزيارة التي تعزز من أمننا واستقرارنا.
من جانبه، عبر الرئيس المصري عن شكره وتقديره لجلالة الملك على الحفاوة والكرم التي هي سمة من سمات البحرين وأن هذا أسجله بكل الاحترام والتقدير والحب، وأكد شكره على كل ما عبر عنه جلالته وأننا نتعاون من أجل الاستقرار والأمن والأمان لبلادنا ونحن لا نتدخل في شئون الآخرين، ولن نسمح للآخرين أن يتدخلوا في شئوننا لأن الذي حدث خلال السبع سنين السابقة درس كبير لنا لأن نكون دائماً مع بعضنا ودائماً نتعاون ونتأخى في مواجهة التحديات التي تؤثر على شعوبنا، ونحن معكم في مصر ومع الاستقرار ومع الأمن ومع عدم التدخل، ومثل ما نحن ألزمنا أنفسنا بعدم التدخل في شئون الدول، نقول للدول لا تتدخلوا في شئوننا، وهذا أمر ثابت لأن الاستقرار والأمن أمر يهمنا كلنا، وأنا أطمئنكم على مصر، كما أنني مطمئن على البحرين والحمد لله رب العالمين، لأن الفترة التي مضت كلها استفدنا منها على رغم الصعوبات التي واجهناها وأصبح المصريون وأشقاؤهم في البحرين على وعي بالتهديد والتحدي وعرفوا أنه مهم أن يحافظوا على بلدهم ولا يسمحوا لأي أحد أن يتدخل في شئونهم، ومثل ما قال جلالة الملك نحن دائماً مع بعضنا البعض وأنا لما أقول هذه الكلمة أقولها نحن لا نتعاون ضد بعضنا ولا نتعاون على العدوان نحن نتعاون من أجل الدفاع عن مصالح شعوبنا وهذا موقف مصر من أشقائها وليس البحرين فقط وقد أعلناه كثيراً جداً أن أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر ونحن قادرون معاً على أن نحمي أمننا وأن نحمي مصالحنا وأنه تعاون دائم من أجل السلام والاستقرار وهذا هو أفضل التعاون في الدنيا وأن الناس تتعاون على الخير والحمد لله رب العالمين.
وأشاد جلالة الملك بمثل هذا التعاون الذي يهدف إلى السلام والمحبة وأن الحديث مع الرئيس ولله الحمد يجعلنا مطمئنين وأن شعبي البلدين البحريني والمصري تحت قيادتيهما كلهم أبناء البلدين ولا تفريق بين أبناء الوطن والفرق هو في مدى الالتزام بقوانين البلد وليس بسبب اللون أو الدين أو التاريخ تحت جسم واحد وأهل البحرين أثبتوا وحدتهم جميعاً بما فيهم المقيمون الذين أيدوهم في كل الأهداف التي طرحت أمامهم سواء كانت عربية أو وطنية.
وقال جلالته إن الشعوب غير العربية أيدوا الاتجاهات العربية التي طرحت عليهم لأنهم عاشوا بين أحبائهم العرب ووجدوا كل الخير والتواصل والمحبة والتآلف، وبين جلالته أن البحرين بحسب آخر احصائية تنمو اقتصادياً 3.4 في المئة ففي مثل هذه الظروف نرى أن البحرين تحلق عالياً اقتصادياً وسياحياً واجتماعياً ودفاعياً. وأشار إلى أن قوة مصر هي قوة للعرب وتكون بديلة عن أشياء كثيرة وعن قوى كثيرة. وقال جلالته إنه كلما تقدمنا كلما زادت المؤامرات ولا نقبل التأخر ونقبل التحدي. وأشار إلى أن مصر فيها النظام الصحي والغذائي والتعليمي وكل ينشد التطوير حتى أكبر الدول تعمل على التطوير ولا يمكن أن نوقف التطور والتقدم، مشيراً إلى أن تبادل الخبرات مع مصر شيء ضروري لأسباب كثيرة فمثلاً الانفتاح يوجد في البلدين والتعليم والتقدم ومصر اليوم تعمل على الإصلاح بين جيرانها ونحن نقدر لها وللرئيس هذا التوجه وإصلاح ذات البين وأكبر دليل هو دور مصر اليوم في ليبيا التي تعمل على الإصلاح والبناء والتطور. وأكد جلالته أهمية الاستمرار في تعزيز وتقوية العلاقات الوثيقة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومصر لما لذلك من أهمية في الحفاظ على خير واستقرار المنطقة.
بعدها، توجه حضرة صاحب الجلالة والرئيس المصري إلى المجلس العام، حيث تفضل العاهل بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ العزيز عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة،،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الحضور الكريم،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بفخامتكم وبالإخوة الأفاضل أعضاء وفدكم المرافق في بلدكم الثاني مملكة البحرين، التي تجدد اعتزازها في كافة الأوقات بعمق ما يربطها بمصر الشقيقة، فما يجمعنا بكم من علاقات أخوية راسخة تشهدها مسيرة تقاربنا وتعايشنا التاريخي المشترك، لهي مصدر تقديرنا الدائم لكم، ورمز أصيل لقوة أواصرنا، وأساساً ننطلق منه نحو مستويات جديدة ورحبة من التعاون والتكامل والتوافق في المواقف والتطلعات.
فخامة الرئيس، تُشَكِّل زيارتكم الكريمة للبحرين في ظل استمرار ما تواجهه المنطقة من مخاطر وتحديات، فرصة هامة لمتابعة جهودنا المشتركة وللتشاور والتنسيق بشأن مساعينا المستمرة في مواجهة خطر الإرهاب والتصدي له، وعدم السماح لآثاره أن تمس وحدة مواقفنا أو أن تؤثر بأي شكل على مسيرة دولنا نحو التنمية والازدهار والاستقرار. مشيدين هنا بالنوايا الصادقة والمساهمات الكبيرة التي تقدمها مصر لجوارها العربي على هذا الصعيد.
أخي العزيز الرئيس عبدالفتاح السيسي، يطيب لنا في الختام أن نعبر مجدداً عن مدى سعادتنا بزيارتكم المباركة للبحرين والترحيب بكم والوفد المرافق، ويشرفني أن أقلدكم وسام والد الجميع الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، وهو أرفع تكريم يمنح في مملكة البحرين، والذي من خلاله نعرب عن تقديرنا لدوركم الرائد وجهودكم المخلصة لمساندة البحرين في كافة الظروف، وحرصكم على حفظ وحدة الصف العربي والمبادرة بتبني وحل قضايانا المصيرية. وليكون هذا الوسام خير عنوان لتميّز علاقاتنا الأخوية وللتعبير عن امتناننا لمصر "الكنانة"، المحفوظة بعناية الله، وعما نحمله في قلوبنا من محبة خالصة لأهلها الكرام. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
عقب ذلك، تفضل جلالة الملك بتقليد الرئيس المصري وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة، تقديراً لجهوده في تعزيز علاقات البلدين الشقيقين وتطوير التعاون البحريني المصري.
وصافح الرئيس المصري الجانب البحريني والسفراء المعتمدين لدى مملكة البحرين، ثم صافح جلالة الملك أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس المصري.
وقد أقام حضرة صاحب الجلالة مأدبة غداء تكريماً للرئيس عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق.
وفي بداية حفل الغداء، عزف السلامان الجمهوري المصري والملكي البحريني.
وقد تشكلت بعثة الشرف برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة.