قالت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة محمد الأنصاري ان "المجلس يسعى إلى ترسيخ اتجاهات التعلم مدى الحياة لدى المرأة البحرينية، وتطوير آلياته وقنواته وتقنياته واعتمادها كبرامج ذات قيمة مضافة في إطار التعليم والعمل، وذلك بالشراكة مع المؤسسات التربوية والاكاديمية وفي قطاعات العمل المختلفة والمدنية".
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها الأنصاري في افتتاح فعاليات منتدى المرأة العلمي الأول لجامعة البحرين بعنوان:" دفع عجلة المساواة وتمكين المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM“"، الذي أقامته لجنة تكافؤ الفرص بجامعة البحرين اليوم الاثنين (8 مايو/ أيار 2017) وأشادت الأنصاري، بإقبال المرأة البحرينية على دراسة مختلف التخصصات الهندسية، في ظل التحدي الذي تواجهه العديد من الدول، وهو عزوف الفتيات عن دراسة العلوم والهندسة والرياضيات، وقالت " ان الاحصائيات الوطنية للأمانة العامة لمجلس التعليم العالي في البحرين، تشير إلى تخرج حوالي 533 طالبة من كليات العلوم وتقنية المعلومات والهندسة. ويشكل هذا العدد ما نسبته 57% من إجمالي الخريجين من تلك الكليات للعام الدراسي 2013 – 2014، وهو مؤشراً ايجابياً على إقبال المرأة على دراسة هذه التخصصات.
وأوضحت الانصاري أن المرأة المهندسة تشكل نسبة 31% من إجمالي المهندسين في المناصب القيادية في القطاع العام بحسب الإحصائيات الواردة من ديوان الخدمة المدنية، أما في القطاع الخاص فإن إحصائيات هيئة الضمان الاجتماعي تشير إلى أن نسبة المهندسات القياديات تبلغ 16% من إجمالي المهندسين القياديين البحرينيين.
وأكدت الأنصاري "أنه من الضروري العمل باتجاه تجديد الخطط والبرامج الكفيلة بحفظ الطاقات البشرية التي تعتبر عماد التنمية المستدامة، وتكثيف الدراسات العلمية التي تحدد أسباب وجود فجوات غير مقبولة بين مخرجات التعليم وفرص العمل المتغيرة، وتضع الحلول الكفيلة بالمواءمة بينهما، بالنظر إلى التطور المتسارع في عالم الأعمال وما يتطلبه من مهارات متجددة في مجال العلوم والهندسة والتكنولوجيا".
وقالت الأنصاري: "إن دور الجامعات الوطنية يستدعي أن يكون أكثر مرونة وسرعة للاستجابة لمتطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية، من خلال التفكير بتخصصات مزدوجة أو ثلاثية الأبعاد تجمع بين التخصص العلمي والمهارات التكنولوجية ومهارات إدارة الأعمال لتوسيع خيارات الخريجات ودمجهم السريع ورفع قدرتهم على التأقلم في سوق العمل، متطلعة إلى إيجاد إطار وطني شامل للإرشاد الأكاديمي والتوجيه المهني يعتمد آليات متطورة وأساليب غير تقليدية."
من جانبه، ثمَّن رئيس جامعة البحرين رياض يوسف حمزة إنجازات المرأة البحرينية، وقال: "نفخر بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة البحرينية في العهد الزاهر لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، والدور الكبير الذي تقوم به قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في تعزيز دور ومكانة المرأة البحرينية في المجالات المجتمعية والتنموية".
وأعلن حمزة خلال حديثه، عن وضع المنتدى على خريطة عمل الجامعة وأنشطتها، ليتواصل عاماً بعد عام، مسلطاً الضوء على المستجدات والمتغيرات والتحديات التي تواجه المرأة البحرينية في جميع المجالات والحقول التي تسهم في تنميتها".
وأشار حمزة إلى دور المرأة في جامعة البحرين، وقال في هذا السياق: "شكل حضور المرأة في الجامعة أساساً متيناً من تاريخ هذه المؤسسة الوطنية، سواء كطالبة، أم أكاديمية، أم إدارية"، مضيفا أن الأرقام تشير إلى حضور مميز للمرأة (الطالبة) في السنوات العشر الأخيرة، في عدد من المجالات العلمية المتعلقة بموضوع المنتدى، فوجدنا أنها تفوق زميلها الرجل في حضورها في تخصص نظم المعلومات، وتتقارب معه كثيراً في الكيمياء، وعلوم الأحياء، والهندسة المدنية والعمارة، ويتفاوت إقبالها على عدد من التخصصات العلمية الأخرى".
وعبَّر حمزة عن "تطلع الجامعة إلى تمكين المرأة أكثر والذي يجعل حضورها في هذه المجالات، أكثر قوة وتأثيراً، معتبرا "أن من الجامعات، يبدأ التغيير، وتتولد الأفكار الجديدة".
وأكد حمزة أهمية مواصلة نهج التعاون والشراكة الفاعلة مع مكونات مجتمعنا المحلي، وما هو أبعد من ذلك"، موضحاً "أن ذلك ما حرصنا عليه في خطتنا التطويرية الممتدة إلى العام 2021".
وعقد المنتدى الأول برعاية الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة سعادة الأستاذة هالة الأنصاري، ودعم من "تمكين" وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات(GPIC) ، احتفاءً بإنجازات المرأة في المجال الهندسي.
سلطت محاور المنتدى الضوء على إنجازات المرأة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والحاجة إلى تمكين القيادات والنماذج النسائية، وتحديد النقص وسد الفجوة في هذه المجالات. كما عقد المشاركون جلسات نقاشية مع المجلس الأعلى للمرأة والمؤسسات الأخرى المعنية بشأن المرأة.
وقد تحدثت في جلسات عمل الملتقى كل من المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمية (KISR) الأستاذة الدكتورة سميرة السيد عمر، والأستاذة الزائرة بمركز بحوث النوع والمرأة في جامعة أوبسالا السويدية، الدكتورة جترا سنها، والوكيل المساعد لشؤون الصرف الصحي بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني المهندسة أسماء جاسم مراد.
وأعقبت الكلمات أربع جلسات نقاش وهي: "المرأة في STEM- من المشاركة إلى الإنجاز"، وشاركت فيها كل من: الدكتورة فاطمة بنت محمد البلوشي- وزيرة التنمية الاجتماعية سابقاً والرئيس التنفيذي لشركة وايت بالم، والمهندسة مريم أحمد جمعان، وكيل وزارة المواصلات للنقل البري والبريد بوزارة المواصلات والاتصالات، وشيماء الحامد، المدير التنفيذي لبدالة انترنت البحرين.
وناقشت الجلسة الثانية عنوان "المرأة في STEM من وجهة نظر الصناعة"، وشارك فيها الدكتور عبدالرحمن عبدالحسين جواهري، رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات، ومحمد القائد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، عبدالرحمن العوضي، المدير العام لشركة BizExcel، هبة نايف حرارة، نائب الرئيس التنفيذي لإنتاج ونقل الكهرباء في وزارة الكهرباء والماء.
وتناولت الجلسة الثانية "المرأة في STEM من المنظور الأكاديمي"، وشارك فيها رئيس الجامعة الملكية للبنات مازن جمعة، ونائب رئيس جامعة البحرين للبرامج الأكاديمية الاكاديمية والدراسات العليا وهيب عيسى الناصر، ورئيس الجامعة الأهلية منصور العالي.
وتطرقت حلقة النقاش الرابعة إلى "المرأة في STEM من المنظور الحكومي ومنظور المجتمع"، حيث اشترك في النقاش كل من أستاذ مشارك في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة البحرين ورئيس المؤسسة العالمية للهندسة والتكنولوجيا فرع البحرين ابراهيم مطر، ومديرة التدريب في جمعية المهندسين البحرينية هدى سلطان، ، ومديرة إدارة المنظمات الأهلية بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية نجوى عبداللطيف جناحي، ورئيس قسم الحضانات وتنمية الطفولة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أمل البوفلاسة.