العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ

طوني بلير انتهازي في انتقاداته للعراق

المنظمات الحقوقية وأعضاء في البرلمان البريطاني:

لندن - بن رسل (خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط») 

02 ديسمبر 2002

شن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير هجوما شرسا على الرئيس العراقي صدام حسين وملفه المملوء بانتهاكات حقوق الإنسان وذلك ضمن محاولته حشد تأييد الرأي العام البريطاني ضمن الاستعدادات الحالية لحملة عسكرية محتملة على العراق. وقد اصدرت وزارة الخارجية البريطانية ملفا من 23 صفحة يفصل الانتهاكات «المرعبة» للنظام العراقي. غير ان تصريحات بلير والتقرير ووجهت بردود فعل مباشرة من المنظمات الحقوقية وأعضاء في البرلمان الذين اتهموا الحكومة البريطانية بتمهيد الطريق للحرب.

ويصف التقرير طرق التعذيب في العراق من قلع العيون الى تذويب اطراف المعتقلين في المواد الحامضة الى اغتصاب النساء وغيرها من الممارسات التي يقول معارضو النظام انهم تعرضوا لها.

متحدث باسم العفو الدولية قال: «اننا مستاؤون من التوقيت لان ذلك يعني انتهازية في استخدام حقوق الانسان لأغراض سياسية». اما ممثلة هيومن رايتس ووج هانية المفتي فقالت: «ان التقرير لا يحتوي على اية معلومات جديدة ولو كانت الحكومة البريطانية بمثل هذا الحماس في الماضي لما اثارت انتباهنا الطريقة التي نشروا بها التقرير». المتحدث باسم حزب الليبراليين الديمقراطيين (الحزب الثالث في بريطانيا) منزيز كامبل قال: «الحقوقيون يتساءلون لماذا لم تنشر الحكومة مثل هذا التقرير في الماضي». العضوة اليسارية بحزب العمال اليس ماهون قالت: «بغض النظر عن الانتهاكات المرعبة، فانها لا تعطي شرعية للهجوم على العراق». كذلك قال العضو اليساري تام داليال «لم يكن معتادا من الحكومة القيام بمثل هذا العمل، ويعتبر بادرة فريدة من نوعها للاعداد للحرب».

-----------------------------------------

فرق التفتيش تواصل أعمالها

العراق يحتج على «الاستفزازات» الأميركية والبريطانية

عواصم - وكالات

واصلت فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة أمس تفتيشها عن أسلحة الدمار الشامل لليوم الخامس في ضواحي بغداد في حين احتج العراق رسميا لدى الأمم المتحدة على القصف الأميركي - البريطاني «المنهجي» الذي خلف يوم الأحد الماضي أربعة قتلى في البصرة فضلا عن جرح 27 آخرين.

وقد قصفت طائرات أميركية وبريطانية أمس مواقع للمضادات الارضية العراقية شمال العراق.

وقال مصدر عسكري أميركي في الولايات المتحدة ان الغارة تأتي ردا على اطلاق نار من المضادات العراقية.

وندد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري بالغارات الجوية ووصفها «بالجريمة» ومطالبا الامم المتحدة بوقفها.

وقال وزير الخارجية العراقي في رسالة بعث بها أمس إلى الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان «إن القصف أسفر عن تدمير الكثير من المنشآت والأجهزة الفنية والأبنية الجاهزة التابعة لشركة نفط الجنوب».

وفي اليوم الخامس من عمليات تفتيش عن أسلحة دمار شامل عراقية مزعومة، دخل مفتشو الأمم المتحدة مجمعا صناعيا في بغداد ومعمل تقطير الى الشمال الشرقي.

ودخل فريق من المفتشين دون اية عوائق مجمع الكرامة الذي تديره لجنة صناعية حربية عراقية في ضاحية الوزيرية الصناعية في العاصمة العراقية.

بينما قضى فريق آخر أكثر من ساعة في معمل تقطير خاص لانتاج الخمور ومبان خاوية مجاورة على بعد نحو 30 كيلومترا شمال شرقي العاصمة العراقية.

وقال المفتشون ان مهمتهم لا تزال في مراحلها الاولى وانهم لم يعثروا على اية ادلة بعد تفيد امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وانهم لم يلاقوا اية ممانعة من السلطات العراقية التي تبدو متلهفة على تفادي اي صدام قد يفجر حربا تلوح بها الولايات المتحدة ضد العراق.

وصرح المفتشون بأن العراق كان قد اقر بانه استخدم الموقع لتطوير أسلحة بيولوجية العام 1988.

بينما توجهت مجموعة أخرى الى مجمع صناعي في «ابن فرناس» على بعد 20 كيلومترا شمال شرقي بغداد.

وفتّش فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثلاث مصانع لانتاج الكحول والمشروبات الروحية والبيرة وهي «الابراج» و «العوالي» و «الذهب» في بلدة الخالص، محافظة ديالي، على بعد 50 كيلومترا شمال شرقي بغداد. ثم انتقل المفتشون إلى موقع ثان.

واستدعت الفرق الميدانية بعض العاملين لاستجوابهم كما تحفظت على بعض الملفات الارشيفية.

وفرضت فرق التفتيش طوقا من العزلة والسرية حول المواقع وحظرت دخول الصاحفيين إليها.

وعن عمليات التفتيش التي شملت ثلاثة مواقع أمس (الاحد)، قال متحدث باسم الخارجية العراقية إن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية جال في «شركة ابن فرناس العامة» التابعة لهيئة التصنيع العسكري. وهي متخصصة «في الصناعات الجوية وكانت مشمولة بنظام المراقبة المستمرة (قبل العام 1998) لاحتوائها على أجهزة ومعدات قياس تهتم بها الوكالة الدولية».

من جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم فرق التفتيش هيرو يوكي أن هذه الهيئة كانت تشغّل حتى أربع سنوات خلت موظفين وتحتوي على أجهزة ذات استخدام مزدوج، مترسبة من حقبة تطوير البرنامج النووي العراقي. وظلت هذه المنشأة تحت رقابة فريق الانسكوم السابق حتى ديسمبر/كانون الاول العام 1998، أي قبل أيام من خروج المفتشين السابقين واندلاع شرارة عملية «ثعلب الصحراء».

وأكد مسئول الامم المتحدة أن فريق الوكالة الدولية نفذ عملية التفتيش «من دون أية صعوبة» كما هو الحال بالنسبة إلى لمواقع السابقة، و«حدّث معطياته وفهمه لهذا المركز لاسيما لجهة المباني التي أقيمت فيه بعد العام 1998».

أما فريق الانموفيك برئاسة اليوناني ديمتري بيريكوس فمكث نحو أربع ساعات في مركز جوي لمكافحة الآفات الزراعية تابع لوزارة الزراعة في منطقة «خان بني سعد» بمحافظة ديالي، على بعد 35 كيلومترا شمال شرقي العراق.

وتفقد الفريق المؤلف من عشرة مفتشين مدرج ومهابط الطائرات الصغيرة وتأكدوا من بقاء لوائح معدنية وملصقات كان قد ثبتها المفتشون السابقون على أجهزة وخزانات الطائرات

العدد 88 - الإثنين 02 ديسمبر 2002م الموافق 27 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً