يوجد في إسرائيل 42 ألف جمعية خيرية وفقاً لسجلات وزارة العدل الإسرائيلية. أما مجال عملها فهو تقديم خدمات اقتصادية واجتماعية ودينية وغيرها من متطلبات الحياة. هذه المعلومة وجدتها في موقع «ذا تايمز أوف إسرائيل الإخباري» الذي يرأس تحريره كل من دايفيد هوروفيتس وسيث كلارمان.
وبحسب المتخصصين في دراسة المجتمع اليهودي في داخل إسرائيل وخارجه فإن السبب في كثرة تلك الجمعيات يعود إلى سببين، الأول: هو النشاط الخيري الذي دأبت الصهيونية العالمية على تدشينه خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين لإقامة مشروع دولة إسرائيل هناك.
أما السبب الثاني فهو متعلق بقيمة «الصَّدَقَة» في الديانة اليهودية، وهو ما يجعلها الأساس في كل ذلك النشاط الخيري القوي. والحقيقة أني حاولت تقصِّي هذا الجانب «الصَّدَقَة» في الديانة اليهودية لكني وجدتُ أن الأمر يحتاج إلى زيادة في البحث، وإفراد ما يمكن إفراده من مقالات بشأنها. لذلك سأقتصر اليوم على تناول حجم ما تمثله الصَّدَقَة والتبرعات من دور مهم لتقوية الجبهة الداخلية لإسرائيل.
فالموازنة العامة في إسرائيل والتي تصل إلى 87 مليار دولار (كما في العام الماضي) لا تتحمَّل وحدها مصروفات الدولة وأنشطتها المدنية والعسكرية، بل إن جزءاً مهماً منها تتحمله التبرعات التي تتقاطر على إسرائيل من كل يهود العالم سواء أكانوا أفراداً أم أرباب تجارة ورجال أعمال منهم.
في العام الماضي تبرع يهود العالم لمؤسسات وجمعيات داخل إسرائيل بمبلغ 3 مليارات دولار. لكن هذا الرقم ليس كل شيء؛ بل إن الرقم الحقيقي هو 8 مليارات دولار إذا ما أضيفت إليها تبرعات اليهود الأميركيين ومليارات أخرى يقدمها الإنجيليون (يشكلون 13 في المئة من مسيحيي العالم) ودول غربية أخرى، فضلاً عن دول في المشرق كاليابان والصين وسنغافورة وتايوان.
وفي الربع الأول من الألفية أظهرت الأرقام أن 22 في المئة من التبرعات التي تأتي من الأراضي الأميركية يقدمها 2.5 في المئة من سكان الولايات المتحدة فقط في مؤشر على قوة النفوذ والمال اليهودي هناك. وفي سنة واحدة استطاعت حملة تبرعات دورية ينظمها اتحاد الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة جمع مليار و400 مليون دولار. إحدى العائلات اليهودية (وهي عائلة ساكلر) قدمت تبرعاً يصل إلى 100 مليون دولار لصالح أهداف يهودية تعمل خارج إسرائيل.
وقبل أكثر من عقد أحصت مراكز متابعة مبلغ 120 مليون دولار قدمها متبرعون يهود لدعم ضحايا إسرائيليين قتلوا في عمليات انتحارية استهدفتهم. بل حتى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية يتم تمويل أنشطة كثيرة فيها من خلال تبرعات. ويكفي أن نعرف أن عائلة جاريد كوشنر صهر دونالد ترامب وكبير مستشاريه قد تبرعت عبر مؤسستها الخيرية بملايين الدولارات لإسرائيل بعضها ذهب خصيصاً لمستوطنة يتسهار وبيت إيل في الضفة الغربية وجهات داعمة للجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع. والمعروف أن عائلة كوشنر هي يهودية أرثوذكسية متشددة.
وليس ببعيد عنا ديفيد فريدمان الذي اختاره ترامب سفيراً للولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل، وهو بالأساس يرأس إحدى أهم الجمعيات الداعمة للمستوطنات وهي جمعية أصدقاء مؤسسات بيت إيل الأميركيين. وهو يعطينا صورة واضحة لحجم التداخل ما بين السياسي والديني والخدمي في قضية التبرعات التي يقدمها اليهود حول العالم وتحديداً في الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
كما تجب الإشارة إلى أن عمليات الدعم والتبرع لا تستهدف فقط المجهود الحربي أو السياسي والإنساني، بل في دعم حركة التعليم داخل إسرائيل كذلك، وهو ما جعلها ذات مستويات متقدمة تضاهي الدول الأوروبية ودول الغرب. بل إن بعض المتبرعين اليهود يشترطون في تبرعاتهم أن تذهب إلى قطاع التعليم حصراً ضمن مهمات يتقاسمها القادة اليهود في العالم لترتيب الخط العام.
قبل أقل من شهر نشرت «رويترز» تقريراً بشأن «السوق العالمية للماريجوانا الطبية» وكيف أنه ومع حلول العام 2025 ستصل قيمتها إلى 50 مليار دولار وأن الحكومة الإسرائيلية ستسمح «للصناعة المحلية ببدء التصدير وتتوقع إيرادات سنوية بمئات الملايين من الدولارات».
وما يجب معرفته هنا هو أن القطاع الصحي في إسرائيل هو من المجالات المهمّة التي تأتيها نسب كبيرة من التبرعات اليهودية، وهو ما حولها إلى خدمات متقدمة، فضلاً عن الأبحاث وتجارب المختبرات النشطة في الجامعات، إذ «تجرى حالياً نحو 120 دراسة في إسرائيل بينها تجارب سريرية تبحث في تأثير القنب على التوحُّد والصرع والصدفيّة وطنين الأذن» بحسب تقرير «رويترز» المذكور.
الحقيقة أن مجتمع إسرائيل لايزال يعتبر نفسه في حالة حرب، وأن الدولة لديه لم تترسَّخ بعد على المدى الطويل، لذلك فهو يُكرِّس من تلك الصورة كي يدفع بمسألة التبرع إلى أقصى حدّ ممكن. فهي لا تأتيه فقط بالمال بل حتى التأييد المعنوي، الذي يُفسِّر دوافع تبرّع اليهود في العالم لدولة تمثلهم وتعيش حالة صراع داخلي وخارجي تتطلب منهم المؤازرة والدّعم. وهي ثقافة تجدها في الكثير من الكتابات الصحافية في إسرائيل التي ما فتئت وهي تتحدث عن التضحية وضرورة حماية الدولة.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 5357 - الأحد 07 مايو 2017م الموافق 11 شعبان 1438هـ
الاقليات دائماً تتصرف بهذا الشكل حتى الاقليات في الاسلام
عهههههههه. ضربة تحت الحزام..
عجبني تعليقك وتصفيقك لروحك
توضيح لما ورد في تعليقي المسجل هنا الزائر رقك 10: غالبية المسيحيين العرب هم من الارثوذكس. أما الموارنة فهم اكبر طائفة مسيحية كاثوليكية .. لهذا لزم التنوية
اخواننا عرب الشمال والمصريين جنوا على العرب عندما صوروا لنا اليهود على أنهم هذه الأمة الخطرة القوية المسيطرة على العالم ومراكز صنع القرار! اللعبة كلها تتلخص في اكتشاف اليهود الأوربيين للقوة العالمية الصاعدة (بريطانيا سابقاً وأمريكا لاحقاً) وربط مصيرهم بها والتقرب لهم بتقديم الخدمات التي تردها هذه القوى على شكل حماية وضمانات أمنية. وهذا الأمر منطقي، فكل الدول التي تحالفت مع القوى الخاسرة (كالألمان والعثمانيين) ذهب ملكهم إلى غير رجعة، وكل من تحالف مع البريطانيين والأمريكان ثبت حكمه وملكه.
المشهور هو أن سبب قوة اليهود في العالم سيطرتهم على التجارة وبراعتهم في استعمال المال لتحقيق مصالحهم
توضيح اضافي للزائر رقم 3: اخي العزيز.. اكبر نسبة من المسيحيين الارثوذكس في الدول العربية هم اقباط مصر.. يليهم مسيحيي فلسطين والاردن
كلمة ارثوذكس كلمة يونانية تعني "الرأي القويم"، أو "الإيمان المستقيم" ولقد نشأت جراء اكبر انشقاق في تاريخ المسيحية بين الكنائس الشرقية (ارثوذكس) والكنائيس الغربية (الكاثوليك). لهذا فان اطلاقها على بعض اليهود لا يعني انهم مسيحيون بل يمثلون تيارا داخل اليهودية يرى انه يمثل الايمان اليهودي الصحيح. ولقد اصبحت الكلمة تطلق على كل من ينظر اليه على انه يمثل المعتقدات الدينية او السياسية التقليدية دون تغيير.
توضيح للزائر رقم 3.. اخي العزيز.. الارثوذكسية ليست متفرعة من روسيا. مركز الكنيسة الارثوذكسية هو القدس المحتلة مثل باقي الكنائس الاخرى.. لكن الكنيسة الارثوذكسية الروسية تشكل احدى الكنائس الارثوذكسية الكبرى بجانب الكنيسة المصرية (القبطية) والكنيسة اليونانية.. غالبية المسيحيين العرب هو من الارثوذكس واهم وأكبر طائفة مسيحية عربية هم الموارنة في لبنان اضافة للروم الكاثوليك.. المسيحيين الارثوذكس العرب في بلاد الشام يتبعون كنيسة انطاكية وسائر المشرق للارثوذكس. المسيحيين العرب ليسوا جالية بل موطنين عرب.
مشكور عزيزي على التوضيح (زائر3).
مقال ممتاز .. احييك بحرارة
المقارنة بين اليهود والمسلمين بُعدها بُعد المشرقين والمغربين... فتبرعات اليهود كما ذكرت في المقال، وأما تبرعات المسلمين والعرب يذهب ٩٠٪ للرياضة التي لم نحصل منها لا ناقة ولا جمل بالرغم من وجود النوق والجمال بينا، وأما النسبة الباقية من تلك التبرعات تذهب للحفلات والصرف على المرتزقة من المتمصلحين و وفئة (الله لا يغير عنا شيء) لكونها تعيش على فتات لن يدوم.
رائع ....
الارثوذكس مذهب من المذاهب المسيحية وهو متفرع من روسيا الاتحادية وأكبر جالية عربية له هم ارثوذكس الاردن وهناك بعض التشابه بينهم وبين الأقباط المصريين بس أول مرة أسمع أرثوذكسي يهودي؟؟ هل من تفسير؟، مشكور على المقال المميز عموما وهذا المأخذ الوحيد عليه.
عندك ويكيبيديا وقوقل وتبينا نشرح لك بعد!
اليهود الأورثودوكس هم مطاوعة اليهود - يعني أخونجية اليهود اللي يبون يعيشون حسب تعاليم التوارة والتلمود... عكس غالبية اليهود اللي يغلب عليهم الطابع العلماني ويأخذون من اليهودية ما يعجبهم ويتركون مالا يعجبهم.
اليهود متحدون وامة مليار مسلم متفككون يحاربون بعضهم بعضا
لليهود جمعيات تجمع الصدقات ونحن لدينا منع الصدقات ومن يجمعها يعتقل ويحاكم