حذّرت الهيئة الانتخابية الفرنسية أمس السبت (6 مايو/ أيار 2017) من إعادة بث آلاف الوثائق من حملة المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون التي تم تسريبها ونشرها على الإنترنت، عشية الدورة الثانية التي تجرى اليوم (الأحد) ويتنافس فيها مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.
وقال وزير الاقتصاد السابق إن الهدف من عملية القرصنة التي تمت في الساعات الأخيرة لحملة تشهد توتراً شديداً هو «زعزعة الاستقرار الديمقراطي».
وقال حزب ماكرون «إلى الأمام!» في بيان إن الوثائق التي تمت قرصنتها رسائل إلكترونية «أو وثائق محاسبة» وكلها «شرعية» لكن أضيفت إليها «عدة وثائق مزورة لإثارة الشكوك والتضليل». وأضاف الحزب أن كشف هذا الاختراق الكبير في «آخر ساعة من الحملة الانتخابية» التي انتهت رسمياً عند الساعة 22,00 ت غ من الجمعة هو «على ما يبدو زعزعة للاستقرار الديمقراطي مثلما حدث خلال الحملة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة».
بعد التحقيق بشأن القرصنة التي استهدفت فريق هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية الأميركية في العام 2016، اتهمت وكالات الاستخبارات الأميركية روسيا بالتدخل في الحملة لتعزيز حظوظ المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي فاز في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأوصت الهيئة الوطنية لمراقبة الحملة الانتخابية الفرنسية التي عقدت اجتماعاً صباح السبت وسائل الإعلام بـ «التحلي بالمسئولية وعدم نشر مضمون (هذه الوثائق) لعدم التأثير على صدقية الاقتراع».
وشددت الهيئة في بيان على أن «نشر أو إعادة نشر مثل هذه البيانات التي تم الحصول بشكل غير شرعي والتي من المرجح أنه أضيفت إليها وثائق مزورة معرض للملاحقة القضائية».
وقال نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، فلوريان فيليبو قبل منتصف ليل الجمعة السبت موعد انتهاء الحملة «هل ستكشف ماكرونليكس أموراً تعمدت الصحافة الاستقصائية طمسها؟ هذا الغرق الديمقراطي مخيف».
وقال موقع «ويكيليكس» إنه في المجمل «هناك آلاف الرسائل الإلكترونية والصور والوثائق المرتبطة بها يعود آخرها الى 24 أبريل/ نيسان» أي غداة الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية.
تعبئة 50 ألف عنصر
في مارس/ آذار تعرض حزب «إلى الأمام!» لمحاولات تصيد احتيالي (فيشينغ) نسبت إلى مجموعة روسية، حسب الشركة اليابانية للأمن المعلوماتي «تريند مايكرو».
وتفيد استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت الجمعة قبل انتهاء الحملة أن ماكرون ما زال في الطليعة بما بين 61,5 في المئة و63 في المئة من الأصوات، مقابل 37 إلى 5,38 في المئة لمارين لوبن.
لكن قبل يومين من التصويت كانت نسبة المشاركة المحتملة ضئيلة نسبياً، إذ أن 68 في المئة فقط من المستطلعين قالوا إنهم سيدلون بأصواتهم.
وقبل الكشف عن هذا الاختراق الإلكتروني لحملة وزير الاقتصاد السابق في عهد الرئيس فرنسوا هولاند، تصاعد التوتر مع الإعلان عن اعتقال إسلامي بايع تنظيم «داعش» قرب قاعدة عسكرية جوية في إيفرو (حوالى مئة كلم شمال غرب باريس) وكان يخضع منذ 2014 للمراقبة بسبب تطرفه.
وبايع المشتبه به تنظيم «داعش» وفقاً لما أظهرته معلومات مخزنة على شريحة ذاكرة خارجية عثر عليها في سيارته. وأكدت مصادر قريبة من الملف أن الشرطة عثرت على عدة رايات للتنظيم في المركبة إضافة إلى بندقية وجدت في غابة قرب المكان.
ويحاول المحققون معرفة ما إذا كان على وشك ارتكاب عمل عنيف.
ومساء 20 أبريل، قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، قتل شرطي في جادة الشانزليزيه في باريس وتبنى الاعتداء تنظيم «داعش» المسئول عن معظم الهجمات التي أوقعت 239 قتيلاً في البلاد منذ يناير/ كانون الثاني 2015.
وسيدلي المرشحان بصوتيهما اليوم (الأحد) في شمال فرنسا حيث سيقترع ماكرون في منتجع توكيه ولوبن في معقلها العمالي إينان-بومون.
وسيتم تعزيز الإجراءات الأمنية اليوم حول مراكز الاقتراع ونشر أكثر من 50 ألف عنصر من رجال الشرطة والدرك، كما أعلنت وزارة الداخلية التي وعدت بأن تجرى هذه الانتخابات وسط «إجراءات أمنية قصوى».
من جهة اخرى، توفيت النائبة الاشتراكية كورين إيريل (50 عاماً) بعد إصابتها بعارض صحي خلال مشاركتها في تجمع مؤيد لماكرون في بروتانيه بشمال غرب فرنسا السبت.
وبدأ التصويت أمس في أراضي فرنسا ما وراء البحار في الانتيل الفرنسية وغويانا (أميركا الجنوبية) وسان بيار وميكلون (أرخبيل فرنسي في أميركا الشمالية) وبولينيزيا الفرنسية (المحيط الهادئ).
العدد 5356 - السبت 06 مايو 2017م الموافق 10 شعبان 1438هـ