عمّت البحرين البارحة غُلالة إيمانية إضافية إلى ما تضفيه ليالي رمضان من أجواء، وذلك بمناسبة تحرّي ليلة القدر التي ترجّح بعض المصادر أنها في الليلة الـ 27 من رمضان، وامتلأت مساجد كثيرة بالمعتكفين القائمين للصلاة والذاكرين الرحمن والقارئين القرآن طلبا للمثوبة والمغفرة.
مصادر دينية تقول: إن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، ويتفق علماء المسلمين على أنها في ليلة وترية من الليالي العشر، ففيما يتحراها عدد من المسلمين في ليلة الـ23 من الشهر الفضيل، ترى جماعة أخرى أنها من المرجح أن تكون في الليلة الـ 27 ولكلا الفريقين من المؤمنين ما يسند ما يذهبون إليه من قول.
غير أن علماء المسلمين يرون أن عدم تحديد ليلة القدر بميقات معلوم لهو من قبيل تنشيط المسلمين لتحري هذه الليلة - التي هي «خير من ألف شهر»- خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم، والتي تعادل العبادة الخالصة لله تعالى فيها 83 عاما من حساباتنا البشرية، فمن وفقه الله إلى قبول الطاعات منه في تلك الليلة فقد فاز.
وفي طريقه استعدادا للاعتكاف في أحد المساجد إحياء لهذه الليلة، يقول حسن يوسف: «إنها فرصة ذهبية لجميع المسلمين للحصول على الثواب والمغفرة، فمن ذا الذي يستعد للتفريط في أجر ليلة واحدة هي خير من ألف شهر؟». ويرى الشيخ عبدالرحمن عبدالسلام أن تحري المسلم لليلة القدر «يأتي بحسب إيمانه بالله وبفضل هذه الليلة، وعلى قدر هذا الإيمان تأتي الرحمة التي يترقبها، وكلما زاد يقين العبد بخالقه؛ ازداد تقربه منه وطاعته له».
ويربط عبدالله الكعبي ازدياد إقبال الناس على المساجد والقيام ليلا في أواخر شهر رمضان بالصحوة الإسلامية، إذ يرى أن الإقبال على قيام الليل قبل عقدين مضيا ليس كما هو الحال بعد ذلك، «فالوعي الإسلامي قد ازداد، وقراءات الناس في الأمور الدينية جعلتهم يتفهمون ما يعنيه تحري هذه الليلة في العشر الأواخر من الشهر الكريم»، ويضيف: «البعض يبدأ القيام ومضاعفة الطاعات اعتبارا من الليلة الحادية والعشرين من الشهر، ولكن التركيز يظل على ليلة الـ27»
العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ