بعد غياب 20 عاماً عاد الزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار أمس الأول الخميس (4 مايو 2017) إلى العاصمة كابول، بعدما كان أحد زعماء الحرب الأكثر إثارة للخوف في فترة المقاومة الأفغانية للسوفيات، ورئيساً موقتاً للوزراء أثارت تحالفاته المتقلبة تنديداً متكرراً.
وعاد حكمتيار بعد توقيعه في سبتمر الماضي اتفاق سلام بين المجلس الأعلى للسلام، الهيئة الحكومية المكلفة التفاوض من أجل مصالحة وطنية، ووفد من حزبه (الحزب الإسلامي) الذي بات يتعين عليه تسليم سلاحه والتحول إلى حزب سياسي.
فزعيم الحزب الإسلامي بعمامته السوداء وملامحه القاسية ونظارتيه الدقيقتين ولحيته البيضاء، لطالما اعتبر واحداً من أشرس المقاتلين في البلاد، وخصوصاً لقصفه العنيف العشوائي لكابول أثناء الحرب الأهلية (1992 - 1996) والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ما دفع الصحافة العالمية إلى إطلاق لقب «جزار كابول» عليه.
- وُلد قلب الدين حكمتيار في 26 يونيو 1947 في ولاية قندوز (شمال أفغانستان) في كنف عائلة فقيرة متدينة.
- انضم في شبابه إلى الشيوعيين ثم انشق عنهم. وسجن في 1972 لقتله طالباً شيوعياً وتوجيهه إهانات قاسية لفتاة سافرة الرأس.
- في العام 1977 أسس الحزب الإسلامي، وأثناء الغزو السوفياتي لأفغانستان العام 1979، انضم إلى صفوف المجاهدين الأفغان.
- بعد الانسحاب السوفياتي من أفغانستان ومن ثم سقوط حكومة نجيب الله الموالية للاتحاد السوفياتي وسيطرة المجاهدين على العاصمة كابول العام 1992، شارك في الحرب الأهلية التي اندلعت بين مختلف الفصائل الأفغانية ودمرت العاصمة كابول، وقتلت أكثر من 50000 شخص، معظمهم من المدنيين العزل.
- في العام 1996، خسر دعم حليفته باكستان التي التفتت إلى حركة طالبان غداة استيلائها على السلطة في كابول في 1996 وطردها للفصائل الأفغانية المنافسة.
- لجأ بعدها إلى إيران ثم إلى باكستان حيث أمضى الحيز الأكبر من السنوات العشرين الفائتة، قبل أن يدعو إلى «الجهاد» ضد الولايات المتحدة والقوات الأجنبية التي توافدت لقتال «طالبان».
- بعد 11 سبتمبر 2001 اتهمته الولايات المتحدة بالعمل مع زعيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن ووضعت اسمه على لائحة «الإرهابيين الدوليين».
- في 2004 انضم إلى صفوف المعارضة المسلحة للرئيس آنذاك حميد كرزاي.
- بعد اعتبار الحزب الإسلامي لوقت طويل ثاني الجماعات المتمردة أهمية بعد «طالبان»، تراجعت أنشطته إلى حد كبير مؤخراً. وأسفرت آخر هجماته في 2013 في كابول عن 15 قتيلاً بينهم خمسة أميركيين.
- في سبتمبر 2016، وقع اتفاق سلام مع الرئيس أشرف غني، ولقي الاتفاق إدانة المنظمات الحقوقية الدولية، التي نددت بـ «ثقافة الإفلات من العقاب» التي تجيزها الحكومة الأفغانية ومانحوها الدوليون وفق ما أعلنت.
العدد 5355 - الجمعة 05 مايو 2017م الموافق 09 شعبان 1438هـ