أصبحنا على بُعد جولة واحدة من نهاية دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، بالإضافة لمباراة مؤجلة بين المحرق والحد ستقام اليوم (السبت)، وحتى الآن لم يتحدد مصير بطل دورينا، وإن لم يحصل ذلك اليوم بخسارة المحرق وبالتالي فوز المالكية باللقب لأول مرة، فإننا على موعد مع الإثارة في الجولة الأخيرة، ليكون حسم دورينا في الرمق الأخير، وهو مالم يحصل في بعض الدوريات القوية القريبة من مثل الدوري السعودي والإماراتي والقطري.

ولكن للأسف في كل سنة وبالتحديد هذه الفترة ينتشر الحديث عن وجود بعض «التنازلات» و»التلاعبات» التي من المُمكن أن تحصل في بعض المباريات، وهذا الحديث لا يمكن نكرانه أو تجاهله بكل تأكيد، وللعلم هذا الأمر حصل في الدول القريبة منا ومنها ما هو «مخفي»، ومنها ما تم اكتشافه نهاية الموسم الماضي في الدوري السعودي، وبالتالي تم إلغاء صعود نادي المجزل لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، مع فرض عقوبة الهبوط لدوري الدرجة الثانية، بالإضافة للعديد من العقوبات الشديدة الأخرى.

نحن لسنا بمنأى عن الخارج، والحديث يتواصل هنا عن هذا الموضوع، ولكن ما أتمناه أنا شخصياً بالإضافة للعديد من الرياضيين «الحقيقيين» والذين يضعون الأخلاق الرياضية فوق كل اعتبار، أن تسير كل المباريات بشكل طبيعي دون وجود أي تنازلات أو تلاعبات من أجل بعض المصالح، لا أقول إن هذه الأمور قد حصلت سابقاً لدينا، لأنني في النهاية لا أملك الدليل المادي والملموس الذي من المُمكن الاعتماد عليه، لكن ما أتمناه ألا تحصل مثل هذه الأمور إطلاقاً، وكل من يُحقق البطولة يجب أن يصل لذلك بكل الطرق المُمكنة و»الشريفة»، وأيضاً من يريد البقاء بين أندية الكبار يكون بنفس الأمر.

طبعاً من حق أي فريق أن يُشرك اللاعبين الذين يراهم مناسبين لأي مباراة وبحكم الظروف وهذا طبيعي واعتيادي، لكن كل من يلعب يجب أن يؤدي ما عليه على أكمل وجه ووفق أفضل طريقة، وفي النهاية الفوز والخسارة واردان بالتأكيد، وبالتأكيد طرح مثل هذا الموضوع ربما يكون «حساساً»، لكن في النهاية نحن نتعامل مع «الواقع» الذي انتشر فيه الحديث عن مثل هذه الأمور، وبالتالي يجب محاربتها بشتى الطرق.

والعديد من المتابعين لكرتنا المحلية يتمنون لو تعود بطولة كأس ولي العهد ليكون التنافس إلى النهاية حتى بالنسبة للفرق التي فقدت المنافسة على اللقب، لأن الحافز سيكون لديها قوياً للمشاركة في هذه البطولة، وإن تعذر عودة تلك البطولة، فإننا طرحنا سابقاً فكرة إقامة بطولة باسم رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة وتكون للفرق الأربعة الأوائل في دورينا، ومنها سنزيد جانب الإثارة في مسابقاتنا، وفي الجانب الآخر سيشتد التنافس بين أغلب الفرق، وألا تؤدي بعض الأندية المباريات من باب الواجب ليس إلا، فقط لأنها فقدت المنافسة على اللقب أو لأنها ضمنت البقاء، وفي النهاية بالتأكيد نحن ننشد أن تكون جميع مبارياتنا ومسابقاتنا «فوق الشبهات».