قال عالم الدين السيد عبدالله الغريفي في كلمة ألقاها بعد صلاة العشاءين بجامع الإمام الصادق (ع) في القفول مساء الخميس (4 مايو/ آيار 2017)، بعنوان «الخطاب الحاضِن»: «ما أحوجَ المسلمينَ في هذه المرحلةِ الصَّعبةِ المُعقَّدةِ والمشحونةِ بالتَّحدِّياتِ والمؤامراتِ إلى خطابٍ يُوحِّدُ، ولا يُفرِّق. إلى خطابٍ يجمعُ، ولا يُشتِّتُ. إلى خطابٍ يهدِّئ، ولا يُؤزِّم. إلى خطابٍ يُصلحُ، ولا يُفْسِدُ».
وأوضح أن «ما تشهدُهُ مجتمعاتُ المسلمينَ من فِتَنٍ وصراعات، ومن تطرُّف وعُنفٍ وإرهابٍ، ومن أزماتٍ وتوتُّراتٍ، ومِن إشكالاتٍ وتعقيداتٍ هذا الواقع في حاجةٍ إلى وقَفاتٍ جادَّةٍ وصادقةٍ، تحملُ كلَّ الحبِّ للإنسانِ والأرضِ، والأوطانِ. وهنا يأتي دورُ الخطاب، وهل صنع كلَّ هذا الواقع السَّيئ إلَّا خطابٌ سيِّئٌ، وإعلامٌ سيئٌ، ومنهج سيئٌ، هذه هي حواضن ومنابع فرَّخت إرهاباً وإرهابين، وأنتجت تطرُّفاً ومتطرِّفين، وصنعت عنفاً قاست منه أوطان المسلمين. ثمَّ إنَّ أوضاعاً مأزومة في البلدان والأوطان هيَّأت بيئاتٍ مُنشِّطة، وأجواءً خصبةً دفعت صنَّاع التَّطرُّفِ والعنفِ والإرهابِ أنْ يحرِّكوا كلَّ أهدافِهم السَّيِّئةِ، وخياراتِهم المدمِّرة».
وأضاف «مطلوب؛ من أجلِ مواجهة هذه الأهداف والخَيارات: إصلاح مناهج، إصلاح إعلام، إصلاح خطاب، إصلاح سياسة... وهذا يفرض تعاوناً، وتآزراً، وتوافقاً، وتحاوراً، وتفاهماً. وكلَّما تقاربتْ وتوافقتْ القناعاتُ، وتوفَّرت المناخات أوجدتْ استعداداتٍ حقيقيَّةً؛ لتحصينِ الأوطانِ، وحمايتِها في مواجهةِ كلِّ الاختراقاتِ، وكلِّ الأخطار، أخطار الفتن والصِّراعات، وأخطار التَّطرُّفِ، والعنفِ، والإرهاب. والعكسُ صحيحٌ، فكلَّما تباعدتْ وتخالفتْ القناعاتُ، وكلَّما تأزَّمتْ المناخاتُ غابتْ الاستعدادتُ الحقيقيَّة؛ لتحصين الأوطان وحمايتِها من كلِّ الأخطار والاختراقات، وتكرَّستْ الأخطاء، والأوضاع المُثقلَة بالأتعاب، والعناءات، والإرهاقات».
العدد 5355 - الجمعة 05 مايو 2017م الموافق 09 شعبان 1438هـ