خلال سبعة أعوام قضاها فريق تحجيل الطيور بقيادة خبير الطيور الايرلندي البروفسور برندن كافاناق في تحجيل طيور جزر الجارم، لاحظوا خلالها زيادة في حجم مستعمرات الطيور هناك تلاها ثبات في أعدادها، إلا أنه وفي نهاية موسم التكاثر للعام 2016 اكتشف هذا الفريق أن أعداد الطيور تقلصت بنسبة تصل إلى 60 في المئة ووثق ذلك في فيلم وثائقي تعرض «الوسط» جزءاً منه.
المطالبة بإعلانها كموقع ذي اعتبارات بيئية خاصة يخضع للحماية...
الوسط - عبدالله حسن
خلال سبعة أعوام قضاها فريق تحجيل الطيور بقيادة خبير الطيور الإيرلندي البروفسور برندن كافاناق في تحجيل طيور جزر الجارم، لاحظوا خلالها زيادة في حجم مستعمرات الطيور هناك تلاها ثبات في أعدادها، إلا أنه وفي نهاية موسم التكاثر للعام 2016 اكتشف هذا الفريق أن أعداد الطيور تقلصت بنسبة تصل إلى 60 في المئة ووثق ذلك في فيلم وثائقي تعرض «الوسط» جزءاً منه.
فبعدما كانت أعداد طيور خطاف البحر المتوج تتراوح بين خمسة إلى ستة آلاف زوج، تقلصت لتتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف زوج، ويرجع الفريق هذا التراجع المخيف في أعدادها للإزعاج البشري الذي نتج عن الترويج الإعلامي غير محسوب العواقب من قبل بعض هواة التصوير وغيرهم، ما أدى لزيادة أعداد الزائرين بما في ذلك الأطفال؛ وبالتالي عرض هذه المستعمرات إلى إزعاج فاق حدود طاقة تحملها فهجرت الأزواج أعشاشها وانتشرت جثث الصغار لتنثر رائحة الموت في هذه المستعمرات التي تشكل ما يقارب 7 في المئة من العدد الإجمالي في العالم لطيور خطاف البحر المتوج الصغير وخطاف البحر أبيض الخد وفقاً للإحصائيات التي قدّرها خبير الطيور البروفسور برندن كافاناق والذي يرى أن الحاجة الآن باتت ملحة لإعلان جزر الجارم الوسطي والجنوبية كموقع ذي اعتبارات بيئية خاصة يخضع للحماية.
وفي حديث مع «الوسط» قال عضو فريق التحجيل، محمود خميس، أنه «على امتداد سبعة أعوام شارك خلالها أعضاء «بايو بحرين» ضمن فريق تحجيل الطيور البحرية على جزر الجارم الذي يشرف عليه خبير الطيور البروفسور برندن كافاناق لاحظنا زيادة تلاها ثبات في أعداد الطيور البحرية التي تتكاثر على تلك الجزر، إلا أنه خلال زيارة شهر يوليو/ تموز 2016م لفت انتباهنا تغير ملحوظ في حجم مستعمرات تكاثر الطيور البحرية، وهو الأمر الذي عرضناه لاحقاً على البروفسور برندن كافاناق خلال زيارته الأخيرة لتلك الجزر».
من جهته، قال خبير الطيور البروفسور برندن كافاناق أنه «في السنوات الوافرة يتواجد حوالي خمسة آلاف إلى ستة آلاف زوج من خطاف البحر المتوج الصغير على هذه الجزيرة، لكن العام الماضي يبدو بأن الأعداد أقل من ذلك؛ حيث أعتقد بأنها انخفضت لقرابة ألفين إلى ثلاثة آلاف زوج. وينطبق هذا أيضاً على خطاف البحر الأسحم الذي كانت أعداده تقارب 350 زوجاً حيث انخفضت حالياً إلى قرابة 200 زوج».
أما عضو فريق التحجيل وأخصائي الأحياء والبيئة عبدالقادر خميس فيرى أنه «في حال اعتماد القيم الصغرى لإحصائيات عام 2010م، تشير الإحصائيات التي سجلت خلال موسم التكاثر في العام 2016م إلى أن أعداد طيور خطاف البحر المتوج الصغير قد انخفضت بنسب تراوحت بين 40-60 في المئة. وبالمثل، انخفضت أعداد خطاف البحر الأسحم في العام 2016 بنسب تقارب 33-43 في المئة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها هذا الانخفاض الحاد منذ انضمامنا في العام 2009 لفريق تحجيل الطيور البحرية على جزر الجارم».
مضيفاً أنه في عالم الطيور، انخفاض كهذا في أعداد الآباء (الأزواج) يعتبر حاداً، ويقرع ناقوس الخطر حول استدامة مستعمرات تكاثر طيور خطاف البحر على جزر الجارم. قد تتعدد العوامل التي تقف وراء هذا التدهور والتي قد يكون بعضها في البحرين أو خارجها، إلا أنه من المؤكد بأن أحد هذه العوامل قد حدث على تلك الجزر ويرجح بأنه لعب دوراً محورياً في التسبب بهذه الحادثة المؤسفة.
موضحاً أن «أي اقتراب بشري من مستعمرات تكاثر الطيور - بما في ذلك المخصص للأغراض العلمية والتصويرية - يسبب ضغطاً عليها. ولذلك، يحرص المختصون على تقنين هذا الإزعاج من خلال دراستهم لسلوك الطيور وتوخيهم الحذر أثناء الاقتراب منها وتقليل عدد وطول الفترات التي تتعرض خلالها تلك الطيور للإزعاج. ومن هذا المنطلق، حرص المختصون وعلى امتداد عدة سنوات على إبقاء المعلومات المتعلقة بمواقع ومواسم تكاثر الطيور البحرية على جزر الجارم ضمن دائرة ضيقة كون هذه الجزر لم تخضع بعد لتدابير حماية كافية».
مشيراً إلى أنه وخلال العام 2016، «تسبب للأسف الترويج الإعلامي غير محسوب العواقب من قبل بعض الأخوة الهواة في زيادة أعداد الزائرين لمستعمرات تكاثر طيور خطاف البحر بصورة غير مقننة، وشرعت أبواب جزر الجارم للزائرين بما في ذلك الأطفال. وقد عرض ذلك مستعمرات تكاثر طيور خطاف البحر إلى إزعاج بشري يبدو بأنه فاق حدود طاقة تحملها. خلال زيارتي الأخيرة لتلك الجزر لفت انتباهي رائحة الموت التي كانت تفوح منها، فقد كم كان مؤسفاً منظر الفراخ الميتة وهي مبعثرة على الأرض وعالقة بالشجيرات بأعداد لم نعهدها منذ العام 2009».
وبحسب أعضاء فريق تحجيل الطيور فإنه كانت هناك مساع بذلت في العام 2011م من قبل جمعية البحرين للتاريخ الطبيعي لتسجيل جزر الجارم كمنطقة ذات أهمية دولية للطيور لدى منظمة بيردلايف انترناشيونال. وخلال الفترة الماضية، بدأت الجهات الرسمية باتخاذ بعض الضوابط لتقنين وصول الزائرين لجزر الجارم كأحد تدابير الحماية التي تم تبنيها حديثاً. ولكن بعد الانخفاض الحاد في أعداد الطيور الذي رصد خلال الموسم الماضي، فإن هناك حاجة ملحة لاتخاذ تدابير حماية إضافية وبصورة مستعجلة قبل أن يبدأ موسم تكاثر الطيور البحرية على جزر الجارم الذي بات وشيكاً. وفي هذا الصدد، يقترح الفريق تأطير تدابير الحماية تشريعياً وتنظيمها إجرائياً من خلال إعلان جزر الجارم الوسطى والجنوبية كموقع ذي اعتبارات بيئية خاصة، يخضع للحماية الفصلية المكثفة خلال موسم تكاثر الطيور البحرية.
ويبين الفريق أنه رغم الانخفاض الحاد الذي رصد خلال العام الماضي في أعداد الطيور البحرية التي تتكاثر عليها، مازالت جزر الجارم مستوفية للمعايير المقرة من قبل منظمة بيردلايف انترناشيونال كمنطقة ذات أهمية دولية بالنسبة للطيور. ومقترح حمايتها لن يساهم فقط في وقف هذا التدهور في أعداد الطيور التي تتكاثر عليها، بل سيفسح المجال أيضاً أمام إمكانية استثمار هذه الجزر بصورة مستدامة كمقصد للسياحة البيئية وفق ضوابط بيئية محددة.
العدد 5355 - الجمعة 05 مايو 2017م الموافق 09 شعبان 1438هـ
لتقليص بسبب قلة الأسماك التي تقاتل عليها الطيور بسبب الهنود وشيكا الصيد دليل نهار بدون مراعات ولا رقابة من الثروة السمكية