كثيراً ما يتم الحديث عن سمات الشخصية القيادية وهل هي حاجة ملحة لتطوير العمل، أم نكتفي بمن يطاول المسئول بكأس الماء عندما يكح، نماذج كثيرة نراها في حياتنا اليومية تعكس هذا الأمر بشكل جلي وجعلت «المركب يطبع أكثر»، فالغريب أن من يفشل ويثبت فشله في القيادة في قسمٍ ما، يسلم إدارة أكثر تعقيداً، ليغرقها أكثر على ما أعتقد، فقط لأنه من حاملي كأس الماء لكحة المسئول.
إن التشبيه لحامل كأس الماء جاءت عندما هاتفتني إحدى الصديقات وهي مصدومة لإعطاء منصب قيادي لإدارة تعاني من التخبط والفساد ما يندى له الجبين لإحداهن وهي تفتقد لأي سمات القيادي الناجح كالسمات الشخصية والتي تتركز في الذكاء والطموح والقدرة على التنسيق بين الأعمال والفهم السريع وتحليل المواقف بدقة وعدم التسرع في الحكم على الأمور والنضج والشجاعة وحسم الأمور والثقة بالنفس ومجموعة السمات الاجتماعية وتتمثل في الموضوعية عند مناقشة المشكلات والقدرة على التعامل مع الآخرين والاستقرار العاطفي. مجموعة السمات العملية تظهر في المستوى العلمي والثقافي والقدرة على الاطلاع وتحليل الأحداث والمعرفة بشئون الحياة الأخرى. مجموعة السمات الأخرى مثل الحاجة إلى التفوق وإثبات الذات والحاجة إلى ممارسة السلطة والأمانة التي تعتمدها نظرية السمات للقيادة.
وقالت لي لماذا؟ وببساطة قلت لها، انظري لكل صورة في أية فعالية، لو كح المسئول لطاولته كأس الماء، إذاً ما الحل؟ سألتني، وببساطتي المعتادة قلت لها في حالتك ووضعك الوظيفي «لا شيء»، ففي وقت ما نسعى للتغير ومواجهة الفساد وتطوير عملنا، ولكننا في وقت آخر يجب أن نكون واقعين وأن نحب أنفسنا ونعرف وندرك حدود صلاحيتنا في التغيير «ربما يسميها البعض أنانية» ولكن كما أذكر في ورشات العمل التي أعدها للموظفين عن مواجهة ضغوط العمل، إن هناك تغييرات شخصية يحاول فيها الإنسان أن يغير ويطور من أساليبه الشخصية وتغييرات إدارية، تقوم بها المؤسسة المعنية لتصحيح الأوضاع ومحاولة التطوير وتغييرات تكون على مستوى أعلى لتغيير قيادات، وتركيزنا لمحاولة تغيير ما لا نستطيع تغييره وليس في حدود صلاحيتنا يعرضنا للضغوط النفسية والإحباط وعدم القدرة على التعامل أو العطاء، وليس على المستوى العملي فقط بل يمتد للمستويات الأخرى، الاجتماعية والأسرية والصحية.
وأكرر هنا ليس نوعاً من السلبية في التعامل ولكنه التكيف، فنحن في مرحلة ما يجب أن ندرك أننا لا نستطيع تغيير العالم كله، ولكننا نستطيع التغيير في حدود إمكانياتنا.
#فاطمة_السيكولجست: أهم شيء تعلمته على مر السنين هو الفرق بين أن يأخذ المرء عمله مأخذ الجد وأن يأخذ نفسه مأخذ الجد. الأمر الأول مطلوب للغاية، والأمر الثاني يؤدي إلى كوارث. (مارجوث فونتين).
العدد 5354 - الخميس 04 مايو 2017م الموافق 08 شعبان 1438هـ
أحسنت أستاذة فاطمة
فعلا كلام واقعي وملمووووس
نعيشه مع بيئات عملنا
كوب قهوة
عسل عسل استاذه فاطمة وجمعة مباركة