وقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا المؤيدة للمعارضة أمس الخميس في أستانا مذكرة تنص على إقامة «مناطق تخفيف التصعيد» في سورية، بناءً على خطة قدمها الكرملين لتعزيز وقف هش لإطلاق النار.
إلا أن فصائل المعارضة المشاركة في المحادثات لمدة يومين في عاصمة كازاخستان حيث وقعت المذكرة، عبرت عن تحفظها حيال الاتفاق الذي أيدته الحكومة السورية.
لكن واشنطن أعلنت ترحيبها بحذر بالاتفاق.
وفيما عبرت الخارجية الأميركية التي اكتفت بدور مراقب في مفاوضات أستانا عن أمل واشنطن في مساهمة الاتفاق في وقف العنف، شددت على القلق إزاء لعب إيران دوراً في مفاوضات الاتفاق. وقال وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف إن «المشاركين في محادثات أستانا أعادوا النظر في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية».
أستانا (كازاخستان) - أ ف ب
وقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري وتركيا المؤيدة للمعارضة أمس الخميس (4 مايو/ أيار 2017) في أستانا مذكرة تنص على إقامة «مناطق تخفيف التصعيد» في سورية، بناءً على خطة قدمها الكرملين لتعزيز وقف هش لإطلاق النار.
إلا أن فصائل المعارضة المشاركة في المحادثات لمدة يومين في عاصمة كازاخستان حيث وقعت المذكرة، عبرت عن تحفظها حيال الاتفاق الذي أيدته الحكومة السورية.
لكن واشنطن أعلنت ترحيبها بحذر بالاتفاق.
وفيما عبرت الخارجية الأميركية التي اكتفت بدور مراقب في مفاوضات أستانا عن أمل واشنطن في مساهمة الاتفاق في وقف العنف، شددت على القلق إزاء لعب إيران دوراً في مفاوضات الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الكازاخستاني، خيرت عبد الرحمنوف إن «المشاركين في محادثات أستانا أعادوا النظر خلال اليومين الماضيين في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية،» في إشارة إلى اتفاق هدنة هش رعته موسكو وأنقرة في ديسمبر/ كانون الأول.
وأضاف «نتيجة ذلك، اتفقت الدول الضامنة على توقيع مذكرة لإقامة مناطق تخفيف التصعيد في سورية».
وبحسب ما نقلته الوكالات الروسية عن نص الاتفاق ستتولى الدول الضامنة اتخاذ «التدابير اللازمة لاستكمال تعريف خرائط مناطق تخفيف التصعيد والمناطق الأمنية بحلول 22 مايو 2017».
ويسري وضع هذه المناطق «ستة أشهر قابلة للتمديد» على ما صرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسورية، الكسندر لافرنتييف.
غير أن المبعوث الأممي إلى سورية، ستافان دي ميستورا الذي حضر المحادثات تحدث عن «درس إمكانية عدم تحديد مدة لسريان الاتفاق في هذه المناطق» معتبراً أن الاتفاق «يفسح المجال أمام الحفاظ على وحدة سورية».
ولم توقع وفود الحكومة والفصائل المعارضة السورية المشاركة في أستانا على الوثيقة.
لكن دمشق أعلنت دعم الاتفاق بلسان رئيس وفدها بشار الجعفري الذي شكر «جهود كازاخستان وروسيا وإيران في هذا الإنجاز المهم الذي سيساعد في فتح الباب أمام الحل السياسي»، داعياً موسكو وطهران، بحسب وكالة «سانا»، إلى «بحث تفاصيل المذكرة الروسية مع دمشق في أسرع وقت ممكن».
وبعدما أشاد وفد المعارضة قبل التوقيع بإجراء كفيل بـ «تحسين الوضع الإنساني الصعب للمدنيين»، أثارت مشاركة إيران في التوقيع على الوثيقة الغضب في صفوفه، فغادر ثلاثة من أعضائه على الأقل القاعة احتجاجاً.
وقال المتحدث باسم وفد الفصائل المعارضة، أسامة ابو زيد «نحن لسنا طرفاً فيه، هو اتفاق بين الدول الثلاث. وبالتأكيد لا يمكن أن نقبل بأن تكون (إيران) ضامناً في الاتفاق».
«تهدئة أكبر»
أعلنت الخطة الروسية الثلثاء أثناء محادثة هاتفية بين بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب.
في اليوم التالي أثناء استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي، عرض بوتين خطته الهادفة إلى «تهدئة أكبر ووقف الأعمال العدائية» في سورية.
لذلك يترتب إنشاء «مناطق لتخفيف التصعيد»، في تسمية واسعة التعريف يمكن أن تقترب من مفهوم المنطقة العازلة لكن من دون أن تشمل انتشاراً مكثفاً لجنود من أجل ضمان وقف إطلاق النار.
وأوضح بيان للخارجية التركية أن هذه المناطق يفترض إنشاؤها على «كامل محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماه وحمص ودمشق/الغوطة الشرقية، ودرعا والقنيطرة».
وكانت مسودة أولى للاتفاق اطلعت «فرانس برس» على نسختها العربية تنص على أربع مناطق لا غير.
وفي التفاصيل، تنص المسودة النهائية على إقامة «مناطق أمنية» حول «مناطق تخفيف التصعيد» تتخللها حواجز تدقيق ومراكز مراقبة مشتركة لعناصر من الجيش السوري والفصائل المعارضة.
كما تنص على نشر وحدات «مراقبين» عسكرية من بلدان لم يتم تحديدها.
وأفادت الوكالات الروسية عن استعداد موسكو لإرسال «مراقبين».
وقال بوتين الأربعاء «إن هذه المناطق ستصبح مناطق حظر جوي «شرط توقف أي تحرك عسكري بالكامل في هذه المناطق».
العدد 5354 - الخميس 04 مايو 2017م الموافق 08 شعبان 1438هـ