سجلت أسعار التعاقدات الآجلة للنفط الخام في التعاملات الأميركية، اليوم الخميس (4 مايو/ أيار 2017)، تراجعا كبيرا في ظل الشكوك في قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على التعامل مع أزمة فائض المعروض في سوق النفط العالمية، مع استمرار الزيادة في الإنتاج الأميركي والتوقعات بعودة إمدادات النفط الليبية إلى معدلاتها الطبيعية.

كانت جهود الإمارات العربية المتحدة قد نجحت في عقد اجتماع بين المشير خليفة حفتر، الذي عينه مجلس النواب المنتخب قائدا عاما لـ" الجيش الوطني الليبي"، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا فايز السراج في أبوظبي أول أمس، وهو ما يشير إلى تحقيق تقدم ملموس نحو تسوية الخلافات بين الفصائل المتصارعة في ليبيا.

في الوقت نفسه، فإن إنتاج ليبيا من النفط الخام قد ارتفع إلى ما يزيد على 700 ألف برميل يوميا مع هدوء الصراعات المسلحة، وبخاصة في مناطق إنتاج النفط خلال الفترة الأخيرة.

من ناحية أخرى تشير شركة "بيكر هيوز" الأميركية للخدمات النفطية إلى استمرار ارتفاع عدد منصات استخراج النفط العاملة في الولايات المتحدة للأسبوع رقم 15 على التوالي، وهو ما يعني تبديد أي تأثير إيجابي لخفض إنتاج "أوبك" على فائض المعروض في السوق العالمية.

وقد تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط، وهو الخام القياسي للنفط الأميركي تسليم يونيو/ حزيران المقبل بمقدار 3ر2 دولار أي بنسبة 8ر4% إلى 52ر45 دولارا للبرميل، وهو أقل مستوى له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كما أن تراجع السعر اليوم هو الأكبر خلال يوم واحد منذ بداية العام الحالي.

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية تراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 15%.

يأتي ذلك فيما يعقد وزراء نفط (أوبك) اجتماعا الشهر الحالي لتمديد اتفاقها مع روسيا لخفض إنتاج النفط، حيث يقول محللون إن خفض إنتاج أوبك وروسيا خلال النصف الأول من العام الحالي لم ينجح في خفض المعروض في الأسواق، مع زيادة الإنتاج الأمريكي وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السماح بالتنقيب عن النفط في المناطق القطبية من الولايات المتحدة.