الخبرة أم الشباب؟ أيهما كان أجدى نفعا في مباراة موناكو أمام يوفنتوس أمس الأربعاء (3 مايو/ أيار 2017) في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا؟، سؤال قدم له الحارس الإيطالي العملاق جيانلويجي بوفون إجابة حاسمة، بعد تفوقه على كيليان مبابي نجم هجوم موناكو اليافع، وقيادة فريقه لتحقيق فوز ثمين خارج ملعبه بهدفين دون رد.
وقبل المباراة، توقع الكثيرون أن يكون هناك صراع أجيال بين المهاجم الفرنسي والحارس الإيطالي الشهير، الذي فاز بالتحدي وحافظ على نظافة شباكه خلال 90 دقيقة جديدة.
وقال المدير الفني لنادي يوفنتوس ماسيميليانو أليغري عقب المباراة متحدثا عن بوفون: "لقد قام بتصدي رائع عندما كانت النتيجة صفر-صفر، كما قام بذلك مرة أخرى في الدقائق الأخيرة من اللقاء، بوفون هو الأفضل في العالم دائما خلال المباريات المهمة".
ومنذ أن استقبلت شباكه هدف بأقدام اللاعب الأرجنتيني نيكولاس باريخا، لاعب اشبيلية الإسباني في الدقيقة التاسعة من المباراة التي فاز فيها يوفنتوس 3-1، لم يتلق بوفون أهدافا أخرى طوال مشواره في دوري الأبطال.
وكانت تلك المباراة في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في المرحلة الخامسة من دور المجموعات للبطولة الأوروبية، خاض بعدها بوفون مباراتين أمام بورتو البرتغالي في دور الستة عشر ثم أمام برشلونة بكامل نجومه وبثلاثية الهجومي الرهيب (ميسي وسواريز ونيمار) ونجح أيضا في الحفاظ على نظافة شباكه.
وبعد مباراة أمس، وصل بوفون إلى الدقيقة 531 بدون تلقي أي أهداف في البطولة الأوروبية، بينما وصل يوفنتوس إلى الدقيقة 621 بدون أن تهتز شباكه خلال نفس البطولة، إذ إن الحارس البرازيلي البديل نيتو كان هو من تولى حراسة عرين الفريق الإيطالي خلال المباراة الأخير له في دور المجموعات أمام دينامو زغرب الكرواتي.
وقال بوفون متحدثا عن مبابي: "ولد في 1998، أليس كذلك؟، عندما ولد كنت قد شاركت أنا في منافسات مونديال فرنسا".
وأضاف الحارس الإيطالي العملاق في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" على الانترنت بعد المباراة: "هذه هي روعة الحياة، أن تقابل شباب لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما كان أحدهم يملك مسيرة تاريخية كبيرة".
وحل ميعاد المواجهة الأولى بين اللاعبين في الدقيقة 16 من المباراة عندما تلقى مبابي عرضية متقنة من المغربي نبيل ضرار وسدد الكرة مباشرة تجاه مرمى يوفنتوس ولكن بوفون كان لها بالمرصاد وتصدى لها ببراعة.
وكانت الفرصة الثانية الخطيرة التي سنحت للمهاجم الفرنسي الشاب بعد انطلاق الشوط الثاني مباشرة ولكن ردة الفعل السريعة والخروج الموفق لبوفون حرم مبابي من تسجيل هدف من انفراد كامل.
وبعد أن أمسك بوفون الكرة قام بتحية مبابي وربت على رأسه في لفتة رائعة من الحارس الكبير وتعبيرا منه عن إعجابه بالنجم الفرنسي الصاعد، الذي سجل ثلاثة أهداف في شباك بروسيا دورتموند الألماني في مباراتي الذهاب والعودة لدور الثمانية بدوري الأبطال.
وكان بوفون أحد أبرز نجوم اللقاء ليس بفضل إفساده لفرصتين واعدتين للاعب الفرنسي وحسب، بل أيضا بفضل تصديه الرائع لرأسية اللاعب رادميل فالكاو في الشوط الأول ثم قيامه بتحويل ضربة رأسية أخرى للاعب فاليري جيرماين إلى ركنية.
وهكذا نجح بوفون في إيقاف الخط الهجومي الأكثر خطورة في أوروبا، فقد سجل موناكو تحت قيادة مديره الفني البرتغالي ليوناردو جارديم 95 هدفا في 34 مباراة بالدوري الفرنسي، بفارق 25 هدفا عن حصيلة أهداف يوفنتوس في الدوري الإيطالي.
كما أن معدل تهديفه في دوري أبطال أوروبا وصل إلى 2.1 هدف في المباراة الواحدة.
وتفتقد خزينة إنجازات بوفون للقب دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الذي يتطلع لتحقيقه الحارس المخضرم منذ فترة طويلة، ولكن بعد هذا الأداء الرائع الذي قدمه أمس يبدو أن الحلم بات أقرب للحدوث أكثر من أي وقت مضى.