ثِمالُ، معناها غياث أو ملجأ، فثِمالُ اليتامى هو مَنْ تلجأُ إليه اليتامى أو من يبادر هو لإغاثتهم ومساعدتهم.
إبراهيمُ ثِمالُ اليتامى هذا، لم يكمل تعليمه، ولم يتسنم مراكز وظيفية عليا، ومع ذلك فإن له دوراً بارزاً في العمل الخيري في قريتنا الصغيرة، لذلك لَقَّبْتُهُ أنا «بثِمالِ اليتامى». وفي الحديث الشريف عن المصطفى (ص): «الخَلقُ عِيالُ اللهِ، فَأَحَبُّهُم إلَيهِ أنفَعُهُم لِعِيالِهِ».
في قريتنا الصغيرة 14 حامل ماجستير وأكثر من 40 خريج جامعة، فأينهم عن خدمة الناس؟ أم أنهم فاكهون وادعون، وبأنفسهم مشغولون وعن مساعدة الناس غافلون؟ وأحسب أن هذا ينطبق على معظم القرى والمدن في البحرين، وفي غيرها من بلدان العالم.
يُذكرني حال إبراهيم ثِمال اليتامى هذا بما رُويَ عن أم الإسكندر المقدوني، إذ دعت لوليدها قائلة: «اللهم ارزقه حظاً يخدمه به ذوو العقول، ولا ترزقه عقلاً يخدم به ذوي الحظوظ».
كما يذكرني مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات، بهنري فورد، الذي لم يكن متعلماً، لكنه كان يُوظف الكثير من المهندسين والمحاسبين والمصممين لديه، وفي خدمته.
وللقارئ الكريم أن يتساءل ثم يجيب نفسه، أيهم أكثر نفعاً للناس، إبراهيم ثِمالُ اليتامى، أم كبار المثقفين؟ وأيهم يُعد غنياً عند الله؟
يقول الإمامُ علي (ع): «الفقرُ والغِنى، بَعْدَ العَرْضِ على الله»، ولا يختلف اثنان على أن المقصود بالغنى هنا ليس كثرة المال في هذه الدنيا الزائلة.
فإبراهيم هذا غني عند الله – بإذنه - يوم العَرْضِ، وغيره ممن يمتلك مقومات كثيرة لخدمة المجتمع، إلا إنه لا يُفَعِّلها، فقيرٌ يوم تُبلى السرائر، وما له من قوة ولا ناصر.
إن في إبراهيم ثِمالُ اليتامى هذا، لدرساً لغير المتعلمين بأن بإمكانهم خدمة المجتمع - كما فعل إبراهيم -، وبصور شتى، ولا يمنعهم عدم تحصيلهم العلمي المتقدم من خدمة المجتمع، كذلك، فإن في إبراهيم لعبرةً للمتعلمين، حيث كما خدم إبراهيمُ أبناء قريته بتميِّزٍ وهو غير متعلم، فإن بإمكانهم أن يُقدموا الكثير مستفيدين من تعليمهم العالي.
وهنا أُوجهُ سؤالاً للقارئ الكريم: هل تحب أن يكون من بين أولادك مثل إبراهيم هذا؟ أم تود أن يتخرج ولدك في جامعة هارفارد أو جامعة ستانفورد، ثم يتسنم أعلى المراكز الوظيفية، ويجمع الكثير من المال، ويكون من كبار المثقفين، لكنه منعزل عن مجتمعه، غير نافعٍ للناس، غير مبالٍ بما يعانون من فقر، ولا يشاركهم في شَظَفِ العيش وقساوة الحياة؟
قد يقول البعض، لا بل أود أن يَجمع ولدي بين الحُسْنَيين، فيكون قُرَّةً لعيني في تحصيل الكمالات العلمية والأخلاقية، ويكون خادماً للناس نافعاً لهم. وفي تفسير قوله تعالى» «وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً» (مريم: 31 )، إن معنى مباركاً هنا هو «نَفَّاعاً».
وختاماً، هل في قريتك أيها القارئ الكريم مِثْلُ إبراهيم ثِمال اليتامى؟ وهل سَتُلَقِبُهُ أنت بثِمالِ اليتامى؟ فيكون في مَنْ حولك محمودُ ثِمال اليتامى أو عَمَّارُ ثِمال اليتامى؟
إقرأ أيضا لـ "جاسم الموالي"العدد 5353 - الأربعاء 03 مايو 2017م الموافق 07 شعبان 1438هـ
مقال رائع و قيم استاد جاسم وفقك الله
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ...ثمال اليتامى عصمة للأرامل.
العمل الخيري لا يحتاج الى رياء ولا
(فشار ولا زمط)
لقد ورد نص الحديث في ميزان الحكمة ج ١ ص ٥٠٦
مقال رائع وقيم جداً ، وفقنا الله اياكم لعمل الخير
وادامك الله يا استاذ وتزيدنا من مقالاتك المميزة
شكرا لك معلمي الكريم الأستاذ أبو جواد على هذه اللفتة الكريمة حول العمل التطوعي الذي يشهد عزوفا متصلا منذ يوم ولادته حتى اللحظة لكن يبقى الكرام عملة نادرة لكنها موجودة ففي قريتنا أبو شوقي ثمال اليتامى والمحتاجين يعمل ليل نهار بصمت يتجنب الظهور أمام عدسات الكاميرات يمتاز بتواضع يفرض عليك حبه واحترامه وله ابتسامة آسرة للقلب لا مفر من حبه لمن يعرفه. قبل. أخيرا أشكو همي وحزني من أمرين الأول من عزوف غالبية الناس عن العمل التطوعي وأولهم الاكاديميون والثاني من البعض غير القليل ممن تتم مساعدتهم ولا يشكرو
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله "
راحوا الطيبين
مادري من وين جايب الحديث الشريف بان الخلق عيال الله وهو الواحد الاحد تعالي الله عما يصغون
حديث:
(( الخلق عيال الله ، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله )).
لا يصح من جميع طرقه.
حديث منكر.
العيال يا حبيبي مو مقصود به الابناء .. بل القصد ممن يعذلهم على فعل كذا وكذا.. يعني يجيك واحد يسألم من يعيلك؟ من يساعدك؟ تقول ليه ابوي.
، فَالاَْمْرُ لَكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ وَفي قَبْضَتِكَ،
هذا مقطع من دعاء ابي حمزة الثمالي عن لسان الامام زين العابدين ، ف المقصود بالمعيل ، الله من يتكفل بنا ، وانما هو وحده لاشريك له ولم يلد ولم يولد
ليسوا أبناؤه يازائر 6....هو يتكفل بإعالتهم ورزقهم....وجميع المخلوقات يعيشون في خيره ولا ينقص من خيره شي...وهو الفرد الواحد الصمد الذي لا رازق غيره للناس...
المعنى اللغوي لعيال يختلف تماما عن أبناء
عيال من الإعالة و تعنى الإعانة والتكفل بالمعيشة
الأبناء عيال الأب يعني أنه هو من يتكفل بمعيشتهم
وبنفس المعنى الخلق عيال الله يعني أن الله هو من يتكفل بمعيشتهم
سواء كان الحديث صحيح السند أو لا فالمعنى يتفق مع الآية 6 من سورة هود: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"
" من فيها اعمى ففي الآخرة اعمى واظل سبيلا " بالعربي هل يعني ان الكفيف بالدنيا يحشر كفيف بالاخرة هذا التفسير الظاهري للاية وكذلك العيال من الرازق والمعيل وليس الولد وشكرا لكم .