ضمن أنشطة البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 27 أقيمت بمجلس الحوار، أمس الأول، ندوة بعنوان «تجديد الخطاب الديني بين الإعلام والتعليم»، شارك فيها: المفكر عبدالجبار رفاعي (العراق)، القاضي والمفكر عبدالجواد يسن (مصر)، أستاذ الأدب المقارن هبة شريف (مصر). وأدارها الشاعر والناقد صديق جوهر، وفق ما ذكرت صحيفة البيان الإماراتية اليوم الأربعاء (3 مايو/أيار 2017).
أشار رفاعي إلى أن تجديد التفكير الديني ليس خياراً، إنما هو قدر المسلمين اليوم، إنه ضرورةٌ حضارية، ومسؤولية وطنية، وفريضة دينية، تفرضها الكثيرُ من الأسئلة والتحديات الكبرى التي تغرق بها حياةُ المسلم اليوم. وأضاف: دائماً نعمل على تبرئة المعتقدات والأديان في حين ندين التاريخ، رغم أن كلَّ المعتقدات والأديان لا تحضر في حياة الإنسان إلا عبر التاريخ. نص القرآن أبدي لا يتغير، لكن ما يتغير هو الزاوية التي ننظر من خلالها إليه. التجديد هو التحول في زاوية النظر التي نرى من خلالها النص. وكأن النصَّ مرآةٌ يرى كلُّ عصر صورته فيها.
وأكد أن عملية التجديد تبنى على التمييز بين الديني والدنيوي، وتنشد عزل المسارات، وتفكيك الاشتباكات، ووضع علامات ترشدنا للحدود، والخلاص من الخلط بين المقدس والدنيوي، والديني واللاديني.
وأشار إلى أن: غياب الحدود أنتج الكثير من معاركنا السياسية، وصراعاتنا الفكرية. وأن المشكلة تكمن في أن مجتمعاتنا مولعة بإنتاج المقدس، أشد من ولعها بإنتاج العلم والمعرفة والأدب والفن. إنتاج مجتمعاتنا للمقدس أكثر من إنتاجها للغذاء، لأن ما تأكله ينتجه غيرها.
واختتم قائلاً: ليس التجديد حيلة للتهرب من الدين، أو محاولة للخروج عن حدوده. المجدد الحقيقي يعتقد بأبدية الدين، وأبدية حاجة البشرية إليه. إنه يتبصر الدين في أفقه الروحي الأخلاقي الرمزي الجمالي، وينشد قراءة القرآن في ضوء هذا السياق، فالإسلام دين روحي أخلاقي، والقرآن وثيقة روحية أخلاقية ثرية. لكن الكثير من المسلمين في العصر الحديث لم يكتشفوا رسالة القرآن، وضاعوا في متاهات الجماعات الدينية التي اختصرت رسالةَ القرآن فيما هو سياسي.
للرسول (ص) حديث "إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". ولكن هناك بعض البشر من يرفض التجديد إذا تضارب مع مصالحهم. وشكراً للوسط لإتاحة لنا الفرصة للتعبير عن آرائنا لأن آرائنا لا تُنشر في الصحف الأخرى.