غادر عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة العاصمة الماليزية (كوالالمبور)، اليوم الأربعاء (3 مايو/ أيار 2017)، مختتماً زيارة رسمية لماليزيا الشقيقة، تلبية لدعوة تلقاها جلالته من ملك ماليزيا صاحب الجلالة السلطان محمد الخامس، أجرى خلالها مباحثات مع جلالة ملك ماليزيا، ودولة رئيس الوزراء محمد نجيب عبدالرزاق، تركزت حول سبل تطوير وتنمية العلاقات الثنائية الوطيدة، إضافة إلى بحث المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان في مقدمة مودعي جلالة الملك لدى مغادرته مطار كوالالمبور الدولي وزير الدفاع الماليزي رئيس بعثة الشرف هشام الدين حسين وعدد من كبار المسئولين في الحكومة الماليزية
وقد بعث جلالة الملك برسالة خطية إلى ملك ماليزيا جلالة السلطان محمد الخامس، أعرب فيها عن شكره وتقديره لجلالته على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال وعلى دعوته الكريمة لزيارة ماليزيا، مشيداً الملك بالنتائج المثمرة والطيبة التي حققتها زيارته الناجحة لهذا البلد الشقيق والتي ستوطد العلاقات الثنائية الوثيقة وترتقي بأطر التعاون المشترك بين البلدين بما يخدم مصالحهما ويلبي تطلعات شعبيهما الشقيقين، متمنياً جلالته لجلالة السلطان محمد الخامس موفور الصحة والسعادة ولماليزيا الشقيقة دوام التقدم والازدهار في ظل قيادة جلالته.
كما وجه جلالة الملك الدعوة لجلالة ملك ماليزيا لزيارة مملكة البحرين.
كما بعث جلالة الملك برسالة خطية إلى دولة رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبدالرزاق، أعرب فيها جلالته عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء الماليزي على الحفاوة البالغة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي قوبل به جلالته وأعضاء الوفد المرافق، مؤكداً جلالته أن هذه الزيارة ستفتح مجالات أرحب من التعاون الثنائي المشترك مع ماليزيا الشقيقة في مختلف المجالات، متمنياً جلالته لدولة محمد نجيب عبدالرزاق موفور الصحة والسعادة ولماليزيا الشقيقة المزيد من الرفعة والرخاء، كما وجه جلالة الملك الدعوة إلى رئيس الوزراء الماليزي لزيارة مملكة البحرين
رافقت صاحب الجلالة السلامة في الحل والترحال.
وقد صدر بيان مشترك في ختام الزيارة الرسمية لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد لماليزيا الشقيقة، هذا نصه:
بدعوة كريمة من صاحب الجلالة ملك ماليزيا الخامس عشر السلطان محمد الخامس، قام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين بزيارة دولة لماليزيا في الفترة من 30 أبريل/ نيسان إلى 3 مايو 2017 رافق جلالته خلالها وفدٌ رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراءِ وكبار المسئولين ورجالِ الأعمال وقد حظي جلالته باستقبال رسمي حار بساحة البرلمان بمقر البرلمان في 1 مايو 2017.
1 - هذا، وقد أقام صاحب الجلالة ملك ماليزيا الخامس عشر السلطان محمد الخامس مأدبة على شرف جلالة الملك بقاعة الولائم بإستانا نيغارا، سبقها لقاء بين الجانبين وشملت النشاطات الثنائية الأخرى لجلالة الملك زيارة لمقر القيادة العسكرية، واجتماعاً مع دولة رئيس وزراء ماليزيا، داتو سري محمد نجيب بن تون عبدالرزاق، واجتماعات على مستوى الوفود، أعقبتها مأدبة عشاء أقامها على شرفه والوفد المرافق له دولة رئيس وزراء ماليزيا.
2 - أكد الجانبان، أثناء الاجتماعات الرسمية، متانة العلاقات الثنائية وأوجه التعاون المتعددة بينهما والعلاقة الوثيقة بين الشعبين الصديقين. هذا وقد جرت مباحثات شاملة لكل المجالات في جو من المودة والإخاء حيث تبادل الجانبان الرؤى والأفكار بشكل مثمر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتأتى هذه الزيارة لتؤكد الأهمية التي توليها مملكة البحرين لتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين لما يمثله ذلك من فرصة طيبة لمواصلة توسيع وتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات.
3 - أكد الجانبان ضرورة توثيق وتوطيد مجالات التعاون الثنائي والدفع بها إلى أعلى المستويات، وأكدا في هذا الصدد تطلعهما المشترك للمزيد من التعاون في المجالات كافة، كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول المسائل ذات الاهتمام المشترك حيث تطرقت المباحثات للموضوعات السياسية، والدفاعية والاقتصادية والطيران، بالإضافة إلى المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بهدف تعزيز السلام والاستقرار والازدهار.
4 - وأعرب الجانبان عن ارتياحهما بما تم من تبادل منتظم للزيارات الثنائية رفيعة المستوى بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، حيث اكتسبت العلاقات الثنائية زخماً جديداً بعد الزيارة التي قام بها ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى ماليزيا في مارس/ آذار 2013، وزيارة العمل لوزير الخارجية الماليزي داتو سري حنيفة أمان إلى البحرين في 25 - 26 أغسطس/ آب 2014، للحصول على دعم لماليزيا لترشحها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، كما رحب الجانبان بنتائج الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الماليزي داتو سري هشام الدين تون حسين إلى البحرين في 2 - 4 أبريل 2017.
5 - أكد الجانبان أهمية استمرار المشاورات الثنائية عبر القنوات الرسمية المتاحة حالياً ورحبا بتكوين اللجنة البحرينية - الماليزية العليا المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين والتي تعتبر بمثابة مظلة يتم في إطارها التعاون الثنائي بين البلدين.
6 - أكد الجانبان ضرورة تنمية وتقوية علاقات التعاون الدفاعي والأمني بين البلدين الصديقين، كما تقرر تبادل المعلومات والتقييمات الاستخباراتية وأفضل الممارسات، وأعرب الطرفان عن نبذ الإرهاب بكل أشكاله وصوره، مؤكدين رغبتهما في تعزيز التعاون لمحاربة الإرهاب على المستويين الثنائي والدولي تحت مظلة الأمم المتحدة. كما اتفق البلدان على التعاون في مجابهة تهديدات العناصر المتشددة، ليس على المستوى العسكري فحسب، بل أيضاً فكرياً.
7 - واتفقت ماليزيا والبحرين على مواصلة تعزيز علاقاتهما الدفاعية ووقعتا مذكرة تفاهم ترمز إلى هذه الرغبة التي سيعمل الطرفان من خلالها على:
1 - مواصلة استكشاف التعاون العسكري-العسكري الذي يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، تدريب وتمارين وتبادل الأفراد العسكريين بين القوات المسلحة الماليزية وقوة دفاع البحرين.
2 - تكثيف التعاون في مجال تبادل المعلومات والاستخبارات بشأن الشبكات الإرهابية، والعمل معاً لتبادل الخبرات بشأن التعامل مع ظاهرة التطرف المتزايدة.
8 - وأدان الزعيمان الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. واتفق الجانبان على ضرورة عدم ربط الإرهاب بأي عرق أو دين. وأعرب كلا البلدين عن الدور المهم الذي يلعبه الآخر في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
9 - بالنظر الى الإمكانيات الاقتصادية للبلدين، اتفق الجانبان على توثيق الروابط الاقتصادية والتجارية بين المستثمرين لكلا البلدين من خلال الاستفادة من مكانة البحرين كبوابة للخليج وكمركز للصيرفة الإسلامية، وكذلك الاستفادة من إمكانات ماليزيا التي تقع في قلب المجموعة الاقتصادية للآسيان التي تأسست في العام 2015. كما أكد الجانبان أهمية تعزيز وتعميق العلاقات التجارية والتعاون الاستثماري بين البلدين واستكشاف الفرص في ضوء رؤية مملكة البحرين 2030.
10 - أكد الجانبان أهمية تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي والآسيان وتنشيط التعاون بينهما واستكشاف إمكانية تنظيم الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي والآسيان خلال العام 2017.
11 - ورحب الجانب الماليزي مع التقدير بقرار مملكة البحرين بفتح سفارة لها في ماليزيا.
12 - وأعرب الزعيمان عن ارتياحهما لزيادة تدفق السياح بهدف زيادة التحركات السياحية بين البلدين. وفي هذا السياق، اتفق الجانبان على اتخاذ التدابير اللازمة لإعفاء رعايا كل بلد من متطلبات تأشيرة الدخول في البلد الآخر.
13 - وأعرب الزعيمان عن أهمية الاعتدال كنهج لتعزيز الحوار والاحترام المتبادل والتفاهم والتسامح لمواجهة جميع أشكال العنف المتطرف. وفي هذا الصدد، أعرب الجانب الماليزي عن رغبته في تشجيع التعاون بين مملكة البحرين والحركة العالمية لمؤسسة المعتدلين (GMMF).
14 - وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال البيئة والطاقة المتجددة والنفط والغاز والتجارة والاستثمار، ولاسيما في مجال المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم وحماية المستهلك وتنمية المناطق الصناعية.
15 - وخلال الزيارة، تم التوقيع على خمسة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل ما يلي:
أولاً - اتفاقية في مجال الخدمات الجوية.
ثانياً - مذكرة تفاهم للتعاون الدفاعي والتبادلات.
ثالثاً - مذكرة تفاهم حول المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والتعاون الصناعي.
رابعاً - مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال بين الشركة القابضة للنفط والغاز (الذراع الاستثماري للهيئة الوطنية للنفط والغاز) وشركة بتروليام ناسيونال برهاد (بتروناس) الماليزية.
خامساً - مذكرة تفاهم للتعاون بين غرفة تجارة وصناعة البحرين والغرفة الوطنية للتجارة والصناعة بماليزيا.
16 - وأشار الزعيمان إلى أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم هذه ستوفر إطاراً لزيادة تعزيز التعاون بين البلدين في ميادينها.
18 - وشكر ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، صاحب الجلالة ملك ماليزيا الخامس عشر السلطان محمد الخامس على الحفاوة وكرم الضيافة التي حظي بها جلالته وأعضاء الوفد المرافق ووجه دعوة إلى صاحب الجلالة ملك ماليزيا الخامس عشر السلطان محمد الخامس ودولة رئيس وزراء ماليزيا داتو سري محمد نجيب بن تون عبدالرزاق لزيارة البحرين في وقت يراه الطرفان مناسباً وقوبلت الدعوة بكل ترحاب وتقدير.