شدد سياسيون على أن «البحرين بحاجة الى قانون عصري للصحافة، مشيرين الى أن غياب قانون عصري للصحافة والطباعة والنشر يقف على رأس الأسباب التي ساهمت في تراجع الاعلام المحلي».
وأشاروا في تصريحات لـ»الوسط» بمناسبة يوم الصحافة العالمي، (3 مايو/ أيار2017)، الى أننا «بحاجة لمغادرة خطاب الكراهية واستبداله بخطاب مسئول قادر على الاسهام في رتق الفتق الحاصل في النسيج الوطني».
ومن جهته، أكد الامين العام لجمعية جود عبدالرحمن الباكر لـ«الوسط» أن «الصحافة خطت خطوات كبيرة منذ بداية المشروع الاصلاحي لجلالة الملك وحتى اليوم، وتطورت أدواتها بشكل لافت، وخاصة في مواكبتها الإعلام الاجتماعي ومنصاته المختلفة».
وأضاف «ومازالت الصحافة المحلية تغطي ابرز الاحداث والملفات الوطنية بمختلف انواعها السياسية والاقتصادية خاصة، ولكن قد يكون عيبها الوحيد أنها لا تتابع الفعاليات المحلية بذات العدالة، يكون هناك قصور من المؤسسات الاعلامية نفسها، او انه قد يكون هناك قصور في التعامل من قبل الصحافيين أنفسهم مع بعض الفعاليات التي تقيمها جمعيات سياسية وثقافية، لذلك نحن نأمل من صحافيينا أن يتابعوا الفعاليات المختلفة بذات القدر والاهتمام».
فيما تساءل الامين العام السابق لجمعية وعد وعضو اللجنة المركزية فيها رضي الموسوي «كيف نصنع سلطة رابعة تضع يدها على جرح الخلل وتكشف الاخطاء وتسهم في محاربة الفساد؟»، وأجاب «سؤال كبير بحجم المهام الكبرى التي ينبغي لقطاع الصحافة والإعلام الاضطلاع والقيام بها، إننا نحتفي بيوم الصحافة العالمي الى جانب دول العالم التي تبحث لها عن مكان تحت شمس التطور والإبداع، في ظل ظروف متغيرة وتطورات كبرى على صعيد هذه الصناعة، إن صح اطلاق هذه التسمية على واحد من أهم الحقول المؤثرة في حياة الناس، يفترض ان يكون هذا اليوم يوما للتبصر والتقييم، وأن يكون محطة تناقش فيها حال الصحافة والإعلام وكيفية استثمار ادواتها المتعددة لتؤثر ايجابا على مناحي الحياة لدينا».
وأضاف الموسوي «لاشك في أن اطلاق منظمة اليونسكو شعار «عقول متبصرة في أوقات حرجة: دور الصحافة الحرة المسئولة والإعلام التعددي في بناء الوطن ونشر قيم السلام والعدالة وتدعيم الديمقراطية والتنمية المستدامة» ليوم الصحافة هذا العام، هو شعار يجيء في وقته، حيث يواجه العالم وضعا متغيرا ومضطربا، إن على مستوى الاتجاه يمينا في الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية ودول في اميركا اللاتينية، أو استمرار الحروب الدموية المدمرة للأوطان في المنطقة العربية كما هو الحال في سورية والعراق واليمن وليبيا، ان لوسائل الاعلام والصحافة دورا مفصليا في الكثير مما حدث ويحدث، من حيث توجيه دفة الصراع بجميع اشكاله، وتحوير الحقائق او نقلها بدقة».
وتابع «ثمة خطورة كبرى للصحافة والإعلام، وينبغي أن يحسن استخدامها بما يحمي بلداننا من الوضع المأساوي الذي تعاني منه اغلب البلدان العربية، وخصوصا النسيج المجتمعي، الذي ينذر بانزلاقات خطيرة اذا استمر خطاب الكراهية والتحريض وتهميش الآخر، وهو الذي نلاحظه في العديد من الصحافة وهي مستمرة فيه».
وأكمل «قبل أيام صدر تقرير عن حال الصحافة في العالم عن منظمة مراسلون بلا حدود وضع البحرين في المرتبة 164 عالميا، وهو ترتيب متواضع ومؤسف، ولا يسر أحدا من مسئولين أو مواطنين أو قوى مجتمعية، فقد تبوأنا في العام 2002 المرتبة 67 على مستوى العالم، وكان يفترض أن نحافظ على هذه المرتبة، على الأقل، لا أن ننزل لهذا الدرك».
وواصل الموسوي «ويمكن القول ان غياب قانون عصري للصحافة والطباعة والنشر يقف على رأس الاسباب التي ساهمت في تراجعنا هذا، حيث تغيب الكثير من التشريعات الخاصة بالأدوات التقنية الاعلامية الجديدة عن القانون، كما يغيب الهامش الذي كان موجودا، فضلا عن الواقع السياسي العام الذي تغير كثيرا، كما ان حرية الحصول على المعلومة من اهم عناصر الفعل الصحافي المستقل، اضافة إلى طريقة التعاطي مع الصحافي الذي ينبغي ان يكون محميا ازاء مصادر معلوماته، وعدم استهدافه كشخص، بل التعاطي مع المعلومة التي يجلبها وفحصها والتأكد من مدى صحتها».
وشدد على أن «القانون العصري أكثر من مطلوب في هذا الوقت، فهو ضرورة لإعادة وهج الصحافة البحرينية الى عصرها الجميل الذي زخرت به في السنوات الاولى للألفية الثالثة».
وذكر «اننا بحاجة لمغادرة خطاب الكراهية واستبداله بخطاب مسئول قادر على الاسهام في رتق الفتق الحاصل في النسيج الوطني، كما أننا بحاجة لصحافة تمارس دور السلطة الرابعة التي تكشف عن مكامن الخلل في النظام الإداري، وتؤشر على مواطن الفساد لحماية المجتمع من هذه الآفات».
وأشار الى ان «الدور الرئيسي للصحافة هو العمل المهني الحقيقي الباحث عن الحقيقة، وليس اخبار وتقارير العلاقات العامة التي لا تصنع صحافة ولا تصنع اعلاما عصريا يحاكي متطلبات الوقت الراهن. في الجانب الآخر، فإن مواثيق الشرف التي تم الترويج لها في الفترة الاخيرة، لم تعد مجدية وليس لها تأثير ايجابي على الواقع الصحافي والاعلامي، وخصوصا بعد الذي لاحظناه وعايشناه في السنوات الاخيرة».
وفي حديثه، قال الامين العام لجمعية الوحدوي حسن المرزوق: «يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة إلى جميع العاملين بالمجال الصحافي في البحرين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، ويؤسفني تعرض الصحافيين للمساءلة الجنائية لأسباب تتعلق بممارستهم للمهنة أو لتعبيرهم عن آرائهم، مما انعكس سلبًا على حرية العمل الصحافي على المستوى المحلي».
وأضاف المرزوق «الصحافة الوطنية التي كانت البحرين السباقة والرائدة في هذا المضمار، ومما يبعث على القلق العميق عدم صلاحية قانون الصحافة الحالي الذي توسع في العقوبات الجنائية بفرض الغرامات المالية المرتفعة ومدد الحبس الطويلة في معاقبة الصحافيين المخالفين للقانون، وفي الوضع الراهن تكون السلطتان التشريعية والتنفيذية مسئولتين عن كافة الأضرار المرتبطة بتعطل صدور قانون صحافة عصري يضفي حماية كافية للعمل الصحافي ويسمح بحرية إنشاء وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية».
وختم «إننا وفي هذا اليوم نتمنى أن تستضيف هذه الصحف وكذلك التلفزيون الرسمي جميع العاملين في المجال السياسي والحقوقي من كافة الاطراف الوطنية، وذلك لإعطاء مجال أرحب لجميع الاطروحات والتباينات الموجودة على الساحة المحلية وليكونوا ركيزة لصحافة وإعلام حر بكل ما للكلمة من معنى يتمناه الجميع».
يشار الى موضوع عام 2017 الذي قرره منظمة اليونسكو ليوم الصحافة العالمي هو «العقول الحاسمة في الأوقات الحرجة: دور وسائل الإعلام في دفع عملية السلام، وتعزيز المجتمعات العادلة».
وقالت المنظمة الأممية أنه «قد اختير الثالث من أيار/ مايو لإحياء ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي خلال اجتماع للصحافيين الافريقيين نظّمته اليونسكو وعُقِد في ناميبيا في 3 أيار/ مايو، وينص الإعلان على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحافيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا».
وأضافت «ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم».
وأردفت «بعد تراجع اهتمام الجمهور بوسائل الإعلام التقليدية، وتقلص الارباح المتأتية منها، وتزايد الشقة بين الجمهور ووسائل الإعلام هذه، واجه قطاع الإعلام تحدياً جديداً يتمثل في انتشار الأخبار الزائفة في تغطية عدة أحداث سياسية في عام 2016».
وواصلت «ويرى الصحافي جون لويد، من صحيفة الفاينانشال تايمز، أن تراجع الصحف في صيغتها الورقية وانتقالها إلى الانترنت جعلها في حالة متماهية ومتماثلة مع التيار الجارف من المعلومات والأخبار الخيالية والترسيبات ونظريات المؤامرة ومختلف أشكال التعبير عن المحبة والكراهية».
واستدركت «ولكن من المعلوم أن كل تحد يحمل في طياته إمكانات لفرص مغايرة أو لترياق مضاد، ومن ذلك يرى الصحافي جيم روتينبريغ، من صحيفة نيويورك تايمز، أن الأخبار الزائفة التي شهدها عام 2016 قد تفيد في إذكاء الوعي بشأن قيمة الأخبار الحقيقية، وخلص إلى أن «هذا الأمر لو تحقق سيكون فعالا، إذ يحتاج العالم اليوم، أكثر من أي وقت للصحافة الأصيلة والجيدة فهي التي ستنقذ مهنة الصحافة ربما، الصحافة الأصيلة والنقدية التي توثق بصدق الأخبار والمعلومات والأحداث وتعطيها حقها من الاستقصاء والبحث.
وشددت «ولا يزدهر هذا النوع من الصحافة إلا في بيئة مواتية لوسائل إعلام حرة ومستقلة وتعددية، وعندما تتوافر هذه الشروط تتوافر لوسائل الإعلام كذلك إمكانات هائلة لبناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة للجميع».
العدد 5352 - الثلثاء 02 مايو 2017م الموافق 06 شعبان 1438هـ
أصبت كبد الحقيقة الرفيق حسن المرزوق فلماذا لا يتم استضافة معارضين على التلفزيون الرسمي ونقل الندوات والفعاليات الخاصة بالجمعيات السياسية المعارضة
قبل وبعد كل شيء نحتاج إلى إرادة سياسية مستقلة وطنية حرة ونزيهة.
الإعلام كله يبغي مراجعة وتصحيح بعيد عن الأهواء والمصالح الشخصية
#حرية_الصحافة_صفر
المصور الإعلامي المعتقل أحمد حميدان محكوم بالسجن 10 سنوات على خلفية تغطية أحداث سياسية ،، وتعرض الصحفي جعفر الجمري إلى التحقيق بعد استدعائه إلى النيابة العامة ، والقائمة طويلة ..
#حرية_الصحافة_صفر
لازال الصحفي محمود الجزيري معتقل منذ 28 ديسمبر 2015 بسبب نشاطه الصحفي ،، منع الصحفي أحمد رضي من السفر وتعرض إلى الإعتقال والسجن وتم تعذيبه في السجن.