قبل ستة أيام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية شهدت باريس أمس الاثنين (1 مايو/ أيار 2017) مواجهات مع الشرطة خلال التظاهرات بمناسبة عيد العمال التي اتفق المشاركون فيها على رفض مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، من دون الاتفاق على التصويت لمنافسها إيمانويل ماكرون.
ووقعت المواجهات بين شبان ملثمين وقوات الأمن وأدت إلى إصابة أربعة شرطيين بجروح حسب ما أفادت الشرطة. ويظهر في صورة لوكالة «فرانس برس» شرطي وقد اشتعل القسم العلوي من جسده بسبب تعرضه لزجاجة مولوتوف.
وجرت المسيرة بدعوة من أربع نقابات وسارت تحت لافتة كتب عليها «لا للتراجع الاجتماعي الذي يشكل تربة خصبة لليمين المتطرف». وأجبرت على التوقف مرات عدة بسبب رشق الشرطة بالمقذوفات وزجاجات المولوتوف.
ووقعت هذه الأحداث في إطار يوم تعبئة شمل كافة الأراضي الفرنسية. وفي حين دعا البعض إلى «صد» زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن، طالب البعض الآخر بالتصويت للمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، كما دعا آخرون إلى «الوقوف بوجه المرشحين معاً».
وقال الأمين العام لنقابة «الكونفيدرالية العامة للعمل» فيليب مارتينيز «إن شعارنا واضح: لا بد من هزم الجبهة الوطنية لما فيه مصلحة التقدم الاجتماعي. إن الجبهة الوطنية حزب عنصري كاره للأجانب ومعاد للنساء وليبرالي».
وظهر في التظاهرة مرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون الذي انهزم في الدورة الأولى. وهو سبق وأن أكد معارضته الشديدة للوبن من دون أن يدعو للتصويت إلى ماكرون.
ومن ليل في الشمال إلى مرسيليا في الجنوب شارك عشرات آلاف الأشخاص في تظاهرات ضد مارين لوبن، وأحياناً ضد ماكرون أيضاً المصرفي السابق الذي يعتبر برنامجه مفرطاً في ليبراليته.
كما تجمع مئات الأشخاص في باريس أيضاً «ضد الفاشية والرأسمالية» تلبية لدعوة منظمات فوضوية.
ودعت لوبن في خطاب شديد اللهجة الفرنسيين إلى «التصدي للمالية والوقاحة وسيادة المال» متهمة خصمها بأنه «مرشح النظام»، بعدما عمل مصرفياً ثم وزيراً لدى الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند.
قبل التجمع وضع قياديو حزب لوبن «الجبهة الوطنية» إكليلاً من الزهور على نصب جان دارك في باريس تكريماً «لحبها للوطن»، على ما يفعل هذا الحزب المناهض لأوروبا وللهجرة في كل عيد عمال.
في الوقت نفسه كان ماكرون يضع الزهور على لوحة تكريمية لذكرى مغربي شاب قتل في باريس بيد ناشطين مقربين من اليمين المتطرف في 1995 على هامش تجمع سياسي لجان ماري لوبن، والد مارين والمشارك في تأسيس حزبها في 1972.
ويشهد الفارق بين المرشحين تراجعاً، مع نسب 59 في المئة من نوايا الأصوات لماكرون مقابل 41 في المئة لمارين لوبن التي تقود منذ سنوات استراتيجية الابتعاد عن تصريحات والدها المعادية للسامية والأجانب.
ووعد الذراع الأيمن للوبن فلوريان فيليبو في حال انتخابها الفرنسيين بتسديد ثمن «الباغيت» أو الخبز الفرنسي «بالفرنك» بعد «عام على الأرجح».
العدد 5351 - الإثنين 01 مايو 2017م الموافق 05 شعبان 1438هـ