بعد انطلاقة بطيئة لموسمه الأول مع مرسيدس، بدأ الفنلندي فالتيري بوتاس يثبت موقعه كمنافس جدي لزميله بطل العالم السابق البريطاني لويس هاميلتون على الأفضلية في الفريق الذي هيمن على سباقات الفورمولا 1 في المواسم الثلاثة الماضية.
انضم بوتاس (27 عاما) هذا الموسم الى مرسيدس خلفا للألماني نيكو روزبرغ الذي أحرز الموسم الماضي، لقب بطولة العالم للمرة الأولى، بعد منافسة شرسة مع هاميلتون. ولجأ مرسيدس الى سائق فريق وليامس، بعد الاعتزال المفاجئ لروزبرغ بعد أيام من إحرازه اللقب.
وساد اعتقاد بأن الأفضلية في الفريق ستكون لهاميلتون بطل العالم ثلاث مرات، في مواجهة سائق لم يحرز أي سباق في مسيرته.
الا ان الأمر تبدل الأحد، مع هيمنة بوتاس على سباق الجائزة الكبرى لروسيا، المرحلة الرابعة من بطولة العالم، ليحقق الفوز الأول في مسيرته. أما هاميلتون، فحل رابعا خلف ثنائي فيراري الالماني سيباستيان فيتل متصدر ترتيب السائقين، والفنلندي كيمي رايكونن.
كما انطلق بوتاس من المركز الثالث في روسيا أمام هاميلتون، علما ان الفنلندي انطلق في سباق البحرين من المركز الأول، وأيضا أمام هاميلتون، لكنه أنهى السباق ثالثا خلف هاميلتون وفيتل الفائز.
ولم يخف بوتاس فرحته وعزمه بعد السباق الروسي.
وقال "كنت أعرف دائما انني قادر على تحقيق نتائج جيدة إذا سار كل شيء على ما يرام. آمنت دائما بقدراتي، لكن من الجيد الحصول على تأكيد بذلك"، مضيفا "سنبني على" ما تحقق على حلبة سوتشي.
وأشار الى ان إحراز لقب بطولة العالم "هو الهدف الوحيد لمسيرتي. أريد ان أواصل القتال لتحقيق ذلك".
ويبدو ان أداء بوتاس في المرحلتين الأخيرتين من البطولة بدأ بمحو الصورة غير الثابتة التي ظهر فيها في المرحلتين الأوليين. فعلى رغم حلوله ثالثا في السباق الافتتاحي في استراليا، الا انه ارتكب في الصين أخطاء ساذجة أدت الى انهائه السباق سادسا.
وعن بداية الموسم، قال بوتاس بعد جائزة روسيا الكبرى "كانت بداية الموسم دقيقة"، مشيرا الى انه "يتعلم" حاليا، ويأمل في ان يكون فوزه الأول في سباقه الحادي والثمانين "باكورة سلسلة طويلة".
"هادئ"
قدم بوتاس في روسيا سباقا مثاليا، اذ تمكن عند الانطلاق من التفوق على ثنائي فيراري الذي كان في المقدمة، وتجاوز فيتل وتصدر السباق قبل المنعطف الثاني، ولم يخسر مركزه طوال اللفات الـ52.
كما حافظ على هدوئه ورباطة جأشه في اللفات الأخيرة، بعدما تمكن فيتل من تقليص الفارق بينهما الى أقل من ثانية واحدة.
ويقول مواطنه سائق الرالي السابق آري فاتانن، ان بوتاس "كثير التحليل وهادئ (...) لا يقدم نفسه كنجم، رجل يبقي قدميه على الأرض"، في إشارة الى ابتعاده عن الأضواء، على عكس هاميلتون.
وقد يكون بروز بوتاس وتفوقه في بعض الأحيان، عامل توتر مع هاميلتون الذي نادرا ما يستسغ المنافسة من زميل له في الفريق نفسه. وطبع التوتر العلاقة بين هاميلتون وبطل العالم السابق الاسباني فرناندو ألونسو في فريق ماكلارين.
كما كان التوتر سمة علاقته مع روزبرغ وسط تنافس حاد في المواسم الثلاثة الماضية، اذ أحرز هاميلتون بطولة 2014 و2015 وكان وصيفه روزبرغ، وفاز الأخير ببطولة 2016 وكان وصيفه هاميلتون.
وكان بوتاس قال عند انضمامه لمرسيدس، ردا على سؤال عن هاميلتون، "انا واثق من اننا سنكون مقربين (...) من اننا سنعمل كفريق"، مضيفا "انا احترمه حقا كسائق وكشخص".
وأضاف "انه سريع جدا، يشكل مرجعا كبيرا بالنسبة لي".
لكن في جائزة البحرين الكبرى، اضطر بوتاس للالتزام بتعليمات الفريق الذي طلب منه فتح المجال أمام هاميلتون الذي كان يقدم توقيتا أفضل على الحلبة، لمحاولة اللحاق بفيتل المنفرد بصدارة السباق.
وكشف مدير مرسيدس توتو وولف في أعقاب هذا السباق ان الفريق قد يلجأ الى "أوامر الفريق" لكبح فيراري، مما يعني منح هاميلتون الأفضلية على بوتاس والتدخل لضمان ذلك عندما تدعو الحاجة.
وقال وولف "نحن لا نحبذ هذا الأمر على الاطلاق"، مذكرا بأن الفريق اعتمد الموسم الماضي سياسة مفتوحة بين هاميلتون وروزبرغ، مقرا في الوقت نفسه ان "الوضع مختلف حاليا... لذا يجب علينا القيام بتحليل ملائم لما يعني ذلك وأين نحن حاليا".
وعلى رغم تهنئة هاميلتون لبوتاس بعد سباق الأحد بقوله ان الفنلندي "قام بعمل استثنائي طوال عطلة نهاية الأسبوع"، الا ان البريطاني ثاني ترتيب بطولة السائقين، بدأ يواجه منافسة قوية من زميله الذي يتخلف عنه بفارق عشر نقاط فقط (73 لهاميلتون مقابل 63)، بينما يبتعد فيتل عن هاميلتون في الصدارة بـ 13 نقطة.