لم يكن نيلو يتوقع أنه سيحتاج يوما للعمل خارج الفلبين، فهو ابن مزارع يعمل على زراعة الأرز. ومنذ نعومة أظافره كان يعمل في مزرعة والده، وفقد وهو بعمر السابعة احدى أصابعه بسبب آلة تقطيع الأرز. وفي شبابه انتقل للعمل في تنسيق الزهور وتزوج وأنجب ولدا وابنتين، وعندما بلغ ابنه وابنته سن الالتحاق بالجامعة لم يكن مدخوله يكفيه لدفع الرسوم، فكانت بداية تغربه للعمل وتوفير هذه المتطلبات المادية.
ففي عمر 42 عاما جاء نيلو للعمل في البحرين منسقا للزهور، يقضي كل نهاره في المحل الذي يعمل به، ليعود في المساء لسكنه كي يأخذ قسطا من الراحة والنوم ليستعد للعودة من جديد للعمل في صباح اليوم التالي. لم تعد لديه حياة خاصة، فحياته كلها حياة مهنية وأوقاتها أغلبها يقضيها في المحل الذي يعمل به. وطوال 9 أعوام عمل فيها هنا لم يزر عائلته في الفلبين إلا مرة واحدة، و7 سنوات تفصله عن هذه الزيارة. ورغم إلحاح أبنائه عليه بالعودة والعيش معهم إلا أنه يرفض ذلك ويصر على مواصلة العمل الى أن يكملوا دراستهم الجامعية.
العدد 5350 - الأحد 30 أبريل 2017م الموافق 04 شعبان 1438هـ