أتى محمد ناديل للبحرين وعمره 19 عاماً، ولأنه الابن الأكبر، فكان عليه أن يتقبل تحمل مسئولية اعالة والديه واخوانه وزوجته التي عقد عليها قبل أشهر من سفره للبحرين. عمل ناديل في البحرين منذ قدومه خبازا، يبدأ عمله في الساعة الخامسة صباحا وينتهي في الساعة الحادية عشرة مساء مع أخذ راحة في فترة الظهيرة ليكون مجموع ساعات عمله اليومية 15 ساعة براتب 70 دينارا، يرسل أغلبه لعائلته كل شهر. يقول في حديثه مع «الوسط» إن طول وقت الدوام ليس بالمشكلة بالنسبة له، بل المشكلة في ان أغلب هذا الوقت يقضيه في مقابل التنور اللاهب، وتحديدا في فصل الصيف، حيث تكون الحرارة في الشارع لا تـُحتمل فما بالك وانت تقابل نارا تزيد درجة حرارتها حوالي 10 مرات عن الشارع. فحرارة التنور قضت على ملامح الابتسامة في وجهه المتعب، وأكثر ما كان يكرره ان «العمل مُـتعِب جداً، لكن يجب أن نعمل ونتعب كي تستطيع عوائلنا أن تعيش براحة وتجد ما تأكله دون عناء».

الآن ناديل أكمل 25 عاماً من العمل، وقد أتى بأحد أبنائه كي يحل محله فيعود هو لبنغلادش فيكمل باقي عمره وسط عائلته، فيستلم بذلك هذا الابن مسئولية إعالة عائلته نيابة عن أبيه الذي أرهقته حرارة التنور طوال هذه السنوات.