معَ التطور وظهور الهواتف الذكية والانفتاح على العالم، أصبح الكثيرون يحملون هاتفاً ذكياً معهم أينما ذهبوا، حتى الأطفال بأعمار صغيرة يلّحون على امتلاك جهاز ذكي، ولما لهذا الجهاز من انفتاح بلا حدود أصبح وجوده بين أيدي أطفال بعمر صغير ناقوس خطر قد يهدد طفولتهم ونشأتهم ولكن قد يكون الطريق لتطور هذا الطفل وتعلمه، ومن هنا سألنا الشارع العام وبالأخص الأهالي حول رأيهم بامتلاك جهاز ذكي عند الأطفال .
من جانبها، أشارت أم علي إلى أنه: "يترك الجهاز عند الأطفال بحجة اسكاتهم وتوفير وقت الراحة من ازعاجهم ويأخذ الطفل جولة على "اليوتيوب" تبدأ بمواقع أناشيد أطفال وألعاب تعليمية وجميعنا نعلم عن الروابط ذات صلة التي تتبع عدد من هذه الصفحات والتي غالباً تكون مواقع اباحية بسيطة ثم تتطور للأعمق وهذا ما تم رصده شخصياً في يد أحد أطفال العائلة، كما وأن بعض أفلام الكارتون التي تعرض على التلفاز يحذف منها بعض المشاهد السيئة بينما على اليوتيوب لا تشفير و تبدأ هنا المأساة ، ومن سلبيات هذه الأجهزة هو ميل الاطفال للعزلة والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية بسبب تعلقهم بالأجهزة والألعاب يأثر سلباً على نشاطهم الذهني وتركيزهم ".
أما زينب مصطفى، فتذكر: "أنا ضد استخدام الأطفال للهواتف الذكية رغم معرفتي التامة إلى أن الإعلام يوصل أكبر كمية من المعلومات وينمي الأفكار ولكن ليس مع طفل صغير في عمر السنتين دون تجاوز العشر سنوات ، الآن أصبحت الأمهات والاباء بما معناه "تبي الفكة" فتعطي الطفل هاتف كي يستخدمه ويخفف ازعاج وفوضى أو كي يصمت من بكاءه ، نحن خرجنا أجيال حتى نهاية مواليد التسعينات فهم جيل لم يمسك بيده تلفون بل لعب ومرح وتعلم وعاش مرحلة الطفولة بلا أجهزة، أما أطفال اليوم لا يوجد لديهم في طفولتهم سواء أجهزة حتى بات نشاطهم الاجتماعي مع بعض شبه معدوم بسبب هذه الهواتف، ناهيك عن الأشياء التي على الطفل الصغير عدم رؤيتها وهناك برامج ومواقع يطلع عليها دون رقابة من الأم والأب أحياناً، وعلى الأخص " سبايدرمان" على اليوتيوب ، أطفال كثيرة متعلقة بهذا الكارتون ولكن لو تعمقنا فيه لوجدناه غير هادف والحركات التي توجد به سيئة جداً ، فإنها تعلمهم على عادات خاطئة ، وأنا من رأيي إذا كان كل شخص يريد أن يعطي طفله جهاز ذكي فعليه أن يلتزم بالرقابة التامة لأنها مرحلة من مراحل التنشئة العقلية والاخلاقية للطفل فيجب عدم التغافل عنها ".
وتضيف أم حوراء :" الايجابيات للهواتف عند الأطفال تجعلهم يصمتون قليلاً أما السلبيات فهي تضرهم صحياً وتجعلهم أكثر انعزالاً ".
ومن تجربة شخصية، قالت أم محمد إن: "لقد عانيت مع ابني محمد كثيراً ولا زلت أعاني بسبب هذه الأجهزة وادمانه عليها ، وسلبياتها أكثر من ايجابياتها ، أولاً فهي تحتاج إلى ميزانية مادية بسبب تكلفتها العالية ، وقليل منها برامج تعليمية أما الأغلب فالسلبيات أكثر ".
وتؤيدها علياء بالرأي بأن سلبيات هذه الهواتف أكثر من ايجابياتها ، وتضيف بأن :" ينقطع الطفل عن العالم الخارجي ويترك اللعب شيئاً فشيئاً مما يؤدي إلى تعرضه للسمنة كما أن عضلاته التي من المفترض أن تقوى باللعب والتسلق سترخى ، غير ذلك وجود البرامج الكثيرة التي لا تصلح للأطفال سواء العنيفة منها أو المخلة بالآداب ، إيجابياته محدودة جداً التي يمكن الاستعاضة بها بشيء آخر ".
" سلبياته أكثر من ايجابياته" هذا ما اتفق عليه الكثير، وهذا ما تذكره كوثر العصفور ، فهي تشير إلى أن :" أصبح الطفل يترك واجباته ودراسته وينشغل بالهاتف مثال على ذلك أختي كانت من المتفوقات إلى المرحلة الإعدادية ومنذ أن امتلكت هاتف ذكي انشغلت به وتركت الدراسة وتراجعت في دراستها من الممتاز حتى الجيد جداً ، كما وأن الطفل لا يعيش طفولته من كثر انشغاله بالتكنلوجيا والهاتف عكس طفولتنا التي كانت تخلو من هذه الأجهزة فقد كنا نستمتع بطفولتنا ونشارك في برامج مفيدة ونشاهد رسوم الكارتون الهادفة ونلعب ألعاب ممتعة وغير ضارة على عكس طفولتهم الآن لا يوجد بها أي شيء ".