العدد 85 - الجمعة 29 نوفمبر 2002م الموافق 24 رمضان 1423هـ

عشرات الآلاف يتظاهرون في يوم القدس العالمي بمشاركة الجاليات العربية والأجنبية

«لا سنية لا شيعية كلنا ضد الصهيونية»

الدراز , المحرق- هاني الفردان, ميثم العرادي 

29 نوفمبر 2002

شارك عشرات الآلاف ظهر أمس في مسيرة حاشدة خرجت من مسجد الإمام الصادق بالدراز متوجهة إلى دوار سار عائدة إلى دوار الدراز في يوم القدس العالمي الذي يمثل يوما للوحدة الإسلامية كما عبر عنه الكثير من المشاركين من خلال هتافاتهم وشعاراتهم التي أشارت الى حرصهم الكبير على إضفاء صبغة الوحدة الإسلامية على هذا اليوم، كما شاركت افراد من الجالية الفلسطينية والأجانب في هذه المسيرة.. وأكد الشيخ عيسى قاسم انه «ينبغي أن يكون يوم القدس العالمي محل اجماع الأمة وطريقا لوحدتها الحقيقية، والإصرار على الثابت في استرداد الحق ونصرة القضايا الإسلامية في كل مكان».

وشارك في المسيرة افراد من الجالية الفلسطينية الذين أكدوا ان هذا اليوم لجميع المسلمين ولا يخص فئة معينة واذا كان شخص بعينه أطلق هذا اليوم فذلك لا يعني ان هذا اليوم خاص به أو بفئته.

وعبرت لينا صيام فلسطينية قائلة: «إن محاولة خلق التفرقة بين الأمة الإسلامية هو هدف صهيوني يحاول من خلاله غرس مبدأ «فرق تسد» بين الشعوب الإسلامية والعربية. وهذا ما تجب محاربته والوقوف ضده من أجل نصرة القضية الفلسطينية وتحقيق الهدف الأكبر وهو تحرير القدس والأراضي الفلسطينية».

وقالت صيام «إن هذه المسيرة ليست طائفية أو خاصة بالشيعة فقط فها انذا وزميلاتي وزوجي نشارك فيها كما شاركنا يوم أمس في مسيرة رأس رمان، كل ذلك من أجل خدمة القضية الفلسطينية، فكل يسعى إلى تحرير المسجد الأقصى وفلسطين». وأضافت إنه لا فرق بين يوم الأرض ويوم القدس العالمي فهما يومان يرميان إلى هدف واحد هو وحدة الأمة الإسلامية والعربية لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب».

وعبرت عن شكرها للشعب البحريني الذي هو بحق حسب ما تقول - «الشعب الوحيد في دول الخليج الذي يمكن تلمس تعاونه ووقوفه الدائم مع القضية الفلسطينية».

وقال زوجها لويس «بريطاني الجنسية» شارك أيضا في المسيرة: «إنني أصبحت فلسطينيا أكثر من كوني بريطانيا لإيماني بالقضية الفلسطينية وعدالتها ولكن الإعلام الغربي شوه القضية بممارساته الإعلامية من خلال ما يعرضه على شاشاته وفي صحفه من أجل خدمة الكيان الصهيوني، وإنني عندما أرى مثل هذه الجموع تحتشد لنصرة شعب مظلوم يعاني من الظلم والقهر يزيد من تأكدي وإيماني بأحقية الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه».

وردد المشاركون شعارات موحدة لا تحمل مضامين طائفية، بل هدفت الى المناداة بالوحدة الإسلامية ووحدة القضية الإسلامية.

وفي حديث له مع «الوسط» قال السيد عبدالله الغريفي: «يوم القدس العالمي يوم الإسلام... ويوم القرآن... ويوم الوحدة الإسلامية» ويرى ان «أي شعار يطرح بعيدا عن القضية الفلسطينية وبعيدا عن الوحدة هو بعيد عن الإسلام وبعيد عن الله».

وقال الغريفي «إن يوم القدس ليس صبغة مذهبية إنما هو صبغة إسلامية وقرآنية لا تعترف بحدود». مضيفا «أنا لا أرى أن يوم القدس صبغته نداءات مذهبية أو نداء طائفي وإنما أريد له أن يكون لكل المسلمين في العالم، ولكن أعداء الإسلام يسعون لتشويه الصورة الحقيقية لهذا اليوم، واستنكر الغريفي ما تقوم به وسائل الإعلام العربية والإسلامية من تغييب لهذا اليوم الذي يعبر عن موقف وليس مجرد حساسية، قائلا: «إن موقفها يهدف إلى خلق حصار سياسي وثقافي على الشعوب العربية».

وفي نهاية المسيرة ألقي بيان اللجنة المنظمة التي أكدت فيه ان عشرات الآلاف التي خرجت في شوارع البحرين خرجت لتعلن تمسكها بالقضية الفلسطينية خلال يوم القدس، وإن الجماهير البحرينية تعتبر تلبية هذا النداء هي تلبية لنداء الحق وأداء الواجب، وإشهارها للالتزام بالإسلام ومبادئه». ووجه البيان رسالة إلى المستكبرين في العالم قال فيه: «ولتعلم القوى الكبرى ان الحشود تستنكر الجرائم البشعة التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية وفي كل مكان في العالم وتستنكر القرار الأميركي لمشروع إعلان القدس عاصمة لإسرائيل».

مسيرة رأس الرمان

وعلى الصعيد ذاته خرجت مسيرة مساء أمس الأول بالقرب من دوار رأس الرمان شارك فيها أكثر من 5000 شخص عبروا فيها عن تضامنهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية، وسار موكب المتظاهرين خلف علم المملكة الذي تقدم المسيرة.

وفي نهاية هذه المسيرة ألقى عادل الشعلة كلمة أكد فيها «فاعلية مقاطعة البضائع الأميركية والرد على إشكالية مدى تأثير المقاطعة على السياسة الأميركية».

من جانبه أ نطلق المئات من المصلين بعد صلاة الجمعة أمس من أمام باحة جامع «الحياك» في المحرق إلى الشارع العام احياء لمناسبة «يوم القدس» إذ تقدمت المسيرة لافتات تدعو إلى استمرار المقاومة في فلسطين وتناشد المجتمع الدولي الضغط على الولايات المتحدة الاميركية لوقف عربدة الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة كما حملت لافتات تدعو الى محاكمة «المجرم شارون»، وتقدم المسيرة التي شارك فيها مئات المصلين كوكبة من علماء الدين والشيخ أحمد عطاالله امام مسجد الشيخة بزة في المحرق، كما كان في مقدمة مسيرة «يوم القدس» رئيس جمعية العمل الوطني المهندس عبدالرحمن النعيمي.

وصلى المئات من أبناء البحرين خلف الشيخ حسين نجاتي صلاة الجمعة التي بدأت بالخطبة العبادية ومن ثم الخطبة السياسية التي وجه فيها الجمهور إلى أهمية المشاركة الفاعلة والحضارية في المسيرات الشعبية المتزامنة مع يوم القدس في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك وذلك لمناصرة القضية الفلسطينية والاشقاء الفلسطينيين في وقفتهم الباسلة في وجه الكيان الصهيوني الغاصب ومن خلفه قوى الاستكبار العالمي، واكد نجاتي أهمية دعم الأشقاء الفلسطينيين بكل انواع الدعم الممكن ماديا ومعنويا حتى تحقيق النصر .

وردد المشاركون في المسيرة عدة هتافات حماسية تهتف بـ «الموت لاسرائيل والموت لأميركا» وهتافات أخرى تمجد المقاومة الاسلامية في فلسطين وتدعو الى المزيد من العمليات الاستشهادية في عقر دار العدو وقد انتهت المسيرة عند جامع الشيخة بزة بعد أن ألقى الشيخ احمد عطاالله كلمة جاء فيها «تأتي هذه الذكرى والصهاينة يغتصبون القدس... والصهاينة يمنعون المسلمين من دخول الأقصى الذي كان يعج في مثل هذا اليوم بمئات الآلاف من المصلين حتى جاء المفسدون في الارض فطغوا ودمروا المنازل وجرفوا المزارع ورملوا النساء ويتموا الأطفال... إن أهلنا في فلسطين يستغيثون بإخوانهم ويستصرخون بالاسلام والمسلمين فهل من مجيب لهم؟ إن الخير كل الخير في هؤلاء الصناديد المجاهدين ومن يدعمهم... عباد الله لقد حثنا الله على الجهاد إذ قال «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون»، وعليه عباد الله فان دوركم هو نصرة هذا الشعب المجاهد في فلسطين».

وألقى السيد هاشم البحراني خطابا في الجمع قال فيه: اجتمعنا واحتفلنا سابقا في مثل هذا اليوم - يوم القدس -، اجتمعنا وخرجنا في شهر رمضان شهر الصيام والصبر في ذكرى بدر الكبرى وهي المعركة الفاصلة بين الاسلام والكفر... الا إن العجب كل العجب أن هذه الامة بصمودها وتحررها من العبودية والطواغيت وامتلاكها لعصب الحياة للعالم المعاصر تقف عاجزة لا تفعل شيئا حيال ثلة أقامت دولة تعادي الاسلام والانسانية... هذا الوضع قائم الآن لكنه حتما سيزول.

يذكر أن مسيرة يوم القدس التي انطلقت من مدينة المحرق اتسمت بالسلمية والتحضر الكبير والتفاعل الايجابي الواضح من قبل الجمهور المشارك الذي التزم طوال مدة المسيرة بتعليمات اللجنة المنظمة التي أبلت بلاء حسنا في الشكل العام للمسيرة من حيث تقدم الرجال للمسيرة ومن خلفهم النساء ومن حيث وحدة الشعارات ومركزيتها والنهج العام الذي تتبعه المسيرات الحضارية

العدد 85 - الجمعة 29 نوفمبر 2002م الموافق 24 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً